دمشق – فـي الصالة الكبرى التابعة للمؤسسة العامة للتبغ فـي وسط مدينة اللاذقية غربي سوريا، تعمل 130 عاملة وستة رجال على فرز أوراق التبغ البنية النضرة وتكديسها ولفّها، تمهيداً لإنتاج كميات من السيجار، فـي صناعة جديدة بدأت تشقّ طريقها رغم الحرب المدمّرة التي تعصف بالبلاد.
وباشرت شركة التبغ الوطنية المملوكة للقطاع العام، تفعيل خط إنتاج جديد يستهدف، وفقاً للمشرفـين عليه، تصنيع سيجار ملفوف باليد ويرقى إلى المعايير الدولية. ويسعى العمال إلى تصنيع السيجار بشكل يصلح للتصدير إلى الخارج.
وبعد ثلاثة أعوام من المحاولات، باتت صناعة سيجار «مطابق للمواصفات الدولية» ممكنة فـي المصنع التابع للمؤسسة فـي اللاذقية التي يُزرع التبغ فـي أريافها.
وأوضح مدير المصنع شادي معلا: «قررنا إطلاق منتج جديد من دون خبرة أجنبية» بهدف تعويض الخسائر الناجمة عن النزاع والعقوبات الاقتصادية، مندّداً بـ«حرب اقتصادية» يشنّها الغرب على سوريا.
وتروي أم علي، وهي عاملة خمسينية يغطي منديل أبيض رأسها، أن الأمر لم يكن سهلاً، وقد تطلّب منها اتقان فنّ لفّ السيجار ثلاثة أعوام كاملة. وقالت: «فـي بداية الأمر لم تكن لدي أدنى فكرة عما هو السيجار»، مشيرة إلى أن مهندس الميكانيك حسام محمود خاطبها يوماً، قائلاً: «أنتن النساء ماهرات فـي لفّ ورق العنب المحشي، حاولي إذن لفّ سيجار».
وأضافت أنها استعانت بالإنترنت لتحسين عملها، «شاهدت مقاطع فـيديو حول طريقة صنع السيجار فـي كوبا وشرح لي المهندس طريقة جمع أوراق التبغ».
وأشارت، وهي تنفخ فـي سيجار من انتاج المصنع، إلى أنه «سوري مئة فـي المئة»، مضيفة: «له مذاق التبغ السوري ومُصنّع بأيدي عمال سوريين».
واعتبرت أن «العام 2015 هو الأجمل فـي حياتي لأننا أعلنا خلاله بدء إنتاج السيجار» السوري.
ويتراوح الإنتاج اليومي بين 400 الى 500 سيجار حاليا، يجري توزيع جزء منه على عدد من الشخصيات لتذوق نكهته والتحقق من نوعيته.
وأشارت أم علي إلى أنها تلف نحو خمسين سيجاراً فـي اليوم، بعدما كان انتاجها فـي المرحلة الأولى يتراوح من خمسة إلى عشرة فقط.
وأوضح حسام محمود أن الهدف من إطلاق هذه الصناعة «هو مواجهة الحصار المفروض عبر تصنيع منتج جديد يعود بالخير على المؤسسة ويدعم اقتصاد البلد، بالإضافة إلى تشغيل اليد العاملة».
Leave a Reply