ديترويت
على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الشرطة لضبط الأمن في ديترويت، من خلال تعزيز انتشارها الميداني وملاحقة مرتكبي الجرائم المسلحة، إلا أنه لا يكاد يمرّ يوم دون سقوط قتلى وجرحى في المدينة.
وفي أبرز حوادث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، لقي زوجان حتفهما، على يد مسلحَين ملثّمَين قاما بإطلاق النار عليهما أثناء جلوسهما مع طفلتهما الرضيعة (9 أشهر) داخل سيارتهما في محطة وقود، حوالي الساعة 8:30 من مساء الإثنين المنصرم.
وتوفي الوالدان البالغان من العمر 22 عاماً على الفور، في حين لم تصب الطفلة التي كانت في حضن أمها بأي أذى.
وعممت شرطة ديترويت صور المشتبه بهما، والتي تم التقاطها عبر كاميرات المراقبة في محطة «الماراثون» الواقعة على شارع وورن بالقرب من تقاطع ساوثفيلد في غرب ديترويت. وبحلول الأربعاء المنصرم، قالت الشرطة إنها ألقت القبض على رجلين يشتبه بتورطهما في الجريمة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وكان قائد شرطة ديترويت جيمس وايت، قد قال خلال مؤتمر صحفي عقده بموقع الجريمة يوم الثلاثاء الماضي، إن الحادثة لم تكن عنفاً عشوائياً، وإنما كانت استهدافاً متعمداً للضحيتين.
وتشكل جرائم القتل المتعمدة التي هي أشبه بعمليات الاغتيال في أحياء ديترويت، جزءاً أساسياً من حوادث إطلاق النار في المدينة، والتي تشمل أيضاً حوادث القتل العشوائي.
وقد نجحت شرطة ديترويت، الأسبوع الماضي، في تحديد هوية المشتبه به بقتل رجل متسول بدم بارد، خارج محطة وقود «كلارك» على شارع دكستر في غرب المدينة، مساء 3 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
واستغرق التحقيق نحو أسبوعين لإلقاء القبض على المتهم كريستوفر ويليامز (19 عاماً)، والذي يقول المحققون إنه قام بإطلاق النار على رأس الضحية –كما طريقة الإعدام– من دون أي سبب أو تفاعل مسبق بينهما.
وقال وايت إن حادثة قتل الرجل المتسول الذي عادة ما يتردد على الموقع نفسه، كانت عملية «إعدام عشوائي»، لافتاً إلى أن المحققين بذلوا كل ما بوسعهم للقبض على الجاني، تأكيداً على إصرار الشرطة على إزالة المجرمين عديمي الإحساس من شوارع المدينة.
وبالإضافة إلى عمليات الاغتيال والقتل العشوائي، تواجه ديترويت أيضاً ازدياداً ملحوظاً في حوادث إطلاق النار الناتجة عن العراكات في النوادي والملاهي الليلية بما في ذلك حي «غريكتاون» في وسط المدينة بالرغم من انتشار الشرطة الكثيف في تلك المنطقة.
وعلى سبيل المثال، شهد منتصف ليل الأربعاء الماضي عراكاً داخل نادي «أكسوديس» الليلي على شارع مونرو، قبل أن يتطور الأمر إلى تبادل لطعنات السكاكين وإطلاق النار ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص تم نقلهم إلى المستشفى وهم في حالة حرجة.
عنف مختلف
ولا تقتصر جرائم العنف في ديترويت على حوادث إطلاق النار، حيث هزت المدينة الأحد الماضي، جريمة اغتصاب مروعة بحق طفلة عمرها تسع سنوات، نجت من الموت بأعجوبة بعد فرارها من يد مختطفها.
وكان الجاني قد أغوى الطفلة وأقنعها بدخول سيارته، بعدما وجدها وهي تمشي وحيدة قرب تقاطع شارعي غراند ريفر والميل الثامن في مدينة فارمنغتون هيلز –حيث تقيم الضحية– قبل أن يقوم بنقلها إلى منزل مهجور على شارع بيڤرلاند في غرب ديترويت حيث قام باغتصابها وتعذيبها وتقييدها.
وعثرت إحدى سكان الجوار على الطفلة عارية وملفوفة ببطانية وسط الشارع بعدما تمكنت من فك قيودها والفرار من المنزل المهجور الذي تعرضت فيه للاعتداء الجنسي.
وبعد الاتصال بالشرطة، بدأت عملية تحقيق واسعة للقبض على الجاني بمشاركة شرطة ديترويت وفارمنغتون هيلز ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، وبعد تنفيذ نحو 20 مذكرة تفتيش تم القبض على المشتبه به وهو آرون ماكدونالد (40 عاماً) من سكان مدينة أوك بارك.
ومثل المتهم –يوم الإثنين الماضي– أمام القضاء حيث وجهت إليه تهم الاختطاف والاغتصاب والتعذيب والاعتداء بقصد إلحاق أذى جسدي كبير، بما في ذلك الخنق.
وقررت «المحكمة 47» في فارمنغتون حبس ماكدونالد من دون كفالة إلى حين مثوله مجدداً أمام القضاء، علماً بأن التهم المنسوبة إليه تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.
وقد تبين أن ماكدونالد خرج من السجن بإفراج مبكر قبل خمسة أشهر، بعد قضائه 13 سنة خلف القضبان بتهمة الاعتداء الجنسي على فتاتين قاصرين عام 2004.
Leave a Reply