كنيسة تمدّ يد العون لعائلة مسلمة أميركية
سارة كومينك – «صدى الوطن»
تواصل العربية الأميركية عزيزة كشم جهودها الحثيثة لجمع التبرعات لمعالجة ابنها المصاب بنوع نادر من الصرع الوراثي، وكذلك نشر الوعي حول هذا المرض المعروف علمياً باسم «لافورا»، وهو اضطراب في الدماغ يتميز بتكرار نوبات الصرع وتراجع الوظائف الإدراكية.
وكانت «صدى الوطن» قد التقت في أيار (مايو) الماضي مع الأم وابنها هيثم بريدي (15 عاماً) الذي شخّص الأطباء إصابته بالمرض العصبي النادر، في نيسان (أبريل) 2017، والذي تتفاقم حالته سوءاً منذ ذلك الحين، حتى فقد –مؤخراً– القدرة على المشي، والتحدث بجمل كاملة.
كشم –وهي أم لأربعة أولاد– تشكو منذ شهور، تدهور حالة ابنها المريض وتأثيره القاسي على حياة العائلة بأكملها، مشيرة إلى ازدياد معدل نوبات الصرع التي تنتابه بشكل كبير، إذ «كان يعاني من نوبة واحدة أسبوعياً، أما اليوم فيكاد يصل عدد النوبات إلى خمس مرات خلال الـ24 ساعة، كما أنه يعاني من صعوبة متزايدة في تناول الطعام، وغالباً ما يتم استخدام أنبوب عبر الأنف لتوصيل السوائل المغذية إلى معدته».
الأم التي كانت تسعى بكافة السبل لجمع التبرعات لمعالجة هيثم، أشارت –في لقاء سابق– إلى أنه تم طردها من أحد المساجد التي قصدتها طلباً للمعونة، مضيفة بأن القائمين عليه طلبوا منها أن تلجأ إلى والديها لمساعدتها. مما جعلها تشعر بأنها «منبوذة من قبل مجتمعها» بحسب تعبيرها. وأضافت في أيار (مايو) الماضي: «ليس لدي أب ولا أم.. ليس لدي أي شخص يساعدني. أبي وأمي كانا مسيئين جداً لي، ولا يبديان أدنى اهتمام بحالة هيثم».
لكن العون الذي لطالما كانت تتوخاه، وجدته في مكان لم تتوقعه إطلاقاً، حيث أقدم القس الدكتور روبرت آلن على ترتيب إقامة «حفل غولف» لجمع التبرعات لابنها المريض، والذي من المقرر إقامته في 21 تشرين الأول (أكتوبر) القادم.
في هذا الصدد، تقول كشم: «لقد ساهم الدكتور آلن في إعلام الآخرين بحالة هيثم، مظهراً اهتمامه الحقيقي بعائلتي من منطلق إنساني، وبغض النظر عن الدين».
آلن، وهو من «الكنيسة المشيخية الأولى في نورثفيل»، أفاد –من جانبه– لـ«صدى الوطن»: «نحن لم نحرك الأرض أو شيئا من هذا القبيل، لكننا نستمر في مساعدة المحتاجين حيث يمكننا فعل ذلك»، مؤكداً أن «هذه العائلة أصبحت جزءاً من عائلتنا».
وشدد على أن رعيته لا يميزون بين المسلمين والمشيخيين، لافتاً إلى أنه يستخدم الآيات القرآنية في عظاته الدينية لإظهار العلاقة المتينة بين الديانتين، الإسلامية والمسيحية.
وأضاف: «بالنسبة للناس هنا (في الكنيسة)، أعتقد أنهم ينظرون إلى هذا الموضوع من زاوية أنهم يساعدون شخصاً آخر، ولا شيء أكثر»، مشيراً إلى الكثير من الملاجئ والكنائس ومراكز إيواء وإطعام المشردين والفقراء تعاني في الحصول على ما يكفي من التبرعات. وقال: «يبدو لي وكأنه يوجد شحّ في العطاء هذه الأيام.. فإن لم تكن جزءاً من مؤسسة ضخمة تتمتع بقدرة تسويقية كبيرة ويدعمها خطباء ومشاهير.. فإنه من الصعب جداً الحصول على أي شيء».
ولاحظ القس آلن تفاقم حالة هيثم الصحية منذ التقاه أول مرة، وقال: «لقد بدا شاباً يافعاً في وسط هذه المأساة»، مؤكداً أن والدته كانت تبذل قصارى جهودها في التواصل مع الآخرين. وقال «لقد كانت تتحدث إلى الناس بلا كلل، في محاولة لشرح حالة ابنها. لقد كانت قوية بشكل لا يصدق، إنها لا تعرف معنى كلمة «لا»، ولا تكف عن الاستمرار في محاولة مساعدة هيثم».
وشدد «يشرفني أن أكون صديقها.. وهذا ما أصبحنا عليه بالفعل».
وأطلقت والدة هيثم، التي يعاني زوجها من العجز
بسبب إصابته بداء هودجكنز، حساباً للتبرعات عبر موقع GoFundMe، واصفة المساهمات التي حصلت عليها حتى الآن بأنها «محل تقدير كبير» على عكس محاولات أخرى جاءت بنتائج «مخيبة للآمال»، وفق تعبيرها.
وتوضح كشم أنها تضع نصب عينيها نشر الوعي حول المرض الذي أصاب ابنها، لافتة إلى أن «الكثير من آباء الأطفال المصابين بمرض «لافورا» يصارعون وحدهم»، لأن ما من أحد سمع بهذا المرض النادر.
وأعربت الأم الفلسطينية الأصل، التي تعيش مع أسرتها في مدينة سالين عن أملها في إدخال هيثم إلى مراكز «يو سي أل أي»، حيث يقوم المختصون بتطوير عقارات تجريبية لمرض «لافورا»، وهي ترى في ذلك فرصة، ليس لابنها فحسب، بل لجميع الأطفال الذين يتم تشخصيهم بهذا المرض مستقبلاً.
وقالت إنها في الوقت الحاضر، تركز اهتمامها على ابنها، ولكنها تتطلع إلى افتتاح مؤسسة للأطفال المصابين بأمراض نادرة، كمرض هيثم».
ومنذ تذهور حالة ابنها، حرصت كشم على مزاولة عملها في «مستشفى سان جوزيف ميرسي» لمرة واحدة شهرياً، كي لا تفقد وظيفتها، لكنها تخلت مؤخراً عن العمل لكي تتفرع لرعاية ابنها، ونشر الوعي حول مرضه.
وقد تجاوز حجم التبرعات عبر موقع GoFundMe ١٠ آلاف دولار من أصل المبلغ المطلوب (١٥٠ ألف دولار). ويمكن التبرع عبر الرابط: gofundme.com/jessicanovakov
ومزيد من المعلومات حول «حفل الغولف الخيري» الذي سيقام في 21 تشرين الأول (أكتوبر) القادم، يمكن التواصل على البريد الالكتروني: azezabreadiy@hotmail.com
سعر البطاقة 150 دولاراً، ويتضمن الحفل بوفيه غداء وتذاكر يانصيب على جوائز متعددة.
Leave a Reply