ديربورن، ديربورن هايتس - رغم غياب الأجواء الاحتفالية بشهر رمضان المبارك في منطقة ديترويت هذا العام، بسبب الحرب الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن المؤسسات العربية الأميركية واصلت إقامة العديد من مآدب الإفطار الخيرية في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس منذ بداية الشهر الكريم في الحادي عشر من شهر آذار(مارس) الجاري.
وبعكس السنوات السابقة، اختفت مظاهر البهجة والاحتفاء بشهر رمضان المبارك بمنطقة ديربورن لهذا العام مع توقف الفعاليات الرمضانية ذات الطابع الاحتفالي والاجتماعي، وفي مقدمتها «مهرجان السحور» و«ليالي رمضان»، مع تأثر المزاج العام للعرب والمسلمين الأميركيين بالأوضاع الكارثية في الأراضي المحتلة، حيث اقتصرت الأنشطة المحلية على البرامج والمحاضرات الدينية في المراكز الإسلامية المنتشرة في المدن ذات الكثافة العربية والإسلامية في عموم منطقة ديترويت، إلى جانب إقامة المآدب الخيرية للعديد من المؤسسات غير الربحية.
وفي الإطار، أقامت «مؤسسة الأمل الاجتماعية» حفل إفطارها السنوي في صالة «بيبلوس» بمدينة ديربورن -الأربعاء المنصرم- وسط حضور حاشد من أبناء الجالية وشخصياتها الدينية والمجتمعية، حيث تم استعراض أنشطة المؤسسة في مختلف الميادين الثقافية والتربوية والكشفية، مع تأكيد رئيس المؤسسة الدكتور محمد الدغيلي على دور المنظمة في دعم الأسر التي تم تهجيرها قسراً من جنوب لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي في ثمانينات القرن الماضي.
كما أقامت «مدرسة البيّنات» يوم الثلاثاء الماضي حفل إفطارها السنوي المخصص للطلبة وعائلائهم، بالإضافة إلى طاقمها التعليمي والإداري، وتمت الإضاءة خلال الحفل، الذي أقيم في المدرسة ذاتها، على إنجازات المؤسسة التربوية التي تأسست في عام 2015 كأول مدرسة تابعة لـ«مؤسسة المبرات الخيرية» في الولايات المتحدة والغرب عموماً، والتي تستلهم قيم ومبادئ المرجع اللبناني الراحل، السيد محمد حسين فضل الله.
وأوضح مسؤولو المدرسة في عدة كلمات، على أهمية المدارس الأهلية التي تراعي تعليم مبادئ الدين الإسلامي واللغة العربية ودورهما في خلق بيئات آمنة تحمي النشء والأجيال العربية الشابة من مخاطر الانحلال والانزلاق نحو مغريات الحياة الغربية.
«مؤسسة الصدر»، أقامت بدورها حفلها السنوي الرابع والعشرين في «المركز الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن يوم السبت الماضي، بحضور مدير عام «مؤسسات الصدر» السيد نجاد شرف الدين الذي ناب عن حضور السيدة رباب الصدر بسبب انشغالها في دعم المهجرين من قرى الجنوب اللبناني بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، بالتوازي مع الحرب التي تواصل الدولة العبرية شنها على قطاع غزة منذ السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وتم خلال الحفل الذي حضره حشد غفير من أبناء الجالية اللبنانية عرض لمنجزات المؤسسة وفعالياتها الخيرية في ميادين الصحة والتعليم داخل وخارج لبنان، وتركيزها بشكل أساسي على تنمية النساء وحماية الأطفال، لاسيما المعوقين والأيتام منهم.
وفي ثالث أيام رمضان، أقام رئيس مجلس مدينة ديربورن هايتس مو بيضون مأدبة رمضانية للعام الثالث على التوالي لطاقم الإطفائيين الذين كان من بينهم عشرة إطفائيين قد امتنعوا عن تناول الماء والأطعمة طيلة اليوم، لإظهار دعمهم وتضامنهم مع مسلمي المدينة الذين يشكلون حوالي ثلث سكان المدينة البالغ عددهم زهاء 67 ألف نسمة.
وكان بيضون قد أفاد «صدى الوطن» العام الماضي بأن المأدبة الرمضانية التي تعد على شرف العاملين في دائرة الإطفاء بديربورن، هي مبادرة تتوخى تعميق الروابط بين المجتمع الأهلي والمؤسسات الحكومية، واعداً بأن تصبح المأدبة تقليداً سنوياً يقام في بدايات كل رمضان.
وخلال المأدبة التي حضرها نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة وعدد من المسؤولين الرسميين والمنتخبين في المدينة، أوضح بيضون بأن هذه الفعالية «تشكل فرصة لكي يختبر رجال الإطفاء مشاعر المسلمين المحليين خلال شهر الصوم»، لافتاً إلى أن طواقم الإطفائيين هم أكثر من مجرد موظفين يعملون في المدينة، وأنهم بالإضافة إلى ذلك، أعضاء في مجتمعنا «يجتهدون دائماً للعمل من أجلنا، ولرد الجميل لمجتمع ديربورن هايتس بأكمله»، بحسب تعبير بيضون.
Leave a Reply