واشنطن – أكدت الحكومة الأميركية أن التغير المناخي ليس أكذوبة ولكنه حقيقة وأن سببها هو تلويث البيئة بيد الإنسان. وترد الهيئة الأميركية لحماية البيئة (إي بي أي) بذلك على العديد من تصريحات المشككين في وجود تأثير للغازات الانبعاثية على هذا التغير المناخي. ويعتقد هؤلاء المشككون بأن البيانات العلمية بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري إما خاطئة أو تعمد أصحابها تزييفها.
وردت الهيئة هذه الشكوك رسميا الأسبوع الماضي “بعد مراجعة عشرة التماسات مختلفة بهذا الشأن”. واستندت الهيئة في حكمها إلى “أبحاث علمية أجريت على مدى سنوات في أميركا وفي أرجاء العالم”.
وفي الوقت ذاته أكدت “إي بي أي” موقفها الذي ترى فيه أن التغير المناخي يمثل خطرا على الصحة العامة وأن من حق الحكومة ضبط حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تعتبر السبب الأكبر في ظاهرة التغير المناخي. وتبنت الحكومة الأميركية هذا التوجه بشكل رسمي منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه عام 2009.
وكان 255 عالماً من أبرز علماء العالم في مختلف الحقول، وبينهم 11 حاملاً لجائزة نوبل، قاموا بتوقيع عريضة نشرتها المجلة الأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة منذ شهرين، تتهم فيها تيارات سياسية مختلفة بالهجوم على الأبحاث المحذرة من تبدلات المناخ.
واعتبر الموقعون أن حملة تكذيب “التغير المناخي” بدأت منذ الكشف عن ما بات يعرف بـ”فضحية المناخ” التي تمثلت بسرقة أحد قراصنة الانترنت لرسائل إلكترونية بين علماء يتحدثون فيها عن كيفية التلاعب بالبيانات العلمية لتضخيم مخاطر الاحتباس الحراري في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وكان أحد قراصنة الانترنت قد هز عالم علوم المناخ، بعدما اقتحم جهاز الكمبيوتر الرئيسي لمركز أبحاث تبدلات المناخ بجامعة “إيست أنغيلا” أحد أبرز مراكز البحث البريطانية متخصص في الأبحاث البيئية، وقام بنشر آلاف الوثائق والرسائل الإلكترونية التي سرقها لإظهار أن العلماء يخفون معلومات عن الناس حول حقيقة أزمة الاحتباس الحراري ومدى اتساع نطاقها.
وبحسب البيانات التي نشرها القرصان، فإن العلماء تلاعبوا بأرقام البيانات والإحصائيات لإظهار أن ظاهرة الاحتباس الحراري أسوأ وأخطر مما هي على أرض الواقع، ما دفع المشككين في حقيقة هذه الظاهرة الى تبادل تلك الوثائق على نطاق واسع.
وقد جذبت الوثائق والمراسلات المنشورة اهتمام آلاف الأشخاص، وهي موزعة على مدار عقد من الزمن، تظهر تلاعباً فاضحاً بأرقام رسمية وإحصائيات.
ففي أحد الرسائل، يقول العالم فيل جونز: “لقد أنهيت الخدعة الطبيعية برفع درجات الحرارة المسجلة خلال العقدين الماضيين، اعتباراً من عام 1981، بعدما تسلمتها من مايك (مايكل مان، مدير مركز نظام الأرض بجامعة بنسلفانيا الأميركية،) وكذلك بالنسبة لتلك التي سلمني إياها كيث للعام 1961 لإخفاء الانخفاض”.
وفي رسالة أخرى، يطلب جونز من مان حذف بعض المعلومات والرسائل الإلكترونية التي قد يُضطر المركز لاحقاً لكشفها، عملاً بقانون حرية الوصول إلى المعلومات.
Leave a Reply