ديربورن – لم يثنِ استفحال وباء كورونا بمنطقة ديترويت الناخبين العرب الأميركيين عن الإقبال الكثيف على أقلام الاقتراع للمشاركة في أكثر الانتخابات الرئاسية شراسة في التاريخ الأميركي، والتي شهدت إقبالاً قياسياً بلغ حوالي 70 بالمئة من الناخبين المسجلين في ديربورن، و60 في ديربورن هايتس، و56 بالمئة في هامترامك.
ورغم الإرشادات الحكومية التي حثت الناخبين على التصويت عبر البريد لتفادي الإصابة بفيروس «كوفيد–19»، إلا أن أعداداً كبيرة من الناخبين فضلوا الاقتراع الحضوري.
الديربورنان
في عاصمة العرب الأميركيين، صوّت نحو 45 ألف مقترع من قرابة 64 ألف ناخب مسجل، بنسبة إقبال غير مسبوقة بلغت 70 بالمئة. وكان أكثر من 20 ألف ناخب قد قصدوا مراكز الاقتراع البالغ عددها 48 قلماً، أي بمعدل 35 شخص في الساعة. كما رصدت «صدى الوطن» تهافت الناخبين على الانضمام إلى طابور الانتظار أمام مكتب الكليرك بديربورن للتسجيل والانتخاب قبيل دقائق قليلة من إغلاق باب التسجيل والاقتراع عند الساعة الثامنة مساء.
ومن إجمالي المقترعين البالغ عددهم حوالي 45 ألف ناخب، صوّت زهاء 27.5 ألف تصويتاً حزبياً صرفاً (ستريت تيكيت)، بينهم حوالي 21 ألف صوتوا للديمقراطيين (74.2 بالمئة)، فيما صوّت نحو 7 آلاف لمرشحي الحزب الجمهوري (24.2 بالمئة).
وفي السباق الرئاسي، بلغ عدد المصوتين للمرشح الديمقراطي جو بايدن 30.7 ألف ناخباً (68.8 بالمئة)، فيما أيّد حوالي 13 ألف إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب (29.65 بالمئة).
وبالمقارنة مع الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، بلغت نسبة الإقبال –آنذاك– 64,88 بالمئة، حيث صوّت زهاء 40 ألفاً من أصل حوالي 62 ألف ناخب مسجل، وبلغ عدد المصوتين حضورياً حينها أكثر من 32 ألف شخص. وقارب عدد المقترعين بالتصويت الحزبي 20 ألفاً، ثلاثة أرباعهم صوتوا للديمقراطيين. وقد صوّت –في السباق الرئاسي 2016– زهاء 25 ألف شخص لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بينما نال ترامب أكثر من 12 ألف صوت.
وفي ديربورن هايتس، بلغ معدل الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء الماضي، حوالي 60 بالمئة، حيث صوّت زهاء 27 ألف مقترع من أصل 44 ألف ناخب مسجل، بحسب أحدث البيانات الرسمية.
هامترامك
أما في مدينة هامترامك، فقد بلغت نسبة الإقبال على المشاركة الانتخابية، حوالي 56 بالمئة، حيث أدلى أكثر 7,800 ناخب بأصواتهم من أصل 13,700 ناخب مسجل، بينهم زهاء 2,500 اقترعوا حضورياً أو بشكل مبكر.
وفي المدينة التي تضم أكبر نسبة من المهاجرين بولاية ميشيغن، صوّت قرابة 6 آلاف ناخب لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، فيما أيد إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب أقل من ألف مقترع.
وفي العموم، زاد عدد المصوتين في مقاطعة وين عن 867 ألف ناخب، من أصل حوالي 1.4 مليون ناخب مسجل، بينهم زهاء 312 ألف اختاروا الاقتراع الحضوري رغم ارتفاع وتيرة تفشي وباء كورونا في المقاطعة.
وقارب عدد المقترعين عبر خيار التصويت الحزبي نحو 557 ألف ناخب، ثلاثة أرباعهم فضلوا مرشحي الحزب الديمقراطي (73 بالمئة). وفي السباق الرئاسي، منح أكثر من 587 ألف أصواتهم للمرشح الديمقراطي جو بايدن (حوالي 68 بالمئة)، بينما أيد زهاء 264 ألف إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب (30.6 بالمئة).
مشاركة شبابية
وفي سياق آخر، استقطبت حماوة السباق الرئاسي شرائح عريضة من فئة الشباب مما ساهم في تحقيق زيادة قياسية في أعداد الناخبين، على ضوء الانقسام السياسي العميق الذي تشهده الولايات المتحدة.
وأعربت الشابة جينا شامي عن حماستها بالمشاركة لأول مرة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، مؤكدة على أهمية مشاركة الشباب في تشكيل الحكومات المحلية والوطنية. وقالت: «لقد بلغت للتو الثامنة عشرة من عمري، وهذه أول انتخابات رئاسية أدلي بصوتي فيها».
من جانبه، أكد الشاب محمد نافع المقيم في مدينة ديربورن هايتس منذ ثماني سنوات، بأنه يدلي بصوته في الانتخابات للمرة الأولى، مشيراً إلى حرصه على التسجيل في وقت مبكر بسبب «أهمية الانتخابات الحالية»، وقال: «أريد أن أقوم بواجبي، وأن أفعل أفضل ما بوسعي لهذا البلد».
أما الناخب مارك تاكت، فقد أكد أنه لم يفوّت المشاركة في أي من الانتخابات السابقة، موضحاً بأنه حريص على الإدلاء بصوته «لكي يصل المرشحون المناسبون إلى مواقع المسؤولية». وقال تاكت: «أنا شخص أحب أن أتقدم بالشكاوى.. لكن لا يتعين علي أن أفعل ذلك، إذا لم أقم بدوري، وأساهم في اختيار المسؤولين».
وشدد تاكت الذي يعيش في ديربورن هايتس منذ أكثر من ربع قرن على أن «التصويت هو الوسيلة الفعالة للمشاركة في تشكيل الحكومات». واستطرد قائلاً: «يجب أن نخرج ونقول كلمتنا في كل مناسبة، لأننا نعيش في هذا البلد، ويهمنا مستقبله».
وعلى شاكلة تاكت، أكد علي خليل (45 عاماً) حرصه على المشاركة في جميع السباقات المحلية والوطنية على ورقة الاقتراع، مؤكداً أن التصويت هو «واجب على كل مواطن تجاه هذا البلد العظيم».
من جانبها، أعربت بريانا نيس عن إيمانها بأن المشاركة الانتخابية «ضرورية» و«حاسمة» وبأنه يجب عدم الاستهانة بها، أو التغاضي عنها، لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين اليومية، وعلى مستقبل الولايات المتحدة.
وقالت نيس: «إنه لمن المهم جداً أن نُسمع أصواتنا، وأن يتم عدّها»، مضيفة: «نحن بحاجة إلى المساهمة الفعالة في رسم الصورة التي يجب أن تكون عليها حكوماتنا».
مسؤولة الانتخابات في قلم الاقتراع «12» بمدينة ديربورن هايتس، هايلي سبورجس، أكدت لـ«صدى الوطن» ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت.
ورغم كثافة الإقبال على مراكز الاقتراع، لم تشهد مدينتا ديربورن وديربورن هايتس أية حوادث تذكر، بحسب ما أفاد الشرطي في دائرة مقاطعة وين، روبي حمود، لـ«صدى الوطن»، مشيراً إلى أنه كان يتنقل مع زملائه جيئة وذهاباً بين خمسة مدن لضمان «سلامة الناخبين»، بعد ورود تقارير عن إمكانية حدوث أعمال استفزاز لعرقلة العملية الانتخابية.
وقال حمود: «لقد تلقينا تعليمات من المدعي العام في ولاية ميشيغن للتأكد من عدم إدخال أسلحة نارية إلى مراكز الاقتراع، وكذلك عدم حرمان أي شخص من التصويت، إذا انضم إلى طابور المقترعين قبل الساعة الثامنة مساء».
وأكد حمود بأن العمليات الانتخابية سارت على ما يرام في جميع مراكز الاقتراع، وقال إن الكثير من الناس كانوا متحمسين.. وقد أدلوا بأصواتهم بدون أية مشاكل».
Leave a Reply