عراف: 60 ألف توقيع دعمنا و100 ألف شخص تابعونا عبر الانترنت
ديترويت – خاص “صدى الوطن”
في الوقت الذي تحتفل به الولايات المتحدة الأميركية بمرور نصف قرن على ما يعرف برحلة “ركاب الحرية” التي قامت بها مجموعة من الناشطين في مجال الحقوق المدنية لتحدي القوانين التمييزية ضد السود في أميركا، قام ستة ناشطين فلسطينيين بمغامرة مماثلة، تحت إسم “ركاب الحرية في فلسطين”.
وتقوم هذه الفكرة على تحدي السلطات الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين الذي يقومون بالتضييق على الفلسطينيين أثناء استخدام باصات النقل الداخلي، بطريقة أكثر عسفا مما كان يعانيه السود الأميركيون الذين كانوا يجبرون على استقلال الباصات وفق قانون معين كان يقضي بأن يركب السود في المقاعد الخلفية، وهو القانون الذي كسرته روزا باركس في ديترويت.
ستة ناشطين تحدوا الخطر، في 15 تشرين الثاني (نوفمبر)، كان من بينهم الفلسطينية الأميركية هويدا عراف المتخرجة من “جامعة ميشيغن” والتي تحدثت عن تجربتها لـ”صدى الوطن” بالقول: “كوني فتاة فلسطينية أميركية عشت في الولايات المتحدة فهذا الأمر علمني كيف أحارب من أجل الحرية والكرامة والحقوق المدنية.. هذه المفاهيم كانت جزءا أساسية من حركة الحقوق المدنية في أميركا”.
وأضافت “ولكنني في الوقت نفسه أشعر بالإحباط لأنني لا أرى الحكومة الأميركية تدعم طالبي الحرية عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين”.
ونوهت عراف إلى أن الكثير من الفلسطينيين قد خبروا الدروس من تاريخ الحركات الحقوقية حول العالم وتعلموا كيف ينظمون المظاهرات السلمية في هذا الحقل، وأشادت بأن “ركاب الحرية الفلسطينيين” الستة قد حظيوا بدعم العشرات من الناشطين الحقوقيين والمدنيين، إضافة إلى الاهتمام الإعلامي.. حيث واكب بعض الصحفيين رحلة الركاب واستقلوا معهم الباصات التي تمر بمستوطنة “كوتشاف ياكوف” القريبة من القدس، والتي تجتاز العديد من نقاط التفتيش العسكرية التي يتعرض فيها الفلسطينيون في العادة إلى الكثير من الإهانة ويجبرون على الانتظار وإبراز أوراقهم الثبوتية.
ورغم أن عراف لديها الجنسية الإسرائيلية التي ورثتها عن أبيها إلا أنها أصرت على إبراز بطاقتها الفلسطينية، وهو الأمر الذي قام به النشطاء الخمسة الآخرون.
وعن مكمن الخطر في هكذا تجربة قالت عراف “إن هذه المهمة هي مهمة خطرة لكون المستوطنين الإسرائيليين مسلحين بأسلحة ثقيلة، وهم لا يتورعون عن القيام بأعمال عنفية ضد المتظاهرين، وأكدت أنه تم اختيار الباص الذي يمر بأقل الطرق خطورة وذلك لتجنب العواقب المحتملة.
وكان الركاب قد استقلوا الباص في الساعة 3.30 من بعد ظهر يوم الخامس عشر من تشرين الثاني، وأشارت عراف أن أول ثلاثة ركاب لم يتعرضوا لأية مشكلة، ولكن عندما أبرز الراكب الرابع البطاقة الفلسطينية، الخضراء اللون، لسائق الباص، رفض السائق السماح له بالركوب، ولكن تجمع عدد كبير من الصحفيين وركوبهم للباص، ساعد في حل المشكلة بعد عدة ساعات.
وعن ذلك الموقف، تقول عراف “قال لي المستوطنون الإسرائيليون.. إنكم تأخذون الأمر بجدية أكثر من اللازم.. فالفلسطينيون يمكنهم ركوب الباصات ولكنهم يلعبون هذه اللعبة مع الصحافة دائما”.
وشددت عراف: “هذا الشيء غير صحيح على الإطلاق”.
وتابعت: “عندما وصل الباص إلى نقطة التفتيش، حيث الجنود في العادة يسمحون للسائق بالمرور بإيماءة من رؤوسهم، ولكن هذه المرة كان الوضع مختلفا، فالجنود صعدوا إلى الباص وسألونا عن أذونات الدخول إلى القدس، ولكن ركاب الحرية رفضوا الاجابة وسألوا الجنود لماذا لا يحمل المستوطنون الأذونات.. ولماذ علينا نحن فقط أن نحملها.. ونحن نتجول داخل أرضنا ووطننا”.
وقالت: “إن الجنود حاولوا إنزال أحد ركاب الحرية من الباص، ولكننا وقفنا بوجههم واستمر الأمر لمدة ساعتين.. وكان المستوطنون قد بدأوا بمغادرة الباص المتوقف بعد ربع ساعة.. وقلنا لهم: إنكم لا تتحملون الانتظار لبضعة دقائق بينما يجبر الفلسطينيون على الانتظار لساعات طويلة في كل يوم”.
وفي آخر الأمر، قام الجنود الإسرائيليون بإنزال ركاب الحرية وإجبارهم على الركوب في سيارة جيب عسكرية وبعدها تم نقلهم إلى مركز للتحقيق حيث تم التحقيق معهم لمدة ستة ساعات، وبعدها أطلقوا سراحهم.
ونوهت عراف إلى أن معاملة المحققين كانت “معقولة بسبب وجود الصحفيين معنا.. مقارنة بما يحدث عادة خلال التحقيق مع الفلسطينيين”. ولكنها أكدت أنه بالرغم من ذلك فما قام به المحققون غير مقبول لأنه يندرج ضمن سياق تمييزي ضد الفلسطينيين. وقالت “إن مهمة ركاب الحرية هي بالأساس فضح سياسة الفصل العنصرية التي ينتهجها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين الذين يتعرضون إلى الإهانة والقمع وتهديم منازلهم”.
وكان هذه الرحلة قد دعمت بـ60 ألف توقيع، فيما تابع أكثر من 100 ألف شخص حول العالم مشاهد فيديو صورت خلال هذه الرحلة، وقد ختمت عراف بالقول: “لقد كان إعلام الناس بحقيقة ما يجري في فلسطين.. من الأهداف الرئيسية في هذه الرحلة”.
Leave a Reply