علي حرب – «صدى الوطن»
بعد دعمه لسلسلة من المراسيم الجائرة داخل مجلس بلدية ديربورن، والتي اعتبر بعض العرب الأميركيين بأنها تستهدفهم، أصبح موقف عضو المجلس البلدي روبرت أبراهام بحاجة الى كثير من التوضيحات، خاصة وأنه -هو نفسه- يفخر بهويته العربية على حد قوله لـ«صدى الوطن».
أبراهام قال «والدَيّ وأجدادي من جانبي الأسرة هم من هذه الجالية. لقد عاش والدي فـي الساوث أند. وذهبنا إلى المسجد الواقع على شارع ديكس عندما كان الطوب ما زال لم يجف بعد. ولائي للجالية لا يتزعزع، وهذا قد لا يكون شبيهاً بالصورة التي يتخيلها الكثيرون رسمها عني، ولكنه هذا أنا وهذا ما أنا عليه».
وكان أبراهام قد تعرض لموجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي فـي أوساط الجالية العربية، بسبب عدد من المراسيم التي قدمها للمجلس والتي كان آخرها مقترح حظر كافة أنواع التدخين فـي جميع الحدائق والمنتزهات العامة الـ٤٣ فـي المدينة.
أبراهام رفض التعليق على ما ورد فـي مواقع التواصل الاجتماعي «لأن الانتقادات المجهولة المصدر على وسائل التواصل الاجتماعي تسعرها وتغذيها المصلحة الشخصية وليست المصلحة العامة».
وأضاف أنه ناقش مقترح حظر التدخين مع السكان الذين يعارضونه، بمن فـي ذلك القيادي المؤسس فـي «النادي اللبناني» علي جواد، مشيراً الى أن المقترح لا يزال قيد البحث وإمكانية تعديله مفتوحة للتوصل الى صيغة مرضية مؤكداً انه لا يستهدف اهتمامات العرب الأميركيين ومنها الأركيلة تحديداً.
ولتأكيد مدى ارتباطه بالجالية عاد أبراهام الى ما قبل العام ٢٠٠١، حين تم انتخابه لأول مرة لعضوية مجلس ديربورن البلدي. قائلاً إن مسيرته فـي البلدية بدأت من خلال عمله مع منظمة تساعد أصحاب الأعمال التجارية فـي شرق المدينة ذات الكثافة العربية، مؤكداً على أنه ليست لديه طموحات سياسية خارج المجلس وكل ما يبتغيه هو خدمة سكان المدينة.
وكان المجلس البلدي قد صوت على القراءة الأولية لمقترح حظر التدخين الشامل لجميع أنواع التدخين بما فـي ذلك السيجارة الإلكترونية، وكان الأعضاء على وشك إقراره لولا تمسك ابراهام باستثناء ملعب «ديربورن هيلز» للغولف بحجة أن الدخول اليه يتطلب دفع رسوم. لكن العضو مايك سرعيني رفض الاستثناء مطالباً بحظر شامل أو إعادة النظر بكامل المرسوم، فتدخل العضو توم تافـيلسكي طالباً تأجيل التصويت الى جلسة ٢١ تموز (يوليو) المقبل لإجراء مزيد من النقاشات.
أما رئيسة المجلس سوزان دباجة فقد اقترحت تخصيص مناطق للتدخين داخل المنتزهات بعيداً عن الأماكن التي يلعب فـيها الأطفال، فـيما دعا آخرون الى تطبيق الحظر على عدد محدد من المنتزهات كما فعلت مدينة آناربر.
ونفى أبراهام لـ«صدى الوطن» اتهامات بأنه يريد استثناء ملعب الغولف لأنه يتردد عليه، وتحدى بالقول «أود أن اتحدى أياً من هؤلاء الناس لكي يثبتوا ادعاءَهم برؤية بوب أبراهام فـي ملعب الغولف. اتحدى مجرد مشاهدتي فـي ملعب الغولف ولندع التدخين جانباً».
وحاول أبراهام التملص من مسؤولية طرح مقترح حظر التدخين بقوله ان هذا النقاش أثير لأول مرة فـي المجلس منذ سنوات نتيجة توجه وطني سائد يهدف الى حماية الصحة العامة وتأمين بيئة خالية من التدخين. وتابع «أنا أعلم انه فـي مكان ما، تم إرفاق اسمي بهذه المبادرة.. أنا لم أدفع بالمشروع هذا إلى الأمام، هذه ليست مبادرة بوب أبراهام. وهناك أعضاء آخرون بالمجلس أكثر حماسة تجاه حظر التدخين مني شخصياً».
غير أن «صدى الوطن» حصلت على بريد إلكتروني أرسله أبراهام يوم ١٤ أيار (مايو) الماضي لأعضاء المجلس ورؤساء الأقسام، يطلب فـيه من دباجة ادراج المرسوم على جدول الأعمال للمناقشة من أجل الحصول على القراءة الأولى يوم ١٩ أيار (مايو) الماضي.
وقد أدرج إسم أبراهام وعضو المجلس الآخر توم تافـيلسكي كراعيين للمرسوم المثير للجدل.
وأوضح أبراهام أن طرح المشروع لا يعني تبنيه تماماً بل يعني ببساطة وضعه على طاولة النقاش، معتبراً أنه الوقت المناسب لذلك. لأنه خلال فصل الصيف يكون الناس باتصال مع المنتزهات.
«لا أعتقد أن التدخين يجب أن يكون قرب الأطفال، أو بالقرب من مرافق اللهو والترفـيه والمرافق الرياضية»، أضاف «الاقتراح يستهدف جميع أنواع التدخين، وليس الأركيلة فقط».
أبراهام.. وسرعيني ورخص البناء
فـي العام الماضي، مرر المجلس البلدي، ثم ألغى، مرسوماً اقترحه أبراهام أيضاً، لرفع رسم رخصة البناء من ٢٥ إلى ١٠٠٠ دولار وتحديد مدة البناء بسنة واحدة. ولكن تبين لاحقاً أن المرسوم يتعارض مع قانون ولاية ميشيغن.
غير أن أبراهام عاد وأكد أن المرسوم كان متماثلاً مع قانون البناء فـي ميشيغن وأنه «فـي الواقع، يمكننا أن نطبقه إذا أردنا». واستطرد عضو المجلس بالقول ان عدداً محدوداً من المنازل يجري بناؤها، ولكن كانت هناك مشكلة فـي أن أعمال البناء كانت تستغرق أكثر من عامين وهذا ليس فـي مصلحة أحد»، وأضاف «تمت الموافقة على المرسوم من قبل أعضاء المجلس الآخرين وحُرَِف ليبدو وكأنه اقتراحه الخاص».
ولفت أبراهام الى أن معارضة البعض للمقترح، كانت نابعة من مصالح شخصية، مشيراً الى أن العضو مايك سرعيني كان هو نفسه يبني منزلاً. وأردف «كن حذراً عندما يضع الناس مصالحهم الشخصية قبل المصلحة العامة» وزاد أبراهام بالقول «سرعيني يقوم ببناء منزل له. ويجب أن يعلم الجميع ذلك. وكان حرياً به الكشف عن مصلحته الشخصية بالموضوع عندما يشارك فـي تشريع السياسة العامة».
وأشار أبراهام الى أنه أقر بوجود منزل يجري بناؤه بجوار منزله عندما احال المرسوم إلى النقاش العام، لكنه قال انه «كشف هذه الحقيقة فـي ذلك الوقت». وأضاف «قلت ذلك علناً وكنت شفافاً حول هذا الموضوع».
لكن سرعيني أرجع معارضته لمرسوم تشديد رخص البناء الى ما قبل أن «يضع لبنة أو مجرفة فـي الأرض» «أنا كنت ضده لأنه كان غير قانوني، وليس لأي سبب آخر وكنت الوحيد الذي صوت ضده لأنني أعرف أنه كان ضد القانون»، حسب سرعيني الذي وصف اتهام ابراهام له بالعمل وفق أجندة شخصية على حساب المصلحة العامة بأنه أمرٌ «مثير للسخرية».
Leave a Reply