ديترويت – سامر حجازي
قال محافظ مقاطعة واين روبرت فيكانو: «لقد أنجزنا الكثير من المهمات التي حاول النقاد التقليل من شأنها» وأضاف في لقاء مع صحيفة «صدى الوطن» «أن أبرز الإنجازات التي حققتها إدارته كانت خلق المزيد من فرص العمل لسكان المقاطعة وخاصة في مجال صناعة السيارات، حيث تمكنت من توفير الآلاف من فرص العمل من خلال الحوافز الضريبية التي قدمت لمصنع تجميع فورد في واين، ومصنع المحركات في ترينتون، ومصنع بولتاون التابع لشركة جنرال موتورز.
وقال فيكانو الذي يسعى للفوز بولاية رابعة كحاكم لمقاطعة «وين» التي حكمها منذ عام 2003 في معرض رده على سؤال لـ «صدى الوطن» عن سبب إعادة ترشحه لولاية أخرى في ظل تركيز وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة على قضية الفساد التي أطاحت بعدد من كبار مساعديه، إنه يركز في حملته الإنتخابية على تجني وسائل الإعلام التي شوهت بعض الحقائق وتجاهلت الإنجازات التي حققها، لافتا النظر إلى أنه ليس جديدا على العمل السياسي وإنه خدم المقاطعة لأكثر من ثلاثة عقود كشريف ثم كمحافظ.
ونوه فيكانو إلى أن المقاطعة تدخلت في ربع الساعة الأخيرة لإنقاذ مركز ديترويت الطبي والذي تم تحويله من منظمة غير ربحية إلى مؤسسة تحقق الأرباح، وتخضع جميع مبانيها للضرائب العقارية. وقال فيكانو «مع تولي مدير طواريء مالي مماثل لمهام منصبه في ديترويت العام الماضي، برزت تخوفات من وضع المقاطعة تحت سيطرة مدير طواريء مالية أو إبرامها إتفاق تنازل مع الولاية، وطمأن الناس إلى أن هذا لن يحدث، مضيفاً «وضعنا المالي مستقر حاليا، فقد قدمنا خطة لخفض العجز وتمت الموافقة المبدئية عليها من الولاية ومن هيئة المفوضين».

ويعتقد فيكانو ان مقاطعة «وين» برغم خسارتها 345 مليون دولار من العائدات الضريبية على العقارات منذ العام 2009، إلا أنها لا تزال لها اليد العليا مقارنة بمقاطعتي «ماكومب» و«اوكلاند»، فهي تمتلك أكبر مطار في الولاية، ومعبراً دولياً هاماً ونظام مواصلات قوي يتيح التنقل بسلاسة لآلاف الزوار يوميا. مؤكداً «أنه برغم ما يقوله النقاد فإن المقاطعة حققت استقرارا اقتصاديا خلال السنوات القليلة الماضية. ومنذ عام 2009 فإن 43 بالمئة من الاستثمارات في الولاية تأتي من مقاطعة «وين»، و 38 بالمئة من فرص العمل التي تحققت في ميشيغن أتت أيضا من «وين»، نحن لا نزال المحرك الاقتصادي للمنطقة، ولدينا أصول قوية ونحتاج إلى مواصلة البناء عليها.
وقال فيكانو «إنه في ضوء تواجد العرب الأميركيين في «وين» و ديربورن بشكل خاص والأميركيين الأفارقة في ديترويت فإن إدارته كانت وستظل تشكل تحالفا يمثل كافة الأطياف الإثنية والعرقية، خاصة وإنه في الفترة التي قضاها في منصبه كان دائم التواصل مع مختلف المجتمعات ويتعرف على همومهم واستطاع بناء جسور تواصل مع الجالية التي تضم عدداً كبيراً من المؤيدين لإعادة ترشحه.
كما أيد رئيس لجنة العمل السياسي «فاني لوهايم» التابعة لـ«الجمعية الوطنية» لتقدم الملونين، القس وندل انطوني الاسبوع الماضي مواصلة الدعم للترشيح.
وأوضح فيكانو «أنا اذهب الى ما هو أرفع من قضية التنوع، هذه الكلمة التي تم المبالغة فيها وأسيء استخدامها، أنا مع المشاركة، وقال «لو أنك أخذت صورة لإدارتي ستجد طيفا منوعا من المجموعات الإثنية وفي مقدمتهم عرب أميركيون وأميركيون أفارقة ونساء جميعهم من أصحاب الخبرة وفي مركز القرار، هذا يعطيك رؤى متنوعة تساعدك على اتخاذ القرارات المناسبة». وأضاف «انه على بينة من المساهمات التي قدمها العرب الأميركيون في المقاطعة، خاصة وإن رجال الأعمال في الجالية جلبوا أفكارا فريدة على الطاولة ساعدت في تعزيز المناطق التجارية في المقاطعة، منوها الى جملة من التحديات التي واجهتها الجالية كإغلاق الحسابات في البنوك الوطنية والخطوط الحمر التي وضعتها بعض شركات التامين، مؤكدا إن تلك ممارسات تمييزية من جانب البنوك وهذه أخطاء يجب ألا تستمر».
وقال «إن هناك الكثير من المهمات أمام المحافظ من ضمنها تعزيز إقتصاديات الأعمال في المناطق المختلفة وذلك من خلال الحوافز الضريبية، ضاربا على ذلك مثالا كشارع ميشيغن افنيو في غرب ديربورن الذي لم يتم بعد، استغلال امكانياته كـ«مركز للأعمال التجارية» المبتكرة التي من شأنها جذب الشباب وخلق جو من الازدهار في المنطقة، على غرار «وايندوت» و«رويال أوك» اللذين تقام فيهما عروض تجارية يوم الجمعة الثالث من كل شهر.
وتحدث المحافظ عن المعاناة التي شهدتها المقاطعة في فصل الشتاء الماضي نتيجة الحفر في الشوارع وتقلص المساعدات الفدرالية والتي لا تكفي سوى لإصلاح 20 بالمئة من الطرق في المقاطعة البالغ طولها 740 ميلا، وكيف أن إدارته تمكنت من جمع 14 مليون دولار سخرتها لإصلاح الطرق، حيث وظفت 70 عاملا لإنجاز الإصلاحات.
ويواجه فيكانو في حملته الانتخابية التي ستحدد مستقبله السياسي تحديات ويرد على الذين يتهموه بالتسبب بتوقف مشروع بناء سجن جديد للمقاطعة نتيجة مطالبة الشركة المنفذة بـ 100 مليون دولار فوق الموازنة المقررة للتنفيذ، وألقى فيكانو باللائمة على الشركة المتعاقدة مؤكداً أن المقاطعة أقامت دعوى أمام القضاء بهذا الخصوص ولاتزال إجراءات التقاضي قائمة.
وحول قضية الفساد المدان بعض مساعديه السابقين فيها، قال فيكانو «إن هؤلاء خانوا الثقة التي وضعها فيهم، وإنه شخصيا لم يخضع يوما للتحقيق أو الإستجواب ولم توجه إليه أية تهمه»، وأضاف «الخيانة ممكن أن تأتي من موظف أوصديق أو حتى زوج» مضيفاً «لكنني تمكنت من اتخاذ الإجراء المناسب لتصحيح الخطأ ومنع تكراره بوضع آليات ملزمة للمراقبة والتدقيق، ونحن الآن أفضل وضعا من السابق، هذا شيء حدث قبل ثلاث سنوات والآن دعونا ننظر إلى الأمام».
يذكر أن الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي التي يقودها فيكانو والتي ستحسم الانتخابات فعليا ستقام في الخامس من آب (أغسطس) القادم.
Leave a Reply