بعد وعكتين انتخابيتين متتاليتين تلقاهما الأسبوع الماضي، حاول المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني إعادة التوازن إلى حملته الرئاسية بمواقف تعيد تركيز النقاش العام على الاقتصاد وتضع الرئيس باراك أوباما في موقع دفاعي.
وقد عانى رومني خلال الأسبوع الماضي من تداعيات تسجيله المسرّب الذي قال فيه إن 47 بالمئة من الأميركيين يعتبرون أنفسهم «ضحايا» ويعتمدون على الحكومة وسيصوتون حتما لأوباما. وهو تصريح دفع معظم القيادات الجمهورية تقريبا لأخذت مسافة منه، لاسيما في الكونغرس، حيث رفض رئيس مجلس النواب جون باينر التعليق على ما قاله رومني، رغم أسئلة الإعلاميين المتكررة. واكتفى بالقول «هذه الانتخابات تتعلق بفرص العمل». وعاد رومني لترميم موقفه بالتوقف عن التلميح إلى ما يسمى «حرب طبقية» بين الليبراليين والمحافظين، وتراجعه عن منطق الـ47 بالمئة من الناخبين الذي تمسك به حتى بعد تسريب التسجيل، مقابل إعادة تركيز خطابه على الطبقة المتوسطة والناخبين المستقلين حيث تشير الاستطلاعات الى أنه لا يزال لديه أمل في المنافسة على هذه الفئة الانتخابية.
وبالعودة الى الفيديو المسرب، والذي يعتبر أول صفعة إنتخابية، فقد كشفت عنه مجلة ليبرالية اسمها «ماذر جونز» وقال رومني فيه إن هؤلاء «يعتقدون أنهم ضحايا وأنه يتوجب على الحكومة الاهتمام بهم ويعتقدون أن لهم الحق في الحصول على التغطية الصحية وعلى الغذاء وعلى المسكن». وأضاف إن أصحاب هذه الفئة يعتقدون أنه «شيء من الواجب تقديمه لهم. وأنه يتوجب على الحكومة أن تعطيهم إياه، هؤلاء أشخاص لا يدفعون ضرائب». كما قال «ليست مهمتي أن أشغل نفسي بهؤلاء. لن أنجح أبدا في إقناعهم بأن عليهم تحمل مسؤولياتهم». والجدير بالذكر أن الفيديو صُوّر في أيار (مايو) الماضي في تجمع انتخابي في بوكا راتون (فلوريدا).
كما كثف رومني، الذي فقد الأسبوع الماضي، وفي نكسة جديدة، عضواً بارزاً في فريق حملته، جهوده في الولايات المتأرجحة في مسعاه لاجتياز واحدة من أصعب مراحل حملته الانتخابية. وقد شهد معسكر رومني الخميس الماضي انشقاقا مهما مع إعلان رحيل تيم بونتلي الذي كان أحد رئيسي حملته الانتخابية، والذي سيتولى رئاسة منظمة تضم رؤساء مجالس إدارات كبريات البنوك والمؤسسات المالية الأميركية.
وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي تقدم أوباما بفارق خمس نقاط مئوية على رومني قبل نحو سبعة أسابيع على الانتخابات الرئاسية. وكشف الاستطلاع الذي أجرته عبر الإنترنت وكالة «رويترز» ومؤسسة «أبسوس» تقدم أوباما بهامش 48 بالمئة مقابل 43 بالمئة. ويتقدم أوباما في استطلاعات الرأي منذ السابع من الجاري بعد فترة قصيرة من المؤتمر العام للحزب الديمقراطي.
وفي جديد الحملات المتبادلة، وصف رومني أوباما بالفاشل الذي استسلم ورفع الراية البيضاء مرة أخرى مقترحاً عليه أن يغير شعاره «نعم نستطيع» إلى «كلا لا أستطيع»،.
وسيكون من الصعب على رومني دخول البيت الأبيض دون الفوز في ولايتي أوهايو وفلوريدا الزاخرتين بالتحديات. ولم يسبق لجمهوري أن كسب انتخابات رئاسية دون نيل أغلبية الأصوات في أوهايو التي تضم 18 من الناخبين الكبار الـ538 الذين سيختارون الرئيس القادم. وتعد هذه الولاية التي شهدت صناعتها صعوبات في العقود الأخيرة الأهم بين عشر ولايات أساسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كما سيكون لميشيغن، حسب حملة رومني، الأثر الأكبر في تحديد هوية الرئيس الأميركي المقبل.
وفي الأسبوع القادم، سينظم رومني تجمعات انتخابية يومية في أوهايو المحورية وفيرجينيا ووسكونسن حيث سيظهر مع نائبه بول راين لتحفيز القاعدة المحافظة على التصويت. ويعني هذا الأمر أن حملة رومني اقتنعت بأنه لا يكفي الرهان على المناظرات الرئاسية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وان خطة طوارئ مطلوبة لاستيعاب تهاوي الحملة.
Leave a Reply