نيوت غينغريتش مصر على إكمال معركته الانتخابية
تامبا – عوض المرشح لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني “النكسة” التي تعرضت لها حملته في ولاية ساوث كارولاينا بعد فوز المرشح المحافظ نيوت غينغريتش. وجاء تعزيز رومني لحظوظه الثلاثاء الماضي، بعد فوزه العريض في فلوريدا التي تعتبر إحدى أهم الولايات بعد مناوشات انتخابية وصفها المراقبون بـ”القذرة”.
وأظهرت الأرقام أن رومني، حاكم ماساشوستس السابق، فاز بـ46 بالمئة من أصوات الجمهوريين في فلوريدا. ولم يكن فوز رومني وحده هو المهم، بل أيضا الفارق بينه وبين غريمه الأساسي رئيس مجلس النواب السابق غينغريتش الذي تخلف عنه بـ14 نقطة كاملة في فلوريدا، فيما حل السناتور السابق عن بنسلفانيا ريك سانتورم ثالثاً، وحل المرشح رون بول رابعاً.
وبذلك يعود رومني إلى واجهة السباق الجمهوري بقوة، بعد خسارة حاسمة ألحقها به غينغريتش في تمهيديات ساوث كارولاينا.
كما أن أرقاما أظهرت أن المحافظين، الذين كانوا في استطلاعاتٍ سابقة ميالين إلى غينغريتش، قد يؤيدون خصمه، إذا إن 41 بالمئة من القائلين إنهم يدعمون “حفلة الشاي” (وهو تيار على يمين الحزب الجمهوري) قد صوتوا لرومني، مقابل 37 صوتوا لرئيس مجلس النواب السابق.
خلافات جمهورية
لكن إذا كانت تمهيديات فلوريدا عززت موقع رومني، فإنها أيضا سلّطت ضوءا جديدا على حجم الخلافات الجمهورية، خاصة أن الحملة للفوز بتمهيديات الولاية تخللها الكثير من الهجمات الشخصية. وشجب سانتورم الطابع الشخصي الذي اتخذته الحملة، ودعا إلى التركيز على مواجهة الرئيس باراك أوباما.
وتُنظَّم هذا الشهر تمهيدياتٌ جديدة في سبع ولايات، كان رومني قد فاز في خمس منها في تمهيديات 2008، التي خسرها في الأخير لصالح السناتور جون ماكين.
وبعد حملات شخصية شرسة شنها فريقه الانتخابي على غريمه غينغريتش، عاد رومني بعد فوزه في فلوريدا ليركز هجومه على أوباما. وقال متحدثا في بلدة تامبا في فلوريدا مخاطبا الجمهوريين “إن تمهيديات تنافسية لن تشتتنا. إنها تُهيّئنا”. واتهم رومني الرئيس أوباما بأنه عاجز عن القيادة، قائلا “القيادة هي أن تتحمل المسؤولية لا أن تختلق الأعذار، لقد انتُخبت لتقود لكنك اخترت أن تكون تابعا والآن حان الوقت لتفسح الطريق”.
وستتواصل الانتخبات التمهيدية للحزب الجمهوري حيث يتنافس أربعة مرشحون للحصول على تسمية مؤتمر الحزب الذي سينعقد في 27 آب (أغسطس) المقبل، في مدينة تامبا في فلوريدا.
ومن الأرجح أن يتأكد اسم المرشح الأوفر حظاً مع حلول السادس من آذار (مارس) المقبل الذي سيشهد الجولة الكبيرة المعروفة بـ”الثلاثاء العظيم” حيث تجري الانتخابات التمهيدية في عشر ولايات، خاصة مع إصرار غينغريتش على الاستمرار بحملته مانعاً رومني من اختراق سقف الخمسين بالمئة المطلوبة من أصوات حزبه.
غينغريتش مصمم
وبعدما اضعفه فوز رومني الساحق في فلوريدا، وعد نيوت غينغريتش بالمضي في معركته حتى النهاية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري من اجل خوض السباق الرئاسي رغم انه سيواجه صعوبات كبرى في مساعيه لتحسين مواقعه. ويبدو غينغريتش (68 عاما) عازما اكثر من اي وقت مضى على متابعة المعركة وابدى تصميمه على خوضها في كل ولاية. وقال “سنفوز وسأكون مرشح الحزب في آب” بدون ان يتوجه بأي تهنئة لرومني. واضاف ان “سلطة الشعب ستهزم سلطة المال في الاشهر الستة المقبلة”.
لكن شهر شباط (فبراير) الجاري يبدو شديد الصعوبة بالنسبة لغينغريتش. حيث ان ست ولايات، بينها ميشيغن، ستصوت في الانتخابات التمهيدية وكلها تعتبر تقريبا مؤيدة أكثر لرومني (64 عاما). وستكون المحطة المقبة في ولاية نيفادا.
وفي هذا الوقت يكون ميت رومني الذي انفق في فلوريدا مع لجنته للعمل السياسي خمسة اضعاف ما انفقه غينغريتش، قد عزز تفوق امكاناته المالية بشكل اضافي.
وكتب غينغريتش، الأسبوع الماضي على صفحته في موقع “تويتر”، “لا يزال هناك 46 ولاية.. قدموا الهبات اليوم لتساعدوننا على هزم نظام “أوبامني” الصحي” في تلاعب كلامي مسيس يجمع بين اسمي اوباما ورومني واصلاح النظام الصحي الذي ينتقده الشارع المحافظ في أميركا.
ولكن عملياً، يبدو أن حظوظ غينغريتش تتوقف على سانتوروم. فالأول حسن مواقعه مرتين خلال هذه الحملة وحاول استمالة اراء القواعد المحافظة في حركة “حفلة الشاي” ووجه دعوة الى سانتوروم لكي ينسحب من المنافسة لصالحه. ويقول غينغريتش ان المحافظين سيكون لديهم، اذا كانوا موحدين، اصوات اكثر من رومني، معتبرا انه الافضل مكانة للفوز في منافسة الرئيس اوباما.
لكن نتيجة استطلاع الرأي الذي نشره معهد “غالوب” الاسبوع الماضي، تؤكد حالياً فوز رومني. فقد اظهر الاستطلاع انه على المستوى الوطني سيكون ميت رومني في منافسة محتدمة مع أوباما (48 بالمئة مقابل 47 بالمئة للرئيس المنتهية ولايته) في حين أن أوباما سيتقدم بفارق كبير جدا على غينغريتش (54 بالمئة مقابل 40 بالمئة لرئيس مجلس النواب السابق).
على هامش الانتخابات
– شاهد سكان ولاية فلوريداً، خلال الأيام التي سبقت المعركة الانتخابية إعلانا تلو الآخر، بدت معظمها وكأنها إعلانات لأفلام هوليوود عن أشخاص أشرار يريدون تدمير الولايات المتحدة.. ويذكر أن في ولاية فلوريدا الأموال التي صرفتها لجان العمل السياسي أكثر من الأموال التي صرفتها الحملات الانتخابية نفسها، ومعظمها صرف على إعلانات سلبية ضد المرشح المرفوض من قبلها. وحسب الأرقام صرفت حملة رومني خمسة ملايين دولار، بينما صرفت اللجنة المؤيدة له ثمانية ملايين. أما غينغريتش فصرف أقل من مليون دولار مقارنة مع ثلاثة ملايين دولار للجنة المؤيدة له.
– يعتبر هذا السباق الانتخابي الأول من نوعه من حيث عدم وجود أي حدود لتبرعات الشخص الواحد للجان العمل السياسي. وجاء هذا التغيير الانتخابي بعد قرار المحكمة العليا التي قالت إن “حرية التعبير حق ليس فقط للأشخاص، بل للشركات والاتحادات ولجان العمل السياسي، وبالتالي لا يمكن حد هذه الحرية بحد الأموال التي تصرفها هذه المؤسسات لتعبر عن رأيها”.
– لا يعرف التأثير الحقيقي للجان العمل السياسي، لكن عند الرجوع إلى الانتخابات الحزبية التي جرت مؤخرا ولاية أيوا، يمكن رؤية تأثير المال على مسار الحملات الانتخابية. فعندما كانت حملة المرشح نيوت غينغريتش على وشك الانهيار حصلت اللجنة الداعمة له على خمسة ملايين دولار من رجل الأعمال شيلدون وادلسون، وهو ثامن أغنى شخص في الولايات المتحدة ومالك لعدة كازينوهات، ومن أشد المؤيدين لإسرائيل ولسياسة التمدد الاستيطاني. ويؤكد الخبراء أن الفضل في استمرار حملة غينغريتش يعود لهذا التبرع.
Leave a Reply