رومني يقلص الفارق مع أوباما الى 4 بالمئة
أظهر استطلاع جديد للرأي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال متقدماً على منافسه الجمهوري ميت رومني في سباق منصب الرئاسة الأميركية ولكن الفارق بينهما ضاق نقطتين ليصل الى 4 بالمئة وفق استطلاع دوري تجريه شبكة «أن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال». وأظهر إستطلاع الرأي أن نسبة تأييد أوباما بلغت 48 بالمئة مقابل 44 بالمئة للمرشح الجمهوري مع هامش خطأ بحوالى 3,1 نقطة. ورأت «أن بي سي» أن هذا الرقم يشكل تغييراً لنتيجة استطلاع مماثل في تموز (يوليو) الماضي يوم كانت نسبة مؤيدي أوباما 49 بالمئة ورومني 43 بالمئة، ما يشير إلى أن الحملة الجمهورية بدأت تحقق تقدماً بطيئاً بعد اختيار النائب بول راين مرشحاً لمنصب نائب الرئيس.
وتبيّن أن أوباما يتفوّق إلى حد كبير على رومني في أوساط الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي، إذ حصل على 94 بالمئة مقابل صفر بالمئة للمرشح الجمهوري. ويتقدم أوباما أيضاً في أوساط الناخبين الشباب (دون الـ35) حاصلاً على نسبة 52 بالمئة مقابل 41 بالمئة لمنافسه، ويحقق تقدماً أيضاً بين النساء إذ أن نسبة تأييده 51 بالمئة مقابل 41 بالمئة لرومني. فيما يفضّل البيض رومني على أوباما بنسبة تأييد بلغت 52 بالمئة مقابل 40 بالمئة.
أموال حملة رومني تتخطى أوباما.. بكثير!
أظهرت أرقام وبيانات انتخابية نشرت الثلاثاء الماضي أن حصيلة الأموال التي جمعتها حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسجل تراجعاً كبيراً بالمقارنة مع تلك المسجلة لدى منافسه الجمهوري ميت رومني الذي كان يتفوق مع نهاية تموز بـ60 مليون دولار قبل أربعة أشهر من انتخابات الرئاسة.
وبحسب تقرير شهري أرسلته لجنة حملة أوباما الإثنين الماضي الى اللجنة الفدرالية للانتخابات، كان في حساب حملة أوباما نهاية تموز احتياطي قدره 124 مليون دولار موزعة بين تنظيم حملته وحزبه. إلا أن منافسه كان يملك في الفترة عينها ما يقارب 186 مليون دولار بين حملته وحزبه الجمهوري، وفق ما أعلن فريق حملته مطلع آب (أغسطس).
وهذا التراجع لحملة أوباما، مرده الى أن رومني تفوق على الرئيس الأميركي على نطاق التبرعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكن أيضا بسبب الانفاق الهائل للديمقراطيين على الإعلانات التلفزيونية. وخلال فترة نهاية الاسبوع الماضي فقط، حصل رومني على ما يقارب سبعة ملايين دولار من جهات مانحة خاصة في ماساتشوستس، وهي ولاية كان يشغل فيها منصب الحاكم إلا انها تصوت عادة لصالح الديمقراطيين في الانتخابات الوطنية، لكن يبدو أنها تميل الى رومني هذا الخريف.
ويلعب التمويل العام للحملات الانتخابية دوراً حاسماً في النتيجة النهائية لتوفيره الحملات الإعلانية والتنقلات ومعاشات موظفي الحملات.
وأطلق أوباما حملته الانتخابية في نيسان (أبريل) 2011 أي قبل عام من فوز رومني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وتتفوق الحملة الديمقراطية على حملة الجمهورية لناحية الحصيلة الاجمالية للأموال المجمعة والمنفقة. وتؤكد حملة أوباما أنها أنفقت منذ أشهر أموالا على العمليات الميدانية خصوصا في حوالى عشر ولايات حاسمة وهو ما يبرر استمرار تقدم أوباما في استطلاعات الرأي فيها.
وفي تموز الماضي جمع رومني أكثر من مئة مليون دولار من التبرعات. وهو متقدم للشهر الثالث على التوالي على اوباما الذي جمع 75 مليون دولار في الفترة نفسها. وكانت الميزانية الكاملة لحملة الرئيس اوباما الناجحة عام 2008 قدرت بـ750 مليون دولار. ويتوقع الخبراء ان تتجاوز الميزانيات هذا العام مليار دولار.
سجالات انتخابية
قضية التسريبات.. والكشف الضريبي
وفي إطار السجالات الإنتخابية قلل الرئيس أوباما من أهمية الاتهامات التي وجهها اليه ضباط سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) والقوات الخاصة الأميركية بتسريب معلومات حول الغارة التي أودت بحياة أسامة بن لادن لغايات انتخابية.
وقال أوباما في مقابلة مع صحيفة «فيرجينيان بايلوت» «لا آخذ هؤلاء الناس كثيرا على محمل الجد. أحد هؤلاء ينفي أن أكون مولوداً هنا (في الولايات المتحدة) على رغم ثبوت العكس. شخص آخر كان مرشحاً عن تيار «الشاي» خلال انتخابات جرت مؤخراً». وأضاف «هذه عينة من الأشياء التي تظهر قبل الانتخابات».
وهذه الاتهامات تم توجيهها الأربعاء قبل الماضي على موقع الكتروني لرجال استخبارات وجنود سابقين في تسجيل مصور يتضمن تكراراً للانتقادات التي سبق ان وجهها المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة ميت رومني وأعضاء آخرون في حزبه. ويأخذ هؤلاء على البيت الأبيض نشره معلومات سرية بهدف تجميل الحصيلة السياسية لعهد أوباما من دون الاكتراث بأمن الجواسيس والجنود الأميركيين.
كما يتهمون أوباما بالتسرع في نشر تفاصيل الغارة التي أدت الى مقتل بن لادن عوضا عن الانتظار و«الاستغلال الكامل لكنز المعلومات» المكتشفة خلال هذه العملية في باكستان مطلع أيار (مايو) 2011.
ورفض البيت الأبيض المسؤولية عن هذه التسريبات. وقال بن لابولت الناطق باسم حملة أوباما إن «الجمهوريين يخرجون هذا الأسلوب القديم»، مشيرا إلى أن رومني لم يقدم في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي سوى خطاب متهور في إسرائيل أثار حفيظة الفلسطينيين وتحدث فيه عن أن القدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف أن «خطابيه الأساسيين حول السياسة الخارجية لم يتضمنا أية إشارة إلى القاعدة ولم يكشف أية خطة لعلاقات الولايات المتحدة مع منطقة واحدة في العالم». ويعتبر فريق أوباما أن عملية تصفية بن لادن وقضايا السياسة الخارجية بشكل عام تشكل نقاط قوة للرئيس ويعتبرون رومني قليل الاطلاع والخبرة في هذا المجال.
وكان أعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري قد عبروا عن استيائهم بعد كشف معلومات عن الهجوم على بن لادن وعميل مزدوج تمكن من إفشال خطة هجوم لتنظيم القاعدة وتخريب معلوماتي للبرنامج النووي الإيراني.
من ناحية أخرى، دعت الحملة الانتخابية للرئيس أوباما منافسه رومني إلى تقديم كشف ضريبي عن السنوات الخمس الماضية، وهو ما سارع المعسكر الجمهوري لرفضه على غرار ما فعل في كل الطلبات السابقة في هذا الملف الذي يعتبره الديمقراطيون نقطة ضعف المرشح الجمهوري.
وأرسل جيم ميسينا مدير حملة أوباما رسالة إلى نظيره مات روديس يطالبه فيها بأن ينشر الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس كشفا ضريبيا عن السنوات الخمس الماضية، وهو مطلب ظل الديمقراطيون يطالبون به منذ أن دخل المرشح الجمهوري السباق الرئاسي.
والمرشح الجمهوري، وهو رجل أعمال سابق تقدر ثروته بحسب الصحافة الأميركية بنحو 250 مليون دولار، ولم ينشر حتى اليوم إلا كشفا ضريبيا عن سنة 2010، وقد وعد بأن ينشر قريبا الكشف الضريبي العائد لسنة 2011.
وتطالب حملة أوباما منافسه رومني بانتهاج الشفافية التي ميزت كل المرشحين إلى البيت الأبيض خلال العقود الأربعة الماضية، مشددة على أن أوباما نشر في 2008 كشوفات ضريبية تغطي فترة تزيد عن عشرة أعوام سبقت الانتخابات.
Leave a Reply