ديربورن – خاص “صدى الوطن”
كان رون بول هو المرشح الجمهوري الوحيد الذي زار مدينة ديربورن خلال الحملة الانتخابية الصاخبة التي شهدتها ميشيغن خلال الأيام الماضية، حيث أعاد التأكيد أمام ١٣٠٠ من مناصريه في قاعة الـ”سيفيك سنتر”، مساء الاثنين الماضي بتنظيم من “اتحاد الطلاب العرب في جامعة ميشيغن”، على أهم الركائز التي تشكل برنامجه الانتخابي وتتمايز بشكل كبير عن برامج المرشحين الآخرين في حزبه.
وركز الخطاب على مفردات الإسكان والتعليم والضمان الصحي والسياسة الخارجية لأميركا، وانتقد الجهود والخطابات التي تريد أن تصنع من الولايات المتحدة “شرطي العالم” مفضلا تركيز الجهود على حل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتقوض الطبقة الوسطى بشكل لم يحدث له مثيل من قبل، وقال “إن البلد الأكثر حرية هو الأكثر رخاء وثراء.. وهو الذي يضم طبقة وسطى أوسع”. ونوه إلى أن المساعدات الخارجية التي تجود بها أميركا على بعض البلدان تحت عناوين مختلفة، تثقل كاهل الأميركيين الذين يرغبون بضخ تلك الأموال واستثمارها في الداخل لحل مشاكل الأميركيين الذين باتوا يعانون من جراء الفقر وتقلص مستوى الخدمات، وتساءل بول: “لماذا تقدم أميركا كل ذلك الدعم لإسرئيل، والمساعدات العسكرية تحت حجة حماية أمن إسرائيل. إن إسرائيل يمكن حل مشاكلها مع جيرانها، وإذا رغبت بعكس ذلك بإمكانها حماية نفسها بما تملك من أسلحة نووية”.
ونوه إلى أن “سياستنا في الشرق الأوسط لا تخدم مصالح المواطنين الأميركيين بل تمليها المصالح الخاصة”، وأضاف في هذا السياق بالقول: “إذا نجحت بالانتخابات الرئاسية سأقوم حالا بتوفير مئات المليارات التي تصرف خارج أميركا”.
وشدد بول أن السياسة الخارجية ستقوم، في حال وصوله إلى سدة الرئاسة، على الصداقة مع الشعوب كما قال الدستور الأميركي والآباء المؤسسون. وقال منتقدا انخراط الولايات المتحدة في الحروب الخارجية “علينا تغيير كامل فلسفتنا ورؤيتنا حول سياسة بلدنا”، وشكك في المغزى السياسي في غزو العراق قائلا “إن العراق أصبح الآن أكثر قربا من إيران، لقد قرروا الذهاب إلى العراق بسبب وجود أسلحة الدمار الشامل، وبعدها قررنا البقاء فيه بسبب وجود القاعدة”.
وحول غياب الحكمة الأميركية في التعامل مع الملفات الخارجية، قال: “علينا ممارسة الديبلوماسية مع الآخرين. هناك آلاف الطرق الديبلوماسية وأتمنى أن أرى واحدة منها من وقت لآخر.. لماذا علينا التدخل في الشأن السوري مع علمنا أن هذا الأمر يزيد من احتمال المواجهة مع إيران.. وهذا أمرا أكثر سخفا”.
وفي الشأن الداخلي، انتقد بول الأجهزة الأميركية في طريقة تعاملها مع ملف الأزمة الاقتصادية التي قادت البلاد إلى نفق مجهول غير محسوب المخاطر أدى في نهاية المطاف.. إلى رفع سقف الدين العام بشكل يخالف الدستور والقواعد الاقتصادية، كما غمز من قناة “البنك الفدرالي” الذي يتولى عملية إصدار العملة الأميركية، لافتا إلى وجود مخاطر حقيقية في هذا الشأن قد تؤدي الى إفلاس البلاد.
بول الذي أصر على أن “الرسالة يجب أن تكون واضحة وعالية لكي يسمعونا في واشنطن” وأن البلاد “تسير منذ مئة عام في الاتجاه الخاطئ”، لم يتجاهل بعض العوارض التي سببتها سياسات الرئيس باراك أوباما، وخاصة لجهة “قانون الرعاية الصحية” الذي على حد قوله: “يغرق في فوضى شديدة وهو بحاجة إلى الإصلاح والتبصر”.
في سياق آخر، كان الوجود العربي حاضرا في دعم المرشح بول، سواء من خلال وجوه الحاضرين، أو لجهة تنظيم ذلك اللقاء الذي جمع بول بأنصاره والذي جاء بمبادرة من الطالب في “جامعة ميشيغن” حسين الصغير. وقال ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني في هذا الخصوص أن صحيفة “صدى الوطن” “دعمت المرشح بول لأنه يعطي لحملته معنى وإخلاصا. إنه المرشح الوحيد الذي يدعونا للتلاحم.. بينما يحاول المرشحون الآخرون تفريقنا”.
وأضاف: “لم نأت إلى هنا كعرب أميركيين، بل كأميركيين نقف معاً من أجل دعم بول”. ودعا السبلاني الحضور إلى الإقبال على صناديق الاقتراع “الانتخابات لا يمكن أن يتم ربحها بالعواطف والحماسة، بل بالتصويت.. صوتوا بكثافة!”.
من ناحيته، شدد الطالب في كلية الطب حسين الصغير “أن الجمهوريين بحاجة لرجل من طراز رون بول.. من أجل الحرية”، وقال “نحن بحاجة لشخص لا يسيء قيادة البلاد ولا يجرها إلى حروب فاشلة”.
وأضاف “إن بول هو المرشح الذي يبدي وفاء بالدستور الأميركي فيما يغض الآخرون الطرف عنهم”. كما انتقد الصغير أوباما لعدم وفائه بوعوده في إغلاق معتقل غوانتانامو ووصفه بأنه “تابع سياسة (الرئيس السابق جورج) بوش في اعتقال الأميركيين بتهمة الإرهاب وبدون محاكمات”.
جولة بول في ميشيغن
وكان بول الذي حل ثالثا في انتخابات ميشيغن قد جال في كل من ديترويت وأناربر ولانسنغ، وذلك قبل يوم من موعد الانتخابات. وقبلها كان بول توقف في كل من ماونت بلازنت وغراند رابيدز بحضور مئات من المؤيدين، والذين ارتدوا قبعات بيسبول كتلك التي يرتديها بول وملأوا قاعة احتفالات في مدينة هدسونفيل القريبة من غراند رابيدز يوم الأحد الماضي. وألقى بول كلمة في الحشود دعا فيها الحكومة الفدرالية إلى وقف تدخلها في صراعات الدول الأخرى وإلى خصخصة برنامج الضمان الاجتماعي، ودعا أيضا إلى مزيد من الحريات المدنية.
وقال: “لم نتفق أبداً على كيفية استخدامنا لحرياتنا، في قاعة كهذه هناك 50 ملة ودين وآخرون لا دين لهم، لكن الحرية تكفل لنا الرد على السؤال، وهو أننا لا نفرض انفسنا على آخرين، فأنت تفعل ما ترغب به”، حينها هتف مؤيدوه “انهوا البنك الفدرالي” في اشارة إلى كتاب بهذا العنوان كان نشره بول عام 2009 واحتل المرتبة السادسة في أكثر مبيعات الكتب في اميركا، دعا فيه الحكومة الفدرالية إلى انهاء المصرف الفدرالي كونه وراء التضخم وتراجع قيمة الدولار الأميركي، وقال بول ينبغي ربط العملة الأميركية بالذهب أو الفضة مرة أخرى، بدلا من جعلها عملة عائمة.
Leave a Reply