أميركي من أصل كلداني
ساوثفيلد – خاص «صدى الوطن»
في الانتخابات البلدية الأولية التي جرت في مدينة وورن في آب الماضي حصل المرشحان، الاميركي من اصل كلداني ريتشارد سولاقا، وعضو المجلس البلدي جيمس فويتس على أعلى الاصوات من بين المرشحين الستة الذين تنافسوا للفوز بمنصب رئاسة بلدية وورن التي يقطنها عدد كبير من العرب الاميركيين والكلدان ويرأس بلديتها منذ نحو اثنتي عشر عاما مارك ستنزبيرغ المعروف بعلاقاته المتوترة مع الاقليات العرقية في المدينة وسيلتقي المرشحان الفائزان سولاقا وفوتس في الانتخابات النهائية التي ستجرى يوم الثلاثاء القادم السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. مدينة وورن هي ثالث أكبر مدن ولاية ميشيغن والثانية في عدد السكان، اذ يبلغ عددهم فيها نحو مئة وسبعة وثلاثين الف نسمة، وتعاني هذه المدينة من أزمات اقتصادية متلاحقة بسبب تسريح الاف العمال والموظفين من شركات ومصانع السيارات خاصة المصنع التقني الدولي لشركة «جنرال موتورز» الذي يربط ولاية ميشيغن بعدد كبير من دول العالم. وورن التي تضم ايضاً مركزاً كبيراً للصناعات العسكرية «مصنع الدبابات» اكتسبت شهرة عالمية اضافية في الاسبوع الماضي حيث زارها عشرة خبراء ومحققي جرائم بدأوا تحقيقاً دولياً موسعاً يتعلق بمخالفات قانونية في أكثر من ثلاثمئة من العقود العسكرية في العراق. ريتشارد سولاقا البالغ من العمر أثنين وخمسين عاماً، خدم كعضو في المجلس البلدي لدورتين متتالتين وست سنوات في مجلس تخطيط المدينة وهو الان اداري منتخب في المدينة من ثماني سنوات. وقد اظهرت حملته الانتخابية ان لديه خططاً اقتصادية وتنموية شاملة ومدروسة تتمثل في استقطاب وجذب الاستثمارات من مدن وولايات اخرى لهذه المدينة التي تعاني كغيرها من الارتفاع الحاد في نسبة البطالة. كما انه يعد باضافة مجموعة من رجال الشرطة لتعزيز وتقوية أمن المدينة ويضيف بانه وفي حال انتخابه سيدعو الى مؤتمر أقليمي لرؤساء بلديات المدن المجاورة ومنها ديترويت لدعم التعاون والتنسيق الاقتصادي والامني بينهم مؤكداً انه سيقرر اعادة استخدام الدراجات البخارية من قبل رجال الأمن بدلاً من المركبات توفيراً للوقود اضافة الى استحداث مركز موسع للنشاطات الترفيهية للمسنين. وبالرغم من تأكيده المستمر على انه مرشح اميركي اولاً واخيراً، وانه فخور بانه من أصل كلداني فان المرشح سولاقا لم يسلم من حملة العداء والتشكيك التي شنت ضده، فقد اتهم من قبل مرشحين آخرين بأنه، أي سولاقا، وراء سرقة لوحاتهم الانتخابية المثبتة على جوانب شوارع المدينة، كما ان رئيس البلدية مارك ستنزبيرغ نفسه اصدر بياناً صحافياً في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الماضي قال فيه انه لن يسمح باستقبال لاجئين عراقيين جدد في مدينته التي تعاني من ازمات اقتصادية لأنهم كما ذكر سيشكلون اعباء اضافية لن تستطيع المدينة تحملها، وكان رئيس البلدية يعقب على تقارير الخارجية الاميركية التي سمحت باستقبال نحو عشرين الف لاجئ عراقي من المتواجدين في سوريا والاردن سيصلون تباعاً، وان اغلبيتهم سيقطنون في مدن مختلفة في ميشيغن منها مدينة وورن. في نيسان (أبريل) الماضي تعرضت كنيسة تابعة للطائفة الكلدانية في وورن الى اعتداءات شملت تحطيم زجاج نوافذها وابوابها وكتابة شعارات عنصرية معادية للعرب على جدرانها الخارجية في الوقت الذي شنت فيه حملة عدائية ضد رجل دين مسلم رفض المجلس البلدي طلباً تقدم به للحصول على رخصة لبناء اول مسجد في المدينة، الا ان المجلس البلدي عاد ومنح رخصة بناء المسجد الذي افتتح رسمياً في شهر نيسان باحتفال ديني جماهيري كبير شارك فيه مسيحيون ويهود. ولكن وبالرغم من ما يقال ويوصف بالاجواء الملبدة بغيوم العداء للعرب والمسلمين منذ احداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 إلا ان الواقع يعكس غير ذلك، ففي مدينة هامترامك القريبة من وورن والتي يزيد عدد سكانها على سبعة وعشرين الف نسمة والتي يقطنها عدد كبير من اليمنيين الاميركيين فان ثلاثة من اعضاء مجلسها البلدي هم من المسلمين الاميركين الذين انتخبوا بعملية ديمقراطية شارك فيها اغلبية سكان المدينة من غير المسلمين، اضافة الى ان من بين اعضاء المجلس البلدي طبيب أميركي من أصل يمني، واذا فاز مرشح بنغالي في انتخابات الاسبوع القادم سيصبح اغلبية الاعضاء من العرب والمسلمين، وفي مدينة وين القريبة من ديربورن انتخب قبل سنوات العربي الاميركي آل هيدوس رئيساً لبلديتها. منافس سولاقا جميس فويتس هو الاخر مرشح قوي وسياسي متمرس وله باع طويل في خدمة سكان مدينة وورن. وهو اضافة الى ذلك قادر على استقطاب الاستثمارات لمدينته ليس فقط من مدن وولايات اميركية آخرى، بل من دول اوربية ومنها بريطانيا التي درس وعاش فيها لسنوات طويلة. وربما يساعده للفوز برئاسة بلدية وورن في انتخابات الاسبوع القادم ابتعاده عن السياسة المغلقة التي يتبعها رئيس البلدية الحالي تجاه الاقليات.ريتشارد سولاقا هو احد مئات الأميركين الذين ينتمون الى جنسيات واعراق شرق اوسطية والذين انخرطوا في المجتمع الاميركي بشكل جدي ومارسوا العملية السياسية ونجحوا في الوصول الى مراكز المشاركة في صناعة القرار على جميع المستويات . استطاع سولاقا انتزاع تأييد ومساندة اكبر صحيفتين يوميتين في الولاية هما صحيفتا «ديترويت نيوز» و«ديترويت فري برس» اللتان اكدتا في افتتاحيتيهما مؤخراً على ان المرشح سولاقا يمثل حقيقة الحلم الاميركي في المثابرة والجد والعطاء كما انه حصل على تأييد ودعم العديد من الهيئات والمنظمات العامة في الولاية اضافة الى شرائح هامة من الناخبين في المدينة. فهل سيصبح أول كلداني اميركي رئيسا لبلدية ثالث أكبر مدن ولاية ميشغن.williams@myacc.org
Leave a Reply