ديربورن - عقب أكثر من 3 عقود على مقتل جنديين إيرلنديين من قوات حفظ السلام فـي لبنان, عاد المتهم بقتلهما محمود بزي (72 عاما) يوم الخميس الى موطنهم الأصلي لبنان لتبادر السلطات اللبنانية بإعتقاله على الفور. وجاءت عودة بزي والذي يعمل بائعا متجولا للبوظة «آيس كريم» فـي ديربورن تنفـيذا لأمر قاضي محكمة الهجرة فـي ديترويت قبل 5 شهور بترحيله بسبب دخوله الأراضي الأميركية بجواز سفر مزور قبل 20 عاما.
وكان قد إصطحب بزي الى سلم الطائرة فـي مطار مترو ديترويت الدولي إثنان من عناصر تنفـيذ الأحكام فـي دائرة الهجرة والجمارك الأميركية، وقال محامي الدفاع عن بزي إن إعتقاله فـي بيروت لا علاقة له بإتهامه بمقتل الجنديين ولكنه إجراء روتيني لكل من ترحله السلطات الأميركية، لكن مسؤولين إيرلنديين لهم وجهة نظر مختلفة، حيث نشر موقع «جورنال آي إي» الألكتروني الأسبوع الماضي على لسان الوزير الإيرلندي سايمون كوفني قوله «أعتقد هذه خطوة هامة فـي السعي لتحقيق العدالة للجنديين طوماس باريت وديريك سمولهورن اللذين فقدا حياتهما أثناء أداء واجبهما فـي قوات اليونيفـيل فـي لبنان قبل 35 عاما». وقد رحب نجل سمولهورن بنبأ ترحيل بزي وأهاب بالحكومة اللبنانية المضي قدما فـي تحقيق العدالة للجنديين اللذين قتلا بدم بارد، فـي المقابل قال محامي بزي وهو فريد عجلوني من رويال أوك إن موكله بريء ولا يعتقد أن السلطات اللبنانية ستوجه له أية إتهامات، مؤكدا أن السلطات الإيرلندية لم تبلغ الأمم المتحدة بأي إتهام فـي هذا الصدد، وقال جريمة بزي الوحيدة أنه دخل الولايات المتحدة بجواز سفر مزور. يشار الى أن بزي إعترف بأنه إستخدم جواز سفر شخص آخر لدخول أميركا قبل 20 عاما وأنه كان يبيع «الآيسكريم» للأطفال فـي ديربورن لكسب قوته وقوت عائلته. وجاء فتح ملف الجنود الإيرلنديين فـي أعقاب نشر صحيفة «فري برس» لقاءات مع مسؤولين وجنود إيرلنديين متقاعدين قالوا إن 3 من زملائهم اختطفوا فـي لبنان إبان الحرب الأهلية عام 1980 إثنان منهم قتلا وأصيب ثالثهم بجروح.
السلطات الأميركية من جانبها لم توضح ما إذا كان لديها النية لمحاكمة بزي بتهمة قتل الجنديين لكنها أكدت أن قرار الترحيل إستند فـي جزء منه الى هذه الشبهات، حيث قال مارلون ميلر وهو مدير مكتب تحقيقات وزارة الأمن الداخلي فـي ديترويت إن بلاده حريصة على عدم توفـير ملاذ آمن للمشبوهين بإرتكاب جرائم سابقة.
وجاء قرار الترحيل فـي أعقاب نشر مقابلات مع ستيف هيندي وهو صحفـي أميركي غطى الحرب الأهلية فـي جنوب لبنان ومع جون أوماهوني وهو الجندي الإيرلندي الذي أصيب وكلاهما تعرف على بزي بأنه من نفذ الإختطاف فـي الجنوب اللبناني، وكان حينها بزي عضوا فـي مليشيا لبنانية مسلحة نفذت هجمات ضد قوات اليونفـيل التي كانت تفصل بين القوات الإسرائيلية فـي الجنوب والمنظمات الفلسطينية فـي الشمال، وقبل حادثة الإختطاف بـ 10 أيام كان شقيق بزي قتل بنيران قوات حفظ السلام الدولية، وحينها أطلقت تهديدات ضد الكتيبة الإيرلندية وبأنه سيتم الثأر من خلال قتل إثنين من جنودها. وقال هيندي فـي شهادته إنه فـي 18 نيسان (أبريل) 1980 إصطحب قوة من اليونيفـيل فـي جنوب لبنان لإعادة تموضع الأوتاد الفاصلة بين القوات المتحاربة، حيث تمت مهاجمتهم من مجموعة مسلحين وأخذوا الى مبنى مدرسة مهجورة وتم الفصل بين الجنود الإيرلنديين الثلاث وبقية زملائهم، وقال أوماهوني بان بزي أطلق عليه النار وأصابه داخل المدرسة بينما لاذ الجنديان الآخران بالفرار ولكن سرعان ما تم القبض عليهما.
وأفاد هيندي بأنه رأى بزي يأخذ بسيارته طوم باريت وديريك سمولهورن، وعثر على جثتيهما لاحقا فـي اليوم ذاته. وفـي مقابلة مع «فري برس» نفى بزي أن يكون متورطا فـي عملية الإختطاف تلك أو فـي التسبب بإصابة أوماهوني أو قتل باريت أو سمولهورن، لكن ما زاد الطين بلة أن بزي كان أعلن فـي ظهور تلفزيوني فـي لبنان عقب أيام من الحادثة مسؤوليته عن قتل الجنديين، لكنه قال للصحيفة إن قائد المليشيا أرغمه على الظهور على شاشة التلفزيون والكذب وهدده بالقتل إذا لم يفعل ذلك.
Leave a Reply