شيكاغو – قال زعيم منظمة “أمة الإسلام” الأميركية لويس فرقان، الثلاثاء الماضي، إن الابتهاج بمقتل الزعيم الليبي معمر القذافي سينتهي بالأسى، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأميركية غير مستعدة للنتائج التي تلوح في الأفق جراء الإطاحة بالقذافي، وأضاف أنه أيقن حاليا من صحة ادعاءات القذافي التي أكد فيها أن تنظيم “القاعدة” ضالع في الإطاحة به. وأشار فرقان، في مقابلة مع محطة إذاعية في شيكاغو، إلى أن المسيطرين على الحكم في ليبيا حاليا يدعون إلى تطبيق الشريعة، وهو أمر تعارضه الولايات المتحدة الأميركية، ويبين أن سياستها في الإطاحة بالقذافي كانت خاطئة.
وأوضح فرقان، الذي يعد القذافي أحد أصدقائه، أن الهدف من الحظر الجوي الذي أقامته دول حلف الناتو على ليبيا ومساعدتها في الإطاحة بالزعيم الليبي كان من أجل الحصول على الثروة النفطية، وليس من أجل مساعدة المدنيين، مؤكدا أن تلك الدول نجحت في رسم خطة محكمة لاغتيال القذافي.
وقال فرقان “إن وفاة القذافي هي عملية اغتيال”، وإنها تمت بمؤامرة مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يثق بالأمم المتحدة، لأن الدول الغربية تقوم باستغلالها وفقا لمصالحها، وأضاف أنه ليس من الممكن أن يقوم أحد بالتنازل عن أسلحة الدمار الشامل كما فعل القذافي.
وقام فرقان، في وقت سابق من هذا العام، بوصف الزعيم الليبي بأنه الزميل الثوري الذي قدم ملايين الدولارات لجماعة “أمة الإسلام” على مر السنين، لكنه استدرك قائلا “المبادئ هي التي جمعتني بالقذافي وليس المال”. وأضاف أن الجماعة أنفقت ثلاثة ملايين دولار اقترضتها من ليبيا في سبعينيات القرن الماضي لشراء مقراتها الفخمة في الجانب الجنوبي من شيكاغو، كما أنفق قرض ليبي آخر بقيمة خمسة ملايين دولار بعد عدة سنوات لتسديد الضرائب وبناء منزل الزعيم السابق للجماعة أليجا محمد. وأكد فرقان أن عائدات النفط الليبية استخدمها القذافي لبناء المدارس والجامعات وإنشاء نظام رعاية صحية، اعتبره فرقان الأفضل بين دول العالم الثالث.
ويعد لويس فرقان زعيما لجماعة “أمة الإسلام” في الولايات المتحدة الأميركية، حيث بدأت سيرته مع “أمة الإسلام” في خمسينيات القرن الماضي، فقد تتلمذ على يدي الزعيم التاريخي للجماعة أليجا محمد.
وقد أعاد في أواخر السبعينيات تأسيس “أمة الإسلام” بعد انشقاق نجل أليجا محمد وارث الدين محمد ورجوعه عن تعاليم والده ليلتحق بالتيار المسلم العام في أميركا.
ولطالما أثار فرقان جدلا في الولايات المتحدة، فهو شبه مقدس بنظر أتباعه بينما يتهم بالعنصرية ومعاداة السامية من قبل أعدائه، كما أنه خصم للمؤسسة الأميركية الحاكمة وحليف أحيانا لخصومها السابقين والحاليين.
ويتشكل معظم أتباع جماعة “أمة الإسلام”، التي تأسست في العام 1930 ويقع مقرها في شيكاغو، من الأميركيين الأفارقة.
Leave a Reply