“ثورة الأرز” تشهد نفس نهاية “قرنة شهوان”!
قد تكون هناك علاقة بين كمشة الارزات “العاجقين الكون” في اهدن والمعرضات للموت والإنقراض و”ثورة” بولتون-بوش المسماة بثورة “الأرز” التي تحولت إلى ثورة “بوشار” بعد أن أطلق وليد جنبلاط، الذي عاد إليه وعيه ورشده، رصاصة الرحمة على هذه الثورة-المضادة فارداها قتيلاً سياسياً والحقها بقرينتها “قرنة شهوان” غيرالمأسوف على شبابهما.
اللهم لا شماتة في الموت. لكن هذا الكلام لا ينطبق على “ثورة” فوفاش، تزعمها اليمين الذي ليس في قاموسه كلمة “ثورة” وكانت كلام حق يراد به باطل. “ثورة”سماها جان بولتون، المتصهين أكثرمن الاسرائيلي ليبرمان نفسه، بثورة “الأرز” فكافأته “١٤ اذار” عبر المغوار فارس سعيد وغازي يوسف بـ”درع الأرز” بسبب خدماته الجلى لـ…إسرائيل ! “ثورة” تعهدها بوش ومحافظوه الجدد بالرعاية والعناية مستذكراً دورالجنرال الفرنسي غورو الذي أعلن قيام دولة “لبنان الكبير” في ٣١ آب ١٩٢٠ محرضاً في نفس الوقت ضد سورية وذلك بعد أن إقتطع أجزاء من قلبها، لكن مدمرة بوش بقيت في ٧ ايار متفرجة في عرض البحر وذلك بالرغم من أن “١٤ اذار” وضعت كل بيضها في سلة بوش وبالرغم من أن “أبو حذاء” أجبر إسرائيل عام ٢٠٠٦ على تمديد حربها المجرمة ضد لبنان وطن “الحرية والسيادة والاستقلال” (عن سورية فقط لا غير)، ثم أرسل “قابلته غير القانونيه” الفاشلة كوندليزا رايس لاخراج رأس “الشرق الأوسط الجديد” من رحم دمار لبنان، فاستقبلها فؤاد السنيورة وصيصان “١٤ اذار” بالقبلات والعناق مما أدى منذ ذلك الحين إلى ولادة “إعلان” وفاة هؤلاء السياسية!
لقد كانت هذه “الثويرة” عكس الطبيعة والمنطق لانها قامت على أساس عنصري ثأري ضد سوريا وليس على أساس برنامج أبعد من مرحلة مغادرة الجيش السوري للبنان منذ أربع سنوات. لقد قامت على أساس إلغاء الآخر كما قال جنبلاط بحق. لكن الأخطرمن هذا أنها قامت على أساس أطروحات العنصرية اليمينية الفاشية التي مثلها بجلافة وضراوة بشير الجميل والقسيس وعدوان و”الجبهة اللبنانية” في بدايات الحرب الأهلية. وإلا فمن أين أتى شعار “لبنان أولاً” وماذا يعني فعلاً؟ وكيف يسخرمثلاً من جمال عبد الناصر على رؤوس الأشهاد في مؤتمر حزب الكتائب الذي فضحه جنبلاط؟وكيف يقف بعضهم موضوعياً مع عدو لبنان والعرب؟
كانت ثورة التناقضات وبعكس التيار حيث كانت ترفع فيها صور كمال جنبلاط جنباً إلى جنب مع بشير الجميل وعقل هاشم (الذي طوبه “شهيداً” بطرك العروبة الأغر ليوم واحد). لقد كانت قضية حق، قضية كشف حقيقة من إغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، لكن عتاة “١٤ اذار” الذين كانت أكثريتهم الساحقة ممنوعة من دخول بيته ومعظم هؤلاء من “قرنة شهوان” مثل أمين الجميل ونائلة معوض وبطرس حرب وجبران تويني الذين كانوا من أشرس اعداء الرئيس الشهيد لكنهم ركبوا الموجة لتحقيق أجندتهم الخاصة، حوروا المسيرة إلى ردة فعل ضد بلد شقيق واحد وربطوا مصيرهم ومصير لبنان بكل ما هومعاد له وبشكل هستيري بعد أن وجهوا الاتهام السياسي له وركبوا شاهداً كاذباً وسجنوا الضباط الأربعة بدون أدنى أدلة أو تهمة أو دليل ما عدا دليل المحتال العالمي ديتليف ميليس المدعو بالشاهد “العلك” زهير الصديق، وأهملوا مسألة خطر إسرائيل أوحتى مجرد الظن بها في قضية الاغتيالات بالرغم من أن إسرائيل زرعت عملاء لها في كل الأماكن ومن بين هؤلاء من جند لبث الفتن والقتل المذهبي كما تبين مؤخراً لدى تفكيك شبكات التجسس الموسادية.
كم أحببت وأنا استمع إلى كلمة وليد جنبلاط في مؤتمر حزبه الاستثنائي في “البوريفاج” أن أتفرس في تقاسيم وجوه : مروان حماده، مارسيل غانم، وبطرك العروبة، والوزير الخواجة الخوجة! مروان حماده لانه رفيق وليد جنبلاط الحميم ومن صقور “١٤ اذار” المتطرفين، لكي أعرف ماذا كان يجول في نافوخه وهو يرى امله يتبدد. ومارسيل غانم- هذا الاعلامي المناصر بلا هوادة لـ”فكر” (!) “١٤ اذار”- الذي كان يستميت في دفاعه عن وليد جنبلاط أمام من كان ينتقده في برنامجه “كلام الخناس” فيسأل جماعة “١٤ اذار” اسئلة ناعمة الملمس لكنه لم يكن يرحم غيرهم بلسعه واسئلته الخشنة والهجومية. وبطرك بكركي لانه ما زال حتى الأمس يصرعلى فتواه السياسية الفذة حول العربة والحصانين أو “الأكثرية تحكم والاقلية تعارض” كأننا نعيش في “بريطانيا الصغرى” وكأنه يعيش في انطاكية وليس في لبنان حيث لا مجال إلا لتوافق الطوائف. فماذا يقول اليوم بعد إنقلاب جنبلاط وتحول الرقم العددي للاكثرية إلى مجرد رقم هيولي؟! واخيراً الخوجة الذي قيل أنه نقل حمولات من المال السياسي لتأمين فوز “١٤ اذار” في الإنتخابات المذهبية بقانون الستين إلى درجة أن فؤاد السنيورة نفسه انتقده موخراً رغم أنه لم يكن ليحلم أن يصبح نائباً عن صيدا بدونه! فبعد أن إختلط الحابل الجنبلاطي بنابل الأكثرية، ما نفع المليار و ٢٠٠ ألف دولاراً التي صرفتها السعودية على هذه الإنتخابات التي عطل مفاعيلها جنبلاط بعد أن كان معلقاً عليها مصير الكون؟
لم يعد وليد جنبلاط إلى “ضميره” المزعوم، بعد أن إعترف سابقاً بانه كان يكذب على السوريين مدة ٢٥ عاماً ثم إنتقل إلى الصف المعادي مدعياً زوال الغشاوة عن عينيه (ونحن بكل تواضع حذرنا “١٤ اذار” من ما المانع أن يكذب عليهم أيضاً لكنهم كانوا مزهوين بانتصاراتهم الورقية)، بل لان تحالف الضرورة لم يترك للصلح مطرحاً. فهؤلاء الذين ذهبوا بعيداً في تطرفهم الضارب بالاساسيات والثوابت الوطنية إلى حد إعتبار سوريا عدواً واسرائيل جاراً وصديقاً، كانوا سيرسلون لبنان إلى التهلكة السياسية. جنبلاط ماشاهم في تطرفهم الموتور، بل كان أكثرهم بذاءة وسلاطة لسان. وهذه نقطة سوداء في تاريخه أكثرمن اجتماعه مع المحافظين الجدد. وكما صرح سابقاً فأن جرح اللسان لا يندمل، وهو لم يصن هذا اللسان عن اللقلقة. لذا كان بحاجة إلى أن يحدث هذا “التسونامي” داخل “١٤ اذار” لكي يكفرعن سيئاته وخطاياه الكلامية والسياسية ويعود إلى الصف الوطني العربي لا الفينيقي شرط ألا تكون هذه غشاوة جديدة يتبرأ منها لاحقاً حسب إتجاه الرياح الاقليمية.
يستحق جنبلاط جائزة المتنبي من عيار “مالئ الدنيا وشاغل الناس” بسبب خلطه للاوراق السياسية اللبنانيه وتشظيته لـ”ثورة بولتون”. شخص وحيد داخل “مجلس قيادة الثورة في ١٤ آذار” بدا مرتاحاً، بعكس زملائه، لانقلاب جنبلاط. هذا الشخص هو فؤاد السنيورة الذي ما زال لعابه يسيل للبقاء في رئاسة الحكومة من أجل إكمال برنامجه “الاصلاحي الاقتصادي لخراب البلد”..
يبقى أن زلزال جنبلاط كان أعلى درجة في ميزان ريختر السياسي اللبناني. لا شماتة في الموت، ولكن باي باي “ثورة البلح” وحشرك مع ربيبتك “قرنة شهوان”! سبحان الدايم وضيعان الملايين.
Leave a Reply