صخر نصر
وأخيرا وصل الشاب محمد مع خطيبته من لبنان بعد انتظار دام أشهرا للحصول على الفـيزا، وتمت الامور على خير وستبدأ مرحلة جديدة فـي حياة الشابين فـي انشاء عائلة عربية اميركية جديدة تضاف إلى المجتمع العربي الأميركي الذي ننتمي اليه جميعا.
ولا يسعنا هنا إلا أن نبارك لمحمد وعروسه على خطوتهما، ونتمنى لهما السعادة والاستقرار كما نتمناه لكل أبناء الجالية الذين ينوون الزواج بواحدة من بلادنا الأم أو من بنات الجالية العربية الاميركية اللواتي يعشن هنا فـي أميركا، ومعظمهن من المثقفات وخريجات الجامعات والمعاهد المتخصصة والمميزات بأدبهن وأخلافهن كسائر الجالية.
وربما تكون الصبية زينب مختلفة بعض الشيء عن عروس محمد فقد غادرت زينب الى الوطن الام فـي زيارة طويلة نسبيا وسرعان ما اعلنت خطوبتها على شاب من جيرانها هناك وتمت الأمور بسرعة لتكتشف بعد ذلك أن الشاب لم يكن يحبها وإنما كان ذلك لغرض حصوله على الفـيزا والاقامة فـي أميركا وانه مثل دوره بشكل بارع وعلى الرغم من اعتراض الأهل فقد فسخت خطوبتها وعادت إلى هنا بدون عريسها الذي كان بالنسبة لها فارس أحلام .
هاتان الحالتان وغيرهما الكثير من الحالات التي انتهى بعضها نهايات سعيدة، ومعظمها مني بالفشل الذريع، فحالات الطلاق والهجر بين أفراد الجالية كثيرة جدا لدرجة غير معقولة وأنها إذا ما قورنت بأي مجتمع فـي بلادنا العربية وفق بيئة مشابهة من حيث الثقافة وعدد السكان تجد أن عدد حالات الطلاق هنا تكون أضعافا مضاعفة عن المجتمع فـي بلدنا الأم وهذا ما يطرح سؤالا كبيرا عن السبب؟ فهل هو بسبب الحرية التي تتمتع بها المرأة هنا فـي المجتمع الاميركي؟ واستقلالها المادي عن زوجها وامكانية الاستغناء عن (خدمات) الزوج ودوره فـي المؤسسة الزوجية أم إن هناك أسباباً أخرى ابرزها الزواج غير المتكافىء والمبني أساساً على المصلحة ومنها الحصول على الجنسية الأميركية عن طريق الزواج وبالتالي تفكك هذه المؤسسة بعيد الحصول على الجنسية أو على الإقامة (الغرين كارد).
إن الزواج غير المتكافىء والمبني على المصالح والمنافع المتبادلة سرعان ما ينهار، والانهيار الأسروي ليس كارثيا إلا فـي حال وجود أطفال حيث يدفع هؤلاء ثمن رعونة أبويهم أو استهتار أحدهما، فالطفل لاينمو جسديا ونفسيا بشكل صحيح إلا بكنف والديه معا، وفـي كنف المؤسسة الزوجية التي تحافظ على الطفل مهما كانت ثقافة الابوين، وللأسف فإن معظم حالات الطلاق تمت بين الأوساط المتعلمة تعليما عاليا من أبناء الجالية، وهذا مؤشر خطير جدا على الأسر والأطفال الذين يحصدون مازرعه آباؤهم،
وبالعودة إلى ما بدأنا به حول اختيار الشريك من البلد الأم والذي يكون إيجابياً من حيث المبدأ شريطة ألا يكون محسوبا بالورقة والقلم وبمقياس الربح والخسارة لكي لا ينتهي مشروع الزواج نهاية تترك آثارا لاتمحوها السنون.
Leave a Reply