هل يمكن أن تشهد منطقة ديترويت كارثة مشابهة؟
غايلورد
ضربت زوبعة نادرة شمال ولاية ميشيغن، يوم الجمعة الماضي، ما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة 44 آخرين، عدا عن الخسائر المادية الفادحة التي مني بها السكان المحليون.
وكانت مدينة غايلورد الواقعة في مقاطعة أوتسيغو، مركز الزوبعة المدمرة التي تجاوزت سرعتها 150 ميلاً بالساعة، حيث تمزقت أسطح المباني وسقطت الأشجار وقُطعت خطوط الكهرباء، إلى جانب الخسائر البشرية غير المسبوقة منذ ربع قرن.
ودفعت الكارثة، حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، إلى إعلان حالة الطوارئ في المقاطعة، فيما توجه نائب الحاكمة، غارلين غيلكريست، إلى المنطقة لتفقد الأضرار خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم.
وتعتبر زوبعة غايلورد، الأسوأ في ميشيغن –من حيث عدد الضحايا– منذ الزوبعة التي ضربت مدينة هايلاند بارك في منطقة ديترويت يوم الثاني من تموز (يوليو) 1997 وتسببت بإصابة نحو 90 شخصاً.
وبحسب السجلات الرسمية المتوفرة، احتلت زوبعة غايلورد، المرتبة 16 بعدد المصابين والمرتبة 21 بعدد الوفيات ضمن قائمة الزوابع التي ضربت ولاية ميشيغن منذ العام 1950.
ويشار إلى أن الزوبعة التي بلغ عرضها 200 ياردة سارت لمسافة 16.6 ميلاً، وظلت نشطة لمدة 20 دقيقة تقريباً، وفقاً لمركز خدمة الأرصاد الجوية في غايلورد.
وأشار جيم كيسور، خبير الأرصاد في المركز، إلى أن «ميشيغن لا تتعرض للكثير من الزوابع والأعاصير مقارنة بأجزاء أخرى من البلاد»، كما أن الزوابع التي تضرب الولاية نادراً ما تتسبب بسقوط ضحايا، لأنها في الغالب تحدث ضمن مناطق نائية.
وبحسب الوكالة الوطنية، تتعرض ميشيغن بالمتوسط لنحو 15 زوبعة في السنة، ومعظمها لا يتسبب بأية إصابات بشرية على الإطلاق.
ومن حيث سرعة الرياح، كانت آخر مرة تشهد فيها ميشيغن زوبعة بهذه الشدة، يوم 15 آذار (مارس) 2012 في مقاطعة واشطنو.
وفي المجموع تسببت الزوابع في ميشيغن، بمصرع سبعة أشخاص فقط منذ العام 1990، بمن فيهم الشخصان اللذان فارقا الحياة في غايلورد، وكلاهما في السبعينيات من العمر.
وتفيد السجلات بأن أغلبية أعاصير ميشيغن، خلال العقود الأخيرة، وقعت ضمن مناطق نائية بعيدة عن التجمعات الحضرية الكبرى، غير أن أنحاء الولاية كافة تبقى عرضة لهذا النوع من الكوارث الطبيعية، لاسيما في ظل ظاهرة التغير المناخي.
ولفت كيسور إلى أنه لو حادت زوبعة غايلورد نصف ميل فقط عن مسارها، لكانت لم تتسبب بأية أضرار مادية أو بشرية، مشيراً إلى أن زوبعة 20 مايو الحالي، هي الخامسة فقط التي تُسجّل في مقاطعة أوتسيغو منذ العام 1950، ولم تتسبب أية من الزوابع السابقة بسقوط ضحايا قط.
وأوضح أن آخر مرة تعرضت فيها المقاطعة لعاصفة رياح شديدة كانت عام 1998، عندما وصلت سرعة الرياح إلى 100 ميل في الساعة. وهو ما يبرر عدم وجود نظام إنذار مبكر ضد العواصف في المنطقة.
وقال كيسور «إن الرياح الشديدة غير شائعة في هذا الجزء من ميشيغن لأن البحيرات العظمى تمتص الطاقة من العواصف، خاصة في أوائل الربيع عندما تكون البحيرات شديدة البرودة».
بدوره، قال رئيس بلدية غايلورد، تود شارارد، عن زوبعة 20 مايو: «لم أر شيئا كهذا في حياتي». وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على شبكات التواصل دماراً كبيراً على طول الشارع الرئيسي بالمدينة الذي كان أشبه بساحة حرب، بعد تساقط الأشجار وأسلاك الكهرباء وتناثر الحطام من المباني المتضررة، فضلاً عن الخراب الكامل الذي ضرب منتزهاً للمنازل المقطورة (ترايلر بارك). وعدداً من الأحياء السكنية في المدينة.
وبالتوازي مع أعمال تنظيف وإزالة آثار الدمار التي بادر إليها السكان المحليون، تمكنت طواقم الصيانة من استعادة التيار الكهربائي بالكامل بعد عدة أيام من الكارثة التي أدت إلى انقطاع الخدمة عن سكان غايلورد البالغ عددهم نحو أربعة آلاف نسمة. وبحلول الأربعاء الماضي، بدأت طواقم وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية (فيما) بتفحص الأضرار التي لحقت بالمنطقة من أجل تحديد ما إذا كانت تستوجب تدخل الحكومة الفدرالية لإغاثة السكان.
Leave a Reply