جونسن شحادة
بعد ٣٥ عاماً على تأسيسه، انتقلت وكالة السيارات العريقة «سوبيريار بيويك جي أم سي» (Superior Buick GMC) إلى ملكية جديدة، بشراء الزوجين العراقيين بسام وتانيا روبين للمعرض والوكالة من مالكهما الأصلي، والتر شوارتز، مما يجعله احد الوكالات القليلة لسيارات «جي أم» المملوكة من قبل المهاجرين العراقيين.
وعلى الرغم من أن الزوجين روبين استلما الوكالة والمعرض منذ أقل من شهر، فقد أدى منهجهما المتمثل بالتدريب العملي المهني الذي اتبعاه فـي الأعمال اليومية، لوصولهما الى احتلال أعلى رقم مبيعات ضمن وكالات «جي أم» لبيع السيارات فـي البلاد خلال أول أسبوعين من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري، متخطين بذلك التوقعات، وهذا إنجاز ليس بالهين خصوصا فـي مدينة معروفة تقليدياً بأنها «مملكة فورد».
لكن الزوجين الكلدانيين قالا ان المعرض لا يقتصر فقط على بيع السيارات وجني الأرباح، ولكن أيضا على خدمة وردّ الجميل للجالية على قدر ما بوسعهما.
«أريد بناء علاقات إنسانية مع المجتمع» قال بسام روبين، مضيفاً «بدأنا بتقديم القليل، ولكن هذه البداية، ونحن نريد أن نساهم فـي نهضة ومشاريع الجالية العربية فـي هذه المدينة ونريد مساعدة الناس وتقديم افضل الخدمات لهم».
على عكس الحال لدى معظم وكالات بيع السيارات، يريد الزوجان تكريس القيم العربية الأميركية من خلال خدمة الزبائن، وإشعار الناس الذين يأتون للمعرض كأنهم جزء من الأسرة بدلاً من مجرد زبائن يتسوقون لسيارات «جنرال موتورز».
وقالت تاليا روبين التي تعرف جيداً كيف يدار المعرض «عندما يأتي أحد الزبائن إلى معرضنا، أريد له أن يشعر كأنه آتٍ الى بيتنا ونحن نعاملهم على هذا النحو».
ويريد الزوجان أيضاً تحسين حياة موظفـيهما. وقال بسام لا يوجد عدد كافٍ من الميكانيكيين العرب فـي ميشيغن المجازين للعمل على تصليح سيارات جنرال موتورز، مما يعيق قدرتهم فـي العثور على وظائف بأجور أعلى ويبطئ التقدم الوظيفـي لديهم. واردف انه يتواصل مع موظفـيه على المستوى الفردي لايجاد افضل السبل لمساعدتهم فـي الحصول على الرخصة الميكانيكية من الولاية مما يزيد من رواتبهم.
واستطرد «بعض الناس لم تتوفر لهم الفرص المناسبة من أجل تطوير مهاراتهم، لكنني متأكد من أنهم قادرون على إنجاز التقدم المطلوب لو اتيحت لهم الفرص. نحن سنقدم المساعدة ونفتح باب الفرص أمام الراغبين فـي تطوير مهاراتهم وبالتالي تحسين أوضاعهم الوظيفـية».
فـي أوائل عام ١٩٨٠ خرجت عائلة روبين من العراق هرباً من لظى الحرب بين إيران والعراق. وانتقلت العائلة إلى الأردن فـي البداية، ولكنها وجدت نفسها فـي إيطاليا ثم اليونان، قبل أن تستقر فـي الولايات المتحدة فـي أواخر عام ١٩٨٢.
وعن هذه التجربة ذكر بسام «لم يكن لدينا أي شيء عندما وصلنا إلى هنا، إخوتي وأنا عملنا فـي البداية فـي مصنع عصير «ايفرفريش»، وكنت اعلم انه يتوجب علي العمل على امتلاك عملي الخاص، لأنني أعتقد بان هذا هو الطريق الأفضل للنجاح فـي بلد الفرص والأحلام».
ولقد وجد بسام نفسه لا يصلح لعمل المصنع فترك وظيفته فـي «ايفرفريش» بعد عام. وقال انه جاء إلى أميركا ليصبح رجل أعمال. وعندما وصل الى سن ٢٤ عاماً قال ان حلمه هذا تحقق.
وحوَّل الزوجان دار حضانة كان يملكها والد تانيا إلى معرض «بي تي» لبيع السيارات المستعملة فـي ديترويت. وكانت تانيا تبلغ ١٩ عاماً من العمر عندما بدأت العمل بينما كانت منتسبة أيضاً فـي الكلية، للحصول على شهادة فـي الإقتصاد والمال من جامعة «وين ستايت». على الرغم من أنهما كانا يافعين وواجها معاً أوقاتاً صعبة، لكن أعمال الزوجين ازدهرت.
«لقد عملنا معا كفريق واحد»، ذكرت تانيا وأضافت «ساعد الأخ الأكبر بسام بالاستثمار المالي الأولي وأعطانا الدفعة الأولية التي نحتاجها. بعد ذلك، استقلينا لوحدنا وانطلقنا».
ثم باع الزوجان معرض «بي تي» للسيارات فـي عام ٢٠٠٥ وأصبحا تاجرين بالجملة للمركبات المستعملة لتزويد اصحاب المعارض الاخرى بأرتال كافـية من السيارات. وقدموا السيارات لوالتر شوارتز خلال الأزمة المالية عام ٢٠٠٨، حيث كان يخسر المال على كل سيارة يقدمانها له. ولكن شوارتز كان فـي حاجة إلى جردة روبين من أجل استمرار معرضه، وفـي المقابل وعد بمساعدة الزوجين لشراء المعرض عندما يقرر التقاعد. وفـي أواخر عام ٢٠١٤ وفى شوارتز بوعده وبدأ عملية التسليم للزوجين ليصبحا المالكين الجديدين لـ «سوبيريار بيويك جي إم سي».
وتابعت تانيا «لقد جمع شوارتز ٣٥ سنة من سنوات العمل الشاق، لذا فإنه لن يعطيه لأي شخص قد يفرط فـيه ويجعله هباءاً منثوراً». وأضافت «كان يعلم أننا سنطور المعرض ونحافظ على وجوده وازدهاره».
على الرغم من أن الزوجين قد شهدا ازدهار جهودهما التجارية وأعمالهما الاستثمارية، فقد حافظا على العقلية الواقعية للوصول إلى النجاح.
وختمت تانيا بنصيحة تفـيد«لا تدع غرور النجاح يصل لرأسك. وابق متواضعا فـي عملك».
«جنرال موتورز» تكرّم سامي شعيتو كأفضل بائع سيارات « جي أم سي» لعام ٢٠١٤
سامي شعيتو هو بائع سيارات لأكثر من ثلاثة عقود وموظف مخضرم فـي معرض سيارات «سوبيريار بيويك جي أم سي»، حصل على جائزة أعلى مبيعات لسيارات «جي أم» لعام ٢٠١٤. وقدم له الجائزة التكريمية جيف كيرن، نائب الرئيس للمبيعات فـي شركة «جي أم سي» وعضو فريق ديترويت ليونز الرياضي غولدن تيت، وذلك ضمن حفل خاص جرى خلال فعاليات معرض السيارات الدولي فـي أميركا الشمالية لعام ٢٠١٥ الذي إنعقد مؤخراً فـي قاعة كوبو فـي ديترويت.
وقال شعيتو بعد التكريم «لم أكن لأحصل على هذه الجائزة لولا دعم الجالية العربية الأميركية»، وأضاف «أريد أن أشكر أبناء الجالية فرداً فرداً على ولائهم وإخلاصهم فـي التعامل معي».
شعيتو بدأ مهنة بيع السيارات منذ ما يقرب من ٣٥ عاماً ودشن حياته المهنية فـي عام ١٩٨١ عندما عمل فـي معرض سيارات «داتسون» فـي سان خوسيه، بكاليفورنيا، ثم اصبح مدير المبيعات لشركة «انفنيتي» فـي لاس فـيغاس، بولاية نيفادا. ثم انتقل إلى ميشيغن مع ابنته والتحق بـ«سوبيريار بيويك جي أم سي» حيث عمل على مدى السنوات الـ ١٣ الماضية.
ويعتزم شعيتو الاستمرار فـي بيع السيارات والتركيز على مشروعين تجاريين جديدين، واحد منهما تنظيم رحلات تربوية، من خلال شركة «ALZ للسياحة»، وقال شعيتو إنه يريد تخفـيف عبء التكلفة لدى الآباء والأمهات، «مما سيسمح للمزيد من الطلاب لرؤية أعظم المعالم فـي أميركا».
وأوضح شعيتو ان الفكرة نجمت عندما «كنت ارافق ابنتي فـي رحلة مدرسية إلى العاصمة واشنطن وأعجبت جداً بالمتاحف والنصب التذكارية. كل طالب فـي البلاد يجب ان يذهب الى العاصمة على الأقل مرة واحدة فـي الحياة».
ويشارك شعيتو فـي العمل الخيري لجمع المال لمؤسسات غير ربحية مثل مؤسسة «روسو وكلية بايلور برغر» للطلاب الذين يعانون من التوحد، والتي تتواجد فـي غاردن سيتي.
ورغم ذلك لم يخفف شعيتو من نشاطه ببيع السيارات، حيث باع ما مجموعه ٥٢ سيارة فـي معرض «سوبيريار بيويك جي أم سي» فـي كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وهو رقم قياسي بحد ذاته.
Leave a Reply