سامر حجازي – «صدى الوطن»
يشعر العروسان راشد وزينب بالإحباط الشديد إثر تعرض منزلهما الواقع في مدينة ديربورن هايتس –في شهر آب (أغسطس) الماضي– لاقتحام لصوص قاموا بسرقة مجوهرات بينها، خاتم العروس، إضافة إلى سرقة بعض الأدوات الالكترونية وبطاقات الائتمان البنكية «كريدت كارد».
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الحادثة، تحولت المرارة لدى الزوجين العربيين الأميركيين إلى استياء وغضب، عندما قالت شرطة مدينة ديربورن هايتس بأنها قد وجدت المجوهرات المسروقة في متجر محلي للرهن pawn shop وأخبرتهم أنه إذا كانا يرغبان باسترجاع المسروقات فعليهما أن يدفعا ثمنها للمتجر الذي قام بشرائها من اللصوص.
وتشك شرطة المدينة بأن رجلا وامرأة، مرتبطين بشبكة لصوص كبيرة تنتشر في عدة مدن، هما وراء اقتحام البيت الواقع بالقرب من تقاطع شارعي فورد وأوتر درايف وسرقة بعض محتوياته الثمينة.
وفي التفاصيل، وقعت الحادثة في 11 آب (أغسطس) الماضي، حيث اكتشفت زينب فور عودتها من النادي الرياضي أن منزلها قد تعرض للاقتحام والسطو، حيث سرقت منه مجوهرات بقيمة تسعة آلاف دولار من ضمنها خاتم زواجها العزيز على قلبها.
وقد عبرت زينب عن صدمتها لـ«صدى الوطن» في تلك اللحظة قائلة: «لقد كنت مصدومة ومستاءة للغاية، فذلك الخاتم كان الأكثر قيمة بالنسبة لي، وكان هو الشيء الوحيد الذي أردت استرجاعه لأنه يعني لي شيئاً كبيراً.. أما الأشياء الأخرى فهي مجرد أشياء مادية».
وأشارت زينب إلى أنها اتصلت بالشرطة على الفور، كما أنها قامت خلال ساعة من الزمن بالاتصال بشركات الائتمان (كريدت كارد) وأخبرتها أن بطاقاتها الائتمائية قد سرقت، ولكن جاءت اتصالاتها متأخرة بعض الشيء، حيث علمت على الأثر أن اللصوص قد قاموا باستعمال بطاقتها لشراء أغراض بقيمة ألف دولار من متجر وولمارت في مدينة روزفيل.
من ناحيته، اشتكى راشد من بطء شرطة ديربورن هايتس في التعامل مع الحادثة وجمع الأدلة التي تقود الى التعرف على الجناة، الأمر الذي دفعه وزوجته إلى العمل بنفسيهما للبحث عن أية خيوط تكشف حقيقة ما حدث ذلك الصباح.
وخلال أيام تمكن الزوجان من اللقاء بإدارة متجر وولمارت في مدينة روزفيل واستطاعا الحصول على شريط تصوير لكاميرات المراقبة، يظهر رجلا أسود وامرأة سوداء وهما يقومان باستخدام البطاقة الائتمانية المسروقة.
وقد حاول الزوجان الضغط على شرطة ديربورن هايتس لتسمح بإيصال ذلك الشريط إلى وسائل الإعلام، مما قد يساعد المواطنين على التعرف على السارقين، ولكن الأيام مرت، وتلتها الأسابيع، ولم يسمع الزوجان العربيان عن أي تقدم في قضية تعرض منزلهما للسرقة، وهو الأمر الذي تسبب لزينب بمزيد من الخوف والتوتر وعدم الاستقرار.
وفي هذا السياق، قالت زينب: «لقد بدأت أشعر بالضيق والخوف، فعند كل صوت أو ضجة أسمعها، أشعر بعدم الأمان وبالاستهداف، ولقد انتابني نتيجة ذلك نوبات من التوتر والخوف لمدة شهرين».
وبعد أسابيع من التأخير، بدأ راشد وزينب يلاحقان القضية بنفسيهما وقاما بالتواصل مع «القناة السابعة» لتوصيل مقطع الفيديو الذي صورته كاميرات المراقبة في متجر وولمارت في مدينة روزفيل، وبالفعل فقد قامت القناة السابعة ببث الخبر عبر شبكة الاشتراك المحلية، بما فيها صور كاميرات المراقبة.
وخلال ساعات، اتصل بشرطة ديربورن هايتس بعض المشاهدين الذين تعرفوا على السارقين، واكتشفت شرطة المدينة أن السارق الأسود قد تم اعتقاله من قبل شرطة مدينة ديربورن لكونه مشتبها في جريمة سرقة أخرى، كما أن شرطة مدينة ديربورن كانت تلاحق المرأة السوداء، شريكته في السرقة، ولكنها لم تتمكن من إيجاد أثرها، إلا أنها وجدت (الشرطة) فاتورة من متجر للرهن، بإسم «موتور سيتي باون بروكر» في ليفونيا، ويبدو أن المرأة السوداء المشتبه بها قد تمكنت من بيع المجوهرات والالكترونيات لذلك المتجر لقاء مبلغ 2900 دولار.
وعند معرفتهما بأن المسروقات متواجدة لدى المتجر، شعر الزوجان بارتياح لم يدم طويلاً، فقد أخبرتهما الشرطة أنهما إذا أرادا استرجاع المسروقات عليهما شراؤها ودفع ثمنها للمتجر.
وحول هذه المسألة، قال قائد شرطة ديربورن هايتس لي غافين لـ«صدى الوطن»: إن قوانين الولاية تنص على أنه بإمكانهما شراء المسروقات الخاصة بهما وسوف تقوم شركات التأمين بالتعويض لهما.
وبالفعل، قام راشد وزينب الأسبوع الماضي بشراء المجوهرات المسروقة من المتجر بمبلغ 2300 دولار، ورغم ذلك ما يزال الزوجان يشعران بعدم الرضا عن الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع قضيتهما. وقال راشد: «منذ البداية عندما حدث ما حدث، كان علينا أن نقوم بالتحريات بأنفسنا، لقد وجدنا متجر وولمارت الذي تم فيه استخدام بطاقتنا الائتمانية، وقمنا بإخبار الشرطة على الفور وطلبنا من عناصرها أن يبادروا إلى القيام بواجبهم ولكنهم لم يفعلوا شيئا. لقد استمرينا بالضغط على الشرطة لتفعل شيئا، وبعد شهرين استطعنا التواصل مع القناة السابعة، في الأثناء قامت شرطة المدينة المجاورة (شرطة ديربورن) بالقبض على أحد السارقين».
وحينها، لم تؤكد شرطة مدينة ديربورن هايتس، فيما إذا كانت شرطة مدينة ديربورن قد قبضت على كلا السارقين أم لا. وفي هذا السياق، قال النقيب مايكل بيتري الذي كان مضطلعا في القضية: «إن السارقين كانا عضوين في حلقة كبيرة من اللصوص تنشط في عدة مدن»، لذلك لم يتمكن من نشر أية معلومات إضافية. وأضاف: «بحسب علمي فقد كانت التحقيقات جارية مع المشتبهين الذين من الممكن أنه مقبوض عليهم في ديربورن، وقد أرسلنا هذه المعلومات إلى مكتب المدعي العام في مقاطعة وين».
وعبر قائد الشرطة لي غافين عن استيائه من اللوم الملقى على دائرته بالتقصير، وقال: «لقد قمنا بكل ما يمكننا فعله في هذه القضية، وعلى الأرجح سوف تتم محاكمة الجناة، ولكن لا يمكننا إثبات أنهما هما الشخصان اللذان قاما باقتحام المنزل وسرقة محتوياته حتى الآن».
راشد وزينب قاما باسترجاع المجوهرات، لكن ماتزال هنالك بعض الأجهزة الالكترونية بينها تلفاز وجهاز لابتوب ما زالا محتجزين لدى شرطة ديربورن بانتظار نهاية التحقيق.
ويوم الخميس الماضي، تلقت زينب رسالة نصية من شرطة ديربورن هايتس مفادها أن شرطة ديربورن قد تمكنت من القبض على المرأة السوداء المشتبه بها.
Leave a Reply