ديترويت – سجلت مدينة ديترويت، كما العديد من المدن الأميركية، زيادة كبيرة في حوادث إطلاق النار وجرائم القتل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث شهدت المدينة مقتل أربعة أشخاص وإصابة 25 آخرين وفقاً لقائد الشرطة جيمس كريغ الذي أرجع هذا الارتفاع الكبير في وتيرة العنف إلى «التوتر الهائل» الذي يعاني منه السكان بعد إجبارهم على البقاء في المنازل منذ أشهر بسبب وباء كورونا.
وتشير البيانات الرسمية، إلى أنه بين يومي الجمعة والأحد الماضيين –أي في أول عطلة نهاية أسبوع خلال صيف 2020– استجابت شرطة ديترويت لـ18 حادثة إطلاق نار، من بينها اعتداء مسلح على حفلة منزلية في شرق المدينة أسفر عن سقوط خمسة جرحى.
وقال كريغ إن اثنتين من جرائم القتل التي وقعت خلال نهاية الأسبوع الفائت، نجمتا عن جدالات شخصية بين أفراد يعرفون بعضهم البعض. ولقي آخر مصرعه بسبب خلاف على المخدرات، فيما قتل رابع في حادثة سطو محتملة.
ومن بين ضحايا عطلة نهاية الأسبوع المنصرم أيضاً، أصيب رجل (37 عاماً) وابنتاه (9 و10 أعوام) بجروح خطيرة بعد تعرضهم لإطلاق نار كثيف، أثناء قيامهم بإشعال المفرقعات النارية أمام منزلهما على شارع بلاينفيو بغرب المدينة.
واستمرت وتيرة العنف في ديترويت خلال الأسبوع المنصرم، حيث أصيب ثمانية أشخاص بجروح وقتل مراهق في خمسة حوادث إطلاق نار متفرقة وقعت في غضون عشر ساعات من يوم الثلاثاء الماضي.
واعتبر قائد شرطة ديترويت، أن أمر البقاء في المنازل الذي فرضته حاكمة ولاية ميشيغن –غريتشن ويتمر– لمكافحة وباء كورونا، تسبب في ارتفاع منسوب «الاستياء» و«التوتر» بين السكان مما أدى إلى ارتفاع معدل جرائم العنف في المدينة منذ بداية العام 2020، بنسبة 7.5 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وفي المقابل، لفت كريغ إلى أن أمر البقاء في المنازل ساهم من جهة أخرى، في كبح جرائم الملكية في المدينة، مثل سرقة المنازل والسيارات، التي تراجعت بنسبة 16 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
ومنذ مطلع العام 2020، حتى 22 حزيران (يونيو) الجاري، شهدت ديترويت مقتل 134 شخصاً في حوادث إطلاق نار مميته، مقارنة بحوالي 100 قتيل خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة بنسبة 32.7 بالمئة. فيما ارتفع عدد الجرحى بحوادث إطلاق النار بنسبة 55 بالمئة، من 276 إلى 427 جريحاً خلال العام الجاري، وفقاً لإحصاءات الشرطة.
وأشار كريغ إلى أن هناك أيضاً زيادة في وتيرة العنف مؤخراً في العديد من المدن الأميركية الكبيرة مثل شيكاغو ونيويورك ولوس أنجليس ومينيابوليس، مرجعاً ذلك إلى «الإحباط» من أوامر البقاء في المنازل لمكافحة فيروس «كوفيد–19» فضلاً عن الاحتجاجات ضد الشرطة التي أنهكت العديد من الدوائر.
وقال: «لقد توقّعنا في وقت مبكر… أنه بسبب كورونا وبالتأكيد أمر البقاء في المنزل، سيكون هناك توتر وضغوط هائلة» لافتاً إلى أن مخاوفه ظهرت في نوعية الجرائم التي شهدتها المدينة في الآونة الأخيرة، والتي قال إن معظمها عمليات إطلاق نار «عبثية» نشأت عن نتيجة جدالات بين أشخاص يعرفون بعضهم البعض في حفلات منزلية.
وتأتي زيادة حوادث إطلاق النار في ديترويت بالتزامن مع ارتفاع ملحوظ لجرائم العنف في العديد من المدن الأميركية، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد موجة احتجاجات وطنية تقودها حركة «حياة السود مهمة» للحد من تمويل الشرطة على خلفية مقتل الإفريقي الأميركي جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، شهدت مدينة شيكاغو، 104 حوادث إطلاق نار، فيما سجلت نيويورك معدل حادثة إطلاق نار واحدة كل ساعة بين يومي الجمعة والأحد الماضيين.
Leave a Reply