واشنطن – «صدى الوطن»
شهدت ولاية ميشيغن ارتفاعاً كبيراً في معدل الانتحار بين العامين ١٩٩٩ و٢٠١٦، وفقاً لإحصاءات رسمية نشرها «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي) الأسبوع الماضي.
وتشير البيانات إلى أن حوادث الانتحار في ميشيغن خلال العام ٢٠١٦، زادت بنسبة ٣٣ بالمئة مقارنة بما كانت عليه عام ١٩٩٩، في حين بلغت الزيادة على مستوى الولايات المتحدة بأكملها ٢٥ بالمئة، من ضمنها ٧ ولايات سجلت زيادة تجاوزت ٤٠ بالمئة (انظر الخريطة).
ووفقاً لـ«سي دي سي»، انتحر نحو 45 ألف أميركي في العام 2016، وقال المركز إن من بين الظروف التي تساهم في زيادة معدلات الانتحار المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وضعف مهارات حل المشكلات.
يشار إلى أن الولاية الأميركية الوحيدة التي سجلت انخفاضاً في معدلات الانتحار مقارنة بالعام ١٩٩٩ كانت ولاية نيفادا (–١ بالمئة)، أما أعلى زيادة فكانت في ولاية نورث داكوتا (٥٧.٦ بالمئة).
وقالت لين ستافين، المتحدثة باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في ميشيغن: «إن حوادث الانتحار تتزايد في ولاية ميشيغن وكذلك في جميع أنحاء البلاد وهو أمر مثير للقلق»، لافتة إلى أن الأعوام القليلة الماضية شهدت «انتحار نحو 1,400 شخص سنوياً في ولايتنا».
الذكور البيض هم الأكثر انتحاراً
وكشفت إحصاءات المركز الفدرالي أن ٧٠ بالمئة من ضحايا الانتحار في ميشيغن كانوا من الذكور البيض خلال العام ٢٠١٦، الذي شهد انتحار ١,٣٦٤ شخصاً من سكان الولاية مقارنة بـ٩٧٤ عام ١٩٩٩.
وقد احتل الانتحار المركز العاشر في قائمة أسباب الوفيات في ميشيغن، غير أنه كان السبب الثالث لوفيات الذكور البيض بين ٥ و١٤ عاماً، والسبب الثاني للفئة العمرية ١٥–٣٤ عاماً، والرابع للرجال البيض الذين تتراوح أعمارهم بين ٣٥ و٤٤ عاماً.
ومنذ العام ١٩٩٩، شكل البيض (ذكور وإناث) ٨٨ بالمئة من ضحايا الانتحار في الولاية، مقابل ٨ بالمئة من السود، وفقاً لـ«سي دي سي».
وعلى مستوى مقاطعة وين، تشير الإحصاءات إلى انتحار ٣,٥٩٢ شخصاً بين العامين ١٩٩٩ و٢٠١٦، بمعدل ١٠.٥ حادثة انتحار لكل مئة ألف نسمة. وقد شكل الذكور البيض نسبة ٥٣ بالمئة منهم، علماً بأن العرب الأميركيين الذين يشكلون شريحة أساسية من سكان المقاطعة يعدون ضمن فئة البيض، وقد فجعت الجالية العربية بانتحار العشرات من أبنائها، وفقاً لما رصدته «صدى الوطن» خلال السنوات الـ١٨ المشمولة بدراسة «سي دي سي».
أما أبرز وسائل الانتحار في عموم ميشيغن، فكانت عبر استخدام الأسلحة النارية (٥١ بالمئة)، ثم الاختناق (٢٥ بالمئة)، والجرعات الزائدة (١٨ بالمئة).
وقد أشار مركز «سي دي سي» الفدرالي إلى أن ٩٠ بالمئة من محاولات الانتحار تبوء بالفشل.
أسباب الانتحار
أوصى مركز «سي دي سي» بوضع سياسات واسعة لتفادي الانتحار تشمل زيادة الدعم الاقتصادي من الولايات ودعم الأصدقاء والأسر التي تعاني من انتحار أحد أفرادها، وتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الانتحار ومساندتهم.
وأورد تقرير المركز أن ٥٤ بالمئة ممن أقدموا على الانتحار في الولايات المتحدة بين العامين ١٩٩٩ و٢٠١٦، لم يكن لديهم تاريخ معروف من الاضطرابات أو الأمراض العقلية، وقد عدّد التقرير أبرز العوامل الدافعة للانتحار وفق الآتي:
– علاقات عاطفية (42 بالمئة)
– كارثة ضاغطة (٢٩ بالمئة)
– الإدمان على المخدرات (٢٨ بالمئة)
– مشاكل صحية (٢٢ بالمئة)
– مشاكل مالية أو مهنية (١٦ بالمئة)
– مشاكل قانونية جنائية (٩ بالمئة)
– فقدان السكن (٤ بالمئة)
وأوضحت ستافين إن معظم جهود الوقاية من الانتحار في ميشيغن تقوم بها منظمات ووكالات محلية. كما تلقت الولاية مؤخراً منحة فدرالية بقيمة ٧٣٦ ألف دولار أميركي للوقاية من الانتحار لدى الشباب، وقد تم تخصيصها لتمويل برامج في مقاطعتي أوكلاند وماركويت لتدريب العاملين في مجال الصحة العقلية والنشطاء الذين لهم اتصالات مباشرة مع أعداد كبيرة من السكان، مثل المعلمين والمدربين الرياضيين والقادة الروحيين، لتمكينهم من التعرف على الأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية، والتدخل المبكر لإنقاذهم من الانتحار.
ويحث المسؤولون الأشخاص الذين يفكرون في إنهاء حياتهم، على الاتصال بالخط الساخن: ٨٠٠.٢٧٣.٨٢٥٥
Leave a Reply