واشنطن، طرابلس – قام رئيس وزراء ليبيا علي زيدان الأسبوع الماضي بزيارة إلى الولايات المتحدة التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين الأميركيين من بينهم وزير الخارجية جون كيري (يوم الثلاثاء) وأعضاء في الكونغرس الأميركي فيما أعرب مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي عن قلقه حيال تدفق الأسلحة من ليبيا الى الدول المجاورة ومصير آلاف المعتقلين سراً لدى الميليشيات المنتشرة في البلاد التي تعمها الفوضى.
زيدان |
وفي قرار إتخذ بالإجماع أعرب أعضاء المجلس الخمسة عشر «عن قلقهم حيال الإنتشار غير المشروع في المنطقة لأسلحة ومعدات من جميع الأنواع واردة من ليبيا ولا سيما الأسلحة الثقيلة وصواريخ أرض جو محمولة» لاسيما بعد ورود تقارير مؤكدة عن انتقال كميات كبيرة من السلاح الليبي الى داخل الأراضي السورية عبر دول مجاورة أبرزها تركيا.
وسعى زيدان خلال زيارته الأميركية الى تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين التي تأثرت في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية ببنغازي في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. وجاءت نتائج مساعي زيدان في هذا الشأن فورية حيث أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام الزيارة (الاربعاء الماضي) تعيين الدبلوماسي ديبوراه جونز سفيرة في ليبيا بانتظار موافقة مجلس الشيوخ.
وتعمل جونز حالياً في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن بعد ان عملت سفيرة في الكويت من العام 2008 الى 2011. وطوال سنوات عملها الـ31 في وزارة الخارجية ارسلت جونز خصوصا الى الشرق الاوسط حيث عملت في سوريا والامارات العربية المتحدة وتركيا. كما تولت منصب مديرة مكتب شؤون شبه الجزيرة العربية من 2002 الى 2004.
كما سعى زيدان خلال زيارته إلى الحصول على مساعدة أمنية أميركية تشمل تدريب وتسليح أجهزة الشرطة والأمن الليبية لضبط الوضع الأمني في البلاد والمساهمة في حماية الحدود الليبية.
وكان زيدان أعلن مؤخرا عن تشكيل قوة عسكرية من الجيش والشرطة لاقتحام مقار الكتائب المسلحة بمدينة طرابلس، معتبرا أن هذه المقار قد تحولت إلى أوكار لممارسة كافة أشكال الموبقات.
ويرى خبراء أنه على الرغم من تنظيم السلطات الليبية حملة لجمع السلاح من المواطنين منذ أشهر إلا أن قادة ليبيا الجدد يجدون صعوبة فى فرض سيطرتهم خاصة فى ظل تبنيهم نهجا مزدوجا فى التعامل مع هذه المليشيات وذلك بالتعهد بتفكيك ما يسمونها “المليشيات المارقة” التى تعمل بدون تصريح حكومى مع تقديم الدعم لعدد من الجماعات المسلحة القوية المرخص لها وهو ما وصفه البعض بتقسيم هذه المليشيات إلى شرعية وغير شرعية.
وكان المجلس الأعلى للثوار الليبيين طالب اليوم الاثنين المؤتمر الوطني الذي يعمل كبرلمان للبلاد بحجب الثقة عن حكومة علي زيدان، التي اتهمها بالتصلب والتشبت في تعيين شخصيات موالية للنظام السابق في كل مفاصل الدولة. ويرى المجلس الذي يعتبر نفسه الجهة الشرعية الوحيدة في البلاد أن قانون العزل السياسي الذي يطالب بتبنيه يعد حقا مشروعا لحماية ثورة «17 فبراير» وأن إصداره يعد أمرا حتميا لا مساومة فيه ويجب الإسراع بتشريعه. وفيما تؤكد الكتائب المسلحة في ليبيا على الشرعية الثورية فإن بعض الإحصائيات تشير إلى وجود نحو 1700 من هذه الكتائب (الرسمية وغير الرسمية) في ليبيا تختلف فى تعداد أفرادها، حيث يعمل بعضها تحت إمرة وزارة الدفاع الليبية، ويطلق على هذه الجماعات اسم «تجمع سرايا ثوار ليبيا»، ولكن هذه السرايا لا تضم بعض المجموعات المسلحة التى تتمتع بنفوذ قوي مثل حركة «أنصار الشريعة» وغيرها من الجماعات المتشددة.
Leave a Reply