نك ماير – «صدى الوطن»
لم يكن العربي الأميركي زيكو زكي يتوقع أن يؤدي دور البطولة في المسلسل البوليسي «أف بي آي» الذي بثت شبكة «سي بي أس» موسمه الأول وتستعد لإطلاق موسمه الثاني في وقت لاحق من العام الجاري.
إذ كان الدور مصمماً بالأساس لكي يؤديه ممثل من خلفية لاتينية. لكن الممثل المصري الأصل استطاع بفضل أدائه الرائع أن يقنع المنتج التلفزيوني ديك وولف بتغيير مسار وهوية الشخصية لكي تتناسب مع الممثل العربي المسلم الشاب وخلفيته الثقافية والدينية.
يؤدي زكي شخصية العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، عمر أدوم زيدان، الملقب بـ«أو.أي.»، وهو أحد الشخصيات الرئيسية في العمل التلفزيويني الذي حظي بمتابعة لافتة خلال موسمه الأول بلغت 13 مليون مشاهد للحلقة الواحدة، وهو ما دفع القناة إلى البدء بإنتاج موسم ثانٍ من 22 حلقة أخرى.
وإضافة إلى نجاح العمل الدرامي الذي حقق أعلى نسب مشاهدة بين المسلسلات الجديدة التي عُرضت الموسم الماضي على شاشة شبكة «سي بي أس» التلفزيونية، جذب زكي الأنظار إليه بوصفه أول عربي أميركي يلعب دور البطولة لشخصية عربية في مسلسل أميركي، ما يعدّ سابقة في العروض الهوليوود، سواء التلفزيونية أو السينمائية التي كرست صوراً نمطية مسيئة للعرب والمسلمين، طوال العقود الماضية.
ففي حديث أجرته معه –مؤخراً– مجلة «فارايتي»، أعرب الممثل المصري الأصل عن أمله بالمساهمة في «تغيير التصورات النمطية حول العرب والمسلمين»، من خلال شخصية «أو.أي».
زكي من مواليد مدينة الاسكندرية في شمال مصر، وقد هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة، وهو طفلاً رضيعاً عمره شهر واحد.
نشأ زكي (29 عاماً) في ولايتي ديلاوير وبنسلفانيا وكان دائم السفر إلى مصر لزيارة أقاربه وأجداده خلال العطل الصيفية. وقد ظهرت موهبة زكي الذي يجيد اللغتين العربية والإنكليزية، خلال سنوات الدراسة في ثانوية يونيونفيل بضواحي فيلادلفيا.
وعن تجربته مع العنصرية كتب في مقال نشرته مجلة «التايم» الأميركية، قائلاً إنه كان في الصف السادس الابتدائي عندما وقعت هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، وكان زملاؤه يرمقونه بنظرات الشك والريبة قبل أن تستدعيه إدارة المدرسة، هو وباقي أقاربه في المدرسة، ليتم إخراجهم من الفصول الدراسية بدون معرفة الأسباب، وبدون إخبارهم عن المكان الذي سيتم نقلهم إليه.
وفي السنوات التي تلت الهجمات على برجي التجارة العالمية، أشار زكي إلى أنه كان هدفاً مستمراً للنكات العنصرية، وتلقيبه بـ«أسامة بن لادن»، وغيرها من الأوصاف الإرهابية، فقط لأنه مسلم. وقال: «في تلك الفترة، كان عمري 11 عاماً، لم أعرف أنني سأصبح ممثلاً، ولا كيف ستؤثر هجمات 11 سبتمبر على حياتي المهنية».
وأضاف: «حتى اليوم، تظل أدوار البطولة مكتوبة بشكل أساسي لأصحاب البشرة البيضاء، وفكرة أن يأتي عربي أميركي طوله 6.5 أقدام للعب دور البطولة، تظل فرصة محدودة، ولكن هذا يمكن أن يتغير مع المزيد من التنوع في هوليوود، عبر كتاب ومؤلفين جدد يكسرون القاعدة».
وكشف زكي عن أن الأدوار، التي كانت تُعرض عليه في الفترة التي سبقت تجسيده لشخصية «أو.أي.»، كانت تنحصر دائماً في تجسيد شخصيات نمطية لإرهابيين أو أشرار. وأكد ضرورة إحداث «تغيير ثقافي» في هذا الشأن.
وعن دوره في مسلسل «أف بي آي»، قال: «قدّم لي مدير أعمالي سيناريو المقطع التجريبي لشخصية تدعى «أو.أي». لكن الشخصية لم تكن تحمل صفة المسلم أو العربي، ولم يكن يوجد لها أي توصيف عرقي محدد، لكن مدير أعمالي عرف أنهم يبحثون عن لاتيني أميركي للعب هذا الدور». أضاف: «قمت بتقمص الشخصية وتصوير المقطع، وأرسلت الفيديو.. وبعدها تلقيت اتصالاً لإجراء مقابلة».
وأشار زكي إلى أن طاقم المسلسل، على رأسهم المنتج ديك وولف، قضوا معه حوالي ساعة من الوقت للتعرف عليه وعلى قصة عائلته، قبل وبعد وصولها إلى أميركا، وعرفوا أنه يتحدث بطلاقة، الإنكليزية والعربية باللهجة المصرية.
وبعد الجلوس مع فريق العمل، لأكثر من مرة، تم تغيير معالم شخصية «أو.أي» الذي أصبح عمر أدوم زيدان، كما أجريت تعديلات على السيناريو بإضافة عبارات باللهجة المصرية.
وقال زكي: «هنا أصبح لدينا عمر زيدان، العميل في «أف بي آي»، الذي لا يحارب الجريمة فحسب، وإنما يكافح ضد الصور النمطية للعرب والمسلمين، في أميركا وحول العالم».
Leave a Reply