كشف آل سعود عن حجم حقدهم البغيض على اليمن، منذ أن صاروا طرفا “عسكريا” في الحرب الظالمة على صعدة التي كانت بقراها وبشرها ومائها وشجرها، محطة استقبال لآلاف الصواريخ والقذائف المنطلقة من ألياتهم العسكرية، بعد أن ظلوا طوال الحروب الخمسة السابقة يتخفون بصورة مفضوحة وراء مقولات لم تنطل على أحد، حاولوا من خلالها إظهار حرصهم الزائف على أمن وسلامة اليمن وأن ما يحدث فيه شأن داخلي، مع أنهم بأموالهم كانوا ولا زالوا سببا رئيسيا لبقاء الحرب واستمرارها، مثلما كانوا ولا زالوا سببا مباشرا في ضعف اليمن وانتشار الصراعات الداخلية بين أبنائه، والقضاء على الحركات الوطنية المخلصة ورجالها الشرفاء، واستبدالهم بأسماء وقوى نجحت بتدخل ودعم آل سعود في جر البلاد إلى حالة الفوضى الخلاقة التي انفرط عقد السيطرة عليها مؤخرا، لتصل نتائجها القاتلة إلى مملكتهم ومن الممكن أن تصل إلى أبعد من ذلك بكثير إن استمرت الأحداث في الصعود نحو التوسيع الإقليمي والإشتراك الدولي.
لقد مثل الإنتهاك الأثيم لوطننا من قبل آل سعود، طعنة حارقة مؤلمة لكل يمني على وجه الأرض، باستثناء قلة من أشباه الرجال الذين رحبوا بطائرات ومدافع آل سعود التي قتلت كرامتهم وحميتهم، قبل أن تقتل النساء والأطفال، ونزعت ما تبقى من ملابس “داخلية” حاول النظام التستر خلفها بفساده ووضاعته، لتعريه اليوم أمام الله ثم التاريخ وكل أحرار العالم، كما أن ذلك الإنتهاك البغيض فضح أيضا حال قوى المعارضة المخجل والمؤسف، والتي آثرت الصمت والسكوت وكأنّها راضية على ما يحدث، لتقول لنا بصوتها العالي، أن حساباتها السياسية الرخيصة طغت على كل المقدسات في الوطن، وأهمها دماء الأطفال والنساء وحرمة الأرض وسيادة البلد وشرف وعزة وكرامة اليمنيين جميعا.
أمام تلك الغطرسة المنفوخة بالكبر والتجبر لآل سعود، واستجابة لنداء الواجب الوطني عبر الوقوف مع صعدة الجريحة بمختلف الأساليب القانونية المتاحة في بلاد المهجر، دعى العديد من الناشطين اليمنيين في أميركا-ولاية ميتشغن، كل المهاجرين العرب للتظاهر أمام مبنى بلدية مدينة ديربورن تحت شعار (وقف الحرب في صعدة وإدانة التدخل السعودي في اليمن) وبرغم القصور الواضح في الدعوة والتنظيم، فقد استجاب للدعوة العشرات من اليمنيين وإخوانهم العرب، الذين عبروا عن غضبهم الشديد من مواقف آل سعود، وكذا المواقف المقززة للنظام اليمني والمتخاذلة لقوى المعارضة، محملين الجميع مسؤولية وقف تلك الحرب اللعينة ثم الشروع في حوار وطني شامل يؤدي إلى حل مشاكل البيت اليمني داخل الأسرة اليمنية الواحدة.
لقد شكلت تلك المظاهرة نقطة الإنطلاق لمشوار نصرة صعدة واطفالها ونسائها، حيث سيتبعها عمل منظم، سيشارك فيه كل يمني حر وعربي غيور وآخرين من المؤمنين بسيادة الشعوب على أوطانها، وحق حماية المدنيين من الصراعات والحروب (خاصة الأطفال والنساء)، وعليه فإننا هنا ندعو أبناء الجالية اليمنية الأميركية بالذات إلى استشعار حجم الخطر والذل معا، والصادرين من التدخل العسكري لآل سعود، الخارج عن كل القيم الإنسانية والسياسية والعسكرية والذي سيؤدي إن استمر إلى كوارث لا حصر لها في وطننا اليمني.
إن كل مهاجر مدعو للمشاركة في الدفاع عن الوطن عبر بوابة صعدة الباسلة الصامدة، من خلال الإستجابة لدعوات التظاهر ولقاء المسؤولين الأميركيين، وليعلم الجميع أن ذلك حق قانوني يكفله ويحميه دستور هذه الدولة العظيمة، ومن سمع وعلم بأي مظاهرة وتخلف بدون عذر قاهر، فعار عليه أن يهرب من أقل قليل تنتظره صعدة بأطفالها ونسائها، ولعل التظاهرة التي حدثت يوم الأحد قبل الماضي 15/11/2009 أسقطت إشاعات الكاذبين الذين سعوا لتشويه العمل بالإدعاء زورا وبهتانا أنها مخصصة لدعم الإنفصال، فكان الحدث كما أعلن عنه (وقف الحرب وإدانة تدخل آل سعود في الشؤون اليمنية) رفع المشاركون خلاله صور الأطفال والضحايا والدمار.
ساعة من أجل صعدة.. أمانة في عنق كل المهاجرين المحبين لليمن، وعليهم أن يؤدوها، وليعلموا أنها وقفة مع الحق وليست دعما لأحد أو تأييدا لأي طرف، فنحن في الأساس ندعو لوقف الحرب ونشر السلام وكف أذى آل سعود عن بلادنا، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه بمساعدة الإخوة العرب والمؤسسات المختصة والمؤثرة على صناع القرار، والتي ستتفاعل بعد أن نتفاعل نحن أولا، وذلك ما يقوم به الآن مجموعة من الناشطين الذين يجمعون صور الضحايا ويوثقونها في ملفات خاصة، موضحين بالتفصيل حقيقة المواقف والأحداث.
نثق تماما أن جاليتنا العظيمة ستكون مع صعدة في كل موقف، وستدوس بأقدامها الوطنية على كل الأقاويل المأجورة والتبريرات المقرفة والأعذار المسببة للغثيان,وستستجيب حتما لنصرة الأبرياء كما استجابت طوال وجودها في المهجر لكل نداء من أي مكان جاء لنصرة الضعفاء والمظلومين.
ساعة من أجل صعدة.. مظاهرة أو لقاء أو إتصال وجمع صور وكتابات موثقة، مهمة وطنية نعلم أنها تسري في دم كل يمني أينما كان، وحتى الآن فإننا هنا في ميشيغن قد بدأنا متوقعين أن يلحقنا كل من في الولايات الأخرى، لنلتقي في تظاهرة أمام سفارة آل سعود قبل أي مبنى آخر,مؤكدين اننا لن نتوقف حتى تقف الحرب ويحل السلام إن شاء الله، وحتى ذلك لا ندري متى تستيقظ من تطلق على نفسها “مؤسسات الجالية اليمنية” لتنفض الغبار عن واقعها المرير، وتكف ولو لفترة بسيطة، تقديرا لدماء الاطفال والنساء,عن ممارسة أعمالها المشهورة كجمع التبرعات وإقامة الحفلات الفاقدة لأي معنى، وتتصدى ولو لمرة واحدة لعمل يكسبها الإحترام ويثبت أن إداراتها تحمل أفكارا غير تلك المغطاة بخيوط العنكبوت.
Leave a Reply