ماكيناو آيلاند – خاص “صدى الوطن”
شهد فندق “غراند اوتيل” في جزيرة ماكيناو آيلاند في شمال ميشيغن يوم الثلاثاء الماضي ساعتين من النقاشات السياسية المحمومة بين سبعة مرشحين يتنافسون على منصب حاكم الولاية، طغت عليها مسألة إعادة ميشيغن الى مسارها الاقتصادي الصحيح، بالرغم من عدم خلو تلك النقاشات من هجمات شخصية، وتشكيك في النزاهة، اضافة الى موضوع الانتخابات العمالية والضرائب والوظائف الذاهبة الى الصين، والجسر الى كندا، كل ذلك وسط صيحات الاستهجان من عدة مئات من مؤيدي الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذي احتشدوا في المكان.
تجلّت حمى النقاش بين النائب العام في الولاية الجمهوري مايك كوكس ومنافسه الجمهوري رجل الاعمال من اناربر ريك سنايدر، الذي اتهم بنقل الوظائف من اميركا الى الصين حين كان عضوا في مجلس ادارة “غيت واي” للكمبيوترات، وبانه كان ضالعا فى الاتجار بأسهم الشركة، وهي اتهامات نفاها سنايدر بشدة.
وقال كوكس “حين كان سنايدر يتحدث عن حصوله على ثلاث درجات علمية، كنت انا اخدم بلادي في البحرية”. ردّ عليه سنايدر بالقول “يكفيه ما لحق به من فضائح، والآن يحاول جرّ الآخرين الى المتاعب”، وأضاف سنايدر “لن اقف هنا لأسمع محاضرة منك عن الاخلاق والمبادىء والقيم العائلية”.
بذلك كشف سنايدر عن جملة فضائح لـكوكس كانت تعتمل في الظل، من بينها طريقة تحقيق مكتبه في حفلة صاخبة كانت اقيمت في قصر “مانوغيا” البلدي إبان كان كوامي كيلباتريك رئيسا لبلدية ديترويت، اضافة الى اعتراف كوكس بالخيانة الزوجية.
وساد المكان جو من الغضب حين وقف الديمقراطي فيرغ بيرنيرو مدافعا عن الاتحادات العمالية ومنتقدا التوجه نحو الغاء الطبقة الوسطى، في اشارة منه الى إدعاءات الجمهوريين بأن المزايا التي يتمتع بها أعضاء الاتحادات العمالية في القطاع العام أضحت متضخمة، وطالب بيرنيرو بإصلاح النظام الضريبي في الولاية.
شريف مقاطعه اوكلاند مايك بوشارد وصف الثرثرة التي يطلقها خصومه الجمهوريون بأنها غير ذات جدوى، وقال “روما تحترق ونحن نتحدث عن اشياء لا علاقة لها باطفاء الحريق”.
فيما اكد رئيس مجلس النواب في الولاية الديمقراطي اندي ديلون ان عديد الاتحادات العمالية ابرمت صفقات (في إشارة الى الدعم النقابي الواسع لبيرنيرو)، لكن الحاجة ملّحة لإجراء تغييرات في انظمة الرعاية الصحية والتقاعد لموظفي القطاع العام.
من جانبه قال النائب الجمهوري بيت هويكسترا الذي يمثل مدينة هولاند ومحيطها ان اعضاء الاتحادات أحرزوا ميزاتهم عبر التفاوض، وكانت قاعة النقاش غصت بالتصفيق لحاكم ولاية ميشيغن السابق وليام ميليكين، حين اشار اليه عريف الندوة تيم سكوبيك، وقال ميليكين (88 عاما) “إن هذه النقاشات حيوية جداً”، فهي في رأيه ضيقت خياراته الى اثنين من المرشحين او ثلاثة، رافضا الكشف عنها.
في حين قالت كارولين كاسين من جمعية النساء الناخبات في ميشيغن، بان النقاشات شكلت جدلا واسعا، وتسببت في الاطاحة بعديد المرشحين بالنسبة اليها، بمن فيهم كوكس. واضافت “هذا بالضبط هو الخطأ الذي تعاني من السياسة اليوم”، فانا اتطلع الى رجل دولة بمكانة ميليكين.
وقال كريغ راف من مؤسسة مستشارو القطاع العام ومقرها لانسنغ انه دهش للمناظرة بين كوكس وسنايدر. واضاف “هذا الجمهور يمقت الهجمات الرخيصة والدخول في المسائل الشخصية”، مضيفا “كوكس وسنايدر لم يساعدا نفسيهما هذه الليلة”.
Leave a Reply