بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
فيما لم يتسن لنا التأكد بنسبة 100 بالمئة من كونه أول مسلم يتولى قيادة سفينة حربية في البحرية الأميركية، إلا أن العربي الأميركي حسين (سام) سرعيني هو بلا شك من أوائل المسلمين الأميركيين الذين يتولون مثل هذا المنصب الرفيع في تاريخ الولايات المتحدة.
ووفقاً لبيان صادر عن البحرية الأميركية، فقد تم تعيين ابن مدينة ديربورن، المقدم سرعيني قائداً للمدمرة «يو أس أس نيتز»، في حفل أُقيم على متن السفينة الحاملة للصواريخ الموجهة، في حوض بناء السفن التابع لشركة «ناشيونال» للفولاذ وصناعة السفن، في مدينة بورتسموث بولاية فيرجينيا، يوم التاسع من شهر نيسان (أبريل) الجاري.
سرعيني، اللبناني الأصل، أعرب عن سعادته بالترقية الجديدة، منوهاً بتنشئته الإسلامية التي مكنته من أداء واجباته الوطنية على أتم وجه.
وقال لـ«صدى الوطن»: «أنا فخور بعملي ومنصبي كقائد لسفينة «يو أس أس نيتز»، إنها لمسوؤلية كبيرة أن أرتدي زي بلادنا (الرسمي)، وأن أقود الناس في أوقات الخطر». وتابع بأن «الإسلام علمني العيش من أجل خدمة الآخرين، وقد أتاحت لي خدمتي العسكرية أن أقوم بذلك».
وكان سرعيني، وهو ابن العضو السابقة في مجلس ديربورن البلدي، سوزان سرعيني، والشقيق الأصغر للعضو الحالي في المجلس، مايك سرعيني، قد انضم إلى البحرية الأميركية في سن الثامنة عشرة، في العام 1994.
ويقول القائد البحري اللبناني الأصل، إن انضمامه إلى السلك العسكري جاء نتيجة لاهتمامه المبكر بالعمل في المؤسسات الحكومية الأميركية، لافتاً إلى أنه انتسب في البداية إلى الجيش الأميركي من منطلق اهتمامه بالوكالات الحكومية، مثل «مكتب التحقيقات الفدرالي» (أف بي آي). وقال: «اعتقدت بأن الجيش سيساعدني في وضع قدمي على أول الطريق».
من جهته، أفاد مايك، الذي يكبر شقيقه بثلاث سنوات، بأن عائلة سرعيني تعتز بابنها سام وتواضعه وتميزه المهني، مؤكداً أن شقيقه «لم يصل إلى ما وصل إليه بسهولة»، وإنما من خلال التصميم والتفاني في العمل على مدار سنوات طويلة.
وأشار مايك لـ«صدى الوطن» إلى أن شقيقه قد يكون أول مسلم أميركي يتولى قيادة سفينة حربية في البحرية الأميركية، مستدركاً بالقول: «لكن، لم يتسنَ لنا التأكد من ذلك بنسبة 100 بالمئة».
ووفقاً لمايك، فقد تم التواصل مع سام –بعد عام واحد من انضمامه إلى البحرية الأميركية– بشأن برنامج أطلقه النائب السابق في الكونغرس الأميركي جون دينغل، لينطلق بعدها «بسرعة نحو القمة». وقال: «إنه ذكي للغاية، فمن خلال ذلك البرنامج حصل على شهادات في الكيمياء الحيوية ثم عاد إلى القوات العسكرية.. اعتقد بأن هذا ينبئ الكثير عنه، لأنه لم ينحدر من عائلة عسكرية، أو أي شيء آخر».
ولفت مايك إلى أن شقيقه يمتلك جميع المزايا التي يجب أن تتوفر في القائد العسكري، وقال: «هو قادر على أن يكون قوياً وحازماً، ولكنه لطيف ومتسامح في الوقت نفسه، والناس يطيعونه لأنهم يثقون به».
وحث مايك الشباب العربي الأميركي على الانضمام إلى الجيش والقوات المسلحة، لافتاً إلى أن الخدمة العسكرية في الولايات المتحدة تؤمن الكثير من الفرص والمنافع، بعكس ما هو عليه الأمر، في بعض البلدان الأوروبية والعربية، مثل لبنان.
وأوضح مايك بأن التدريب والمهارات التي تقدمها الخدمة العسكرية في أميركا «لا تقدر بثمن»، لافتاً إلى أن «الإيمان هو مفتاح النجاح». وقال: «ثقافتنا ومجتمعنا مبنيان على عقيدتنا وعائلاتنا، وطالما بقينا متمسكين بهذين الأمرين، فسوف نعيش حياة سعيدة».
وفي نفس الإطار، نشرت بلدية ديربورن على صفحتها بموقع «فيسبوك» تنويهاً بوطنية القائد البحري سام سرعيني، جاء فيه: ينضم رئيس البلدية جون أورايلي إلى المجلس البلدي في تكريم حسين (سام) سرعيني على تنصيبه المرموق كقائد لسفينة «يو أس أس نيتز».
وأضافت بلدية ديربورن: «تعكس خدمته الرائعة إحساساً عظيماً بالوطنية والواجب تجاه الآخرين… وإن إنجازاته الرائعة خلال مسيرته المهنية الطويلة تشكل مصدر إلهام للآخرين، ولما يمكن تحقيقه من خلال التصميم والتفاني والتعليم».
يشار إلى أن المدمرة «يو أس أس نيتز» دخلت الخدمة عام 2005، وهي تحمل اسم الراحل بول نيتز (1907–2014) وزير البحرية في عهد الرئيس الأميركي السابق ليندون جونسون.
نبذة عن سرعيني
التحق سرعيني بالبحرية الأميركية في أيار (مايو) 1994 كأخصائي عمليات، وخدم على الطرّاد البحري الحامل للصواريخ «يو أس أس فيكسبيرغ» خلال انتشاره مع الأسطول الأميركي الخامس في إطار عملية «تقديم الوعد» بالبوسنة والهرسك إبان الحرب اليوغوسلافية.
اختير لاحقاً لمواصلة تعليمه لصالح القوات المسلحة، حيث حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الكيمياء الحيوية من «جامعة آيوا ستايت»، عام 2002.
خدم على الطراد «هاوي سيتي» كضابط دفاع جوي، وضابط في مركز معلومات القتال.
حصل على تدريب في مجال الدفاع النووي والإشعاعي عام 2005، ليتم انتدابه للعمل على متن حاملة الطائرات «ثيودور روزفلت» في الخليج العربي. وخلال هذه المهمة، اختير للعمل كمساعد رئيسي للتحكم في الكيمياء والإشعاع والصحة الإشعاعية، ثم مسؤولاً هندسياً في وحدة «القوات البحرية الجوية».
بعدها، انتقل سرعيني للعمل في «تدريب القوى النووية البحرية» في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا، حيث شغل منصب مدير قسم الكيمياء والمواد الإشعاعية.
خلال خدمته العسكرية، نال سرعيني عدداً من الأوسمة والميداليات، بينها ميدالية الخدمة الجديرة بالتقدير، وسام الثناء البحري، ميدالية الإنجاز البحري، ميدالية حسن السلوك، إضافة إلى تكريمات أخرى.
Leave a Reply