سانتانا: أعرف معنى أن تكون عربياً أميركياً
يستعد هارفي سانتانا، النائب الديمقراطي في مجلس نواب ولاية ميشيغن عن الدائرة العاشرة التي تشمل منطقة واسعة من ديترويت فيها كثافة عربية وجزءاً صغيراً من ديربورن، لخوض معركة إعادة ترشحه في تمهيديات الحزب الديمقراطي في منافسة جدية متوقعة مع المرشح العربي الأميركي حسين بري الذي يشغل حالياً مقعداً في مجلس ديربورن التربوي.
هارفي سانتانا |
ومن المعروف أنه من سيحقق الفوز بتمهيديات الديمقراطيين في ٧ آب (أغسطس) المقبل لن يواجه منافسة جدية من الجمهوريين في منطقة تعتبر عريناً للأقليات المعروفين بتأييدهم للحزب الديمقراطي، وبالتالي يصبح شبه ضامن لدخوله المجلس التشريعي في لانسنغ.
“صدى الوطن” التقت النائب سانتانا لاستطلاع استعداداته للمعركة الانتخابية، وقد أكد أنه بذل خلال ولايته النيابية الأولى جهوداً كبيرة، وقال “كنت أقوم باكثر مما هو مطلوب مني يوميا. فالمهام المتعددة التي توليتها لا يمكن لأي كان أن يتصور أن مشرعاً يمكن ان يقوم بها”.
واعتبر سانتانا عمله الدؤوب دليلاً على أن مهمة النائب في كونغرس الولاية عن ديترويت لا تنحصر في التركيز على الميزانية أو السياسة العامة لأن هذه المدينة تعاني من أزمات مالية واجتماعية وأمنية مستعصية على الحل. “أن تكون نائباً عن ديترويت عليك أن تتعلم كيف تزور منزل والدة اغتيل طفلها للتو رمياً بالرصاص والمشاركة في البحث عن متهم باغتصاب إحدى السكان… هذه عينة من المهمات الإضافية التي تلقى على عاتق النائب عن ديترويت.. لكن هذه وظيفتي” قال سانتانا.
ويقول سانتانا “لقد أصبح سكان ديترويت محبطين بسبب سوء عمل مسؤولي المدينة” ويستدل على ذلك بكشفه عن عشرات المراجعين لمكتبه يطلبون تدخله لمعالجة قضاياهم العالقة مع البلدية”. ويضيف “الناس يعرفون أن لا علاقة لي بالبلدية لكنهم يؤمنون بقدرتي على حل المشاكل. وبالفعل توليت كثير من القضايا وسعيت على حلها عبر الجهود والاتصالات اللازمة”. ويتمتع سانتانا، وهو مهاجر من بورتوريكو نشأ في ديترويت، بخلفية واسعة حول طبيعة مشاكل السكان بعد أن واجه هو نفسه الكثير منها، مما أعطاه “نوعاً من القدرة على التغلب على التحديات”.
يقول سانتانا “كان علي أن أتعلم كيفية تجاوز أي وضعية مهما كانت صعوبتها. ان ذلك جزء من طبيعتي”.
وفي معرض حديثه، مع الزميلة ناتاشا دادو في مكاتب “صدى الوطن”، توجه سانتانا إلى الجيل الشاب بالقول أنه يعمل بجهد من أجل توفير الفرص لتوظيف طاقاتهم في إطار خلق مستقبل بعيداً عن أعمال العنف. ويؤكد سانتانا أنه يرغب بأن يجعل مستقبل الأطفال الذين يقطنون أحياء ديترويت أكثر إشراقاً من الوضع الحالي، “أقول للأطفال دائما أنه إذا كنتم تعيشون هنا وفي الظروف هذه، هذا لا يعني أن هذا هو المصير الذي ينتظركم”.
يقول سانتانا في حين أن الطلاب الذين يحضرون الى محاضراته في المنطقة قد لا يفهمون أو يعرفون الكثير عن عمله من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، لكنه “اكيد إنهم يعرفون شيئاً واحداً على الأقل عني، وهو ان سانتانا سياسي وأنه يهتم بهم بإخلاص”.
يزور سانتانا المدارس بشكل دوري ليقرأ للأطفال، ويلتقي معهم. كما أنه يزور الكنائس ويتحدث في حفلات التخرج والمناسبات العامة المتعلقة بالجيل الشاب.
يقول سانتانا “رغم انني من أصل لاتيني، ولكن الكثيرين يعتقدون انني عربي أميركي”. يستخدم المشرع الديمقراطي هذا التعبير ليؤكد التزامه بقضايا العرب الأميركيين في منطقة ديترويت وأنه من أشد الرافضين لسياسات التمييز العرقي ضدهم. ويضيف إنه شخصياً تعرض للتمييز العنصري “لأن الذين مارسوا التمييز ضدي كانوا يظنون أنني عربي أميركي.. فلم يقدموا لي الخدمات التي كنت أطلبها. “أنا أفهم ما معنى ان تكون عربياً أميركيا قال سانتانا.
في ولايته التشريعية الأولى كنائب في كونغرس الولاية في لانسنغ، يفخر سانتانا بأنه دافع عن العرب والمسلمين في الولاية و”كأنه واحد منهم”. فهو من أشد المعارضين لمشروع قانون لا يزال قيد التداول يدعو الى حظر الشريعة الإسلامية في ولاية ميشيغن.. معتبراً إياه “استهدافاً صريحاً للأقليات عموماً وللمسلمين خصوصاً. ويقول سانتانا من الواضح إنه مشروع هجوم على المسلمين، والجالية العربية، تقوده وتحركه الكراهية و”الإسلاموفوبيا”، ويهدف الى توسيع الشرخ بين الناس. كما أبدى سانتانا معارضته لقانون اقترحه الجمهوريون في الولاية يطلب من جميع أرباب العمل التحقق من الوضع القانوني للمرشحين للعمل قبل توظيفهم. كما شارك سانتانا في تظاهرات حقوقية نظمها العرب الأميركيون ضد الزيارة التي قام بها القس المتعصب تيري جونز الذي قدم من فلوريدا للاحتجاج ضد الإسلام في ديربورن.
ومعروف عن سانتانا انتقاده العلني للتضييق على الأقليات وسياسة التنميط المتبعة من قبل الضباط في السلطات الفدرالية مثل وكالات حرس الحدود والجمارك والهجرة. كما عرف بمواقفه الرافضة لمشروع قانون للهجرة في ميشيغن مماثل للقانون الذي أقر في ولاية أريزونا والذي كان يعطي الحق للشرطة المحلية بسؤال الناس العاديين عن أوراقهم القانونية للتحقق من شرعية وجودهم داخل الأراضي الأميركية، وذلك لمجرد الاشتباه بأنهم مهاجرين غير شرعيين.
ويقول سانتانا لـ”صدى الوطن” “عندما يكون هناك شعور أو لغة معادية للمهاجرين كنا وسنكون دائما موجودين على خط الجبهة للدفاع عن الحقوق”. وأضاف “أكون متحمسا جدا لهذا الموضوع، لأن خاصية هذا البلد أنه كان على الدوام بلد المهاجرين… نأتي الى هنا لبدء الأعمال التجارية وبناء النجاحات”.
ويواظب سانتانا على حضور أغلب الأحداث والمناسبات العربية الأميركية، ويحرص على إقامة علاقات صداقة مع الجالية تساهم في تلبية احتياجات العرب الأميركيين في منطقته.
و”بناء هذه الجسور”، بحسب سانتانا، يذهب إلى أبعد من مجرد حضور حفلات العشاء والتكريم فـ”الهدف من المشاركة هو عرض خدماتي لأبناء دائرتي الانتخابية عبر قول أنا من اجلكم، فما الذي استطيع ان اقدمه لكم؟”.
تشمل دائرة سانتانا الجديدة جزءاً من ديربورن (ثلاثة مراكز اقتراع فقط) كما أن المنطقة التي تضمها من ديترويت تحتضن كثافة عربية ولاتينية طاغية ملحوظة. ولذلك هو يلحظ في أجندته التشريعية، بحال فوزه، العمل على إجراء تغييرات في لانسنغ تصب في مصلحة احتياجات الجالية العربية الأميركية في المنطقة.
وسانتانا هو محارب سابق في القوات البحرية للولايات المتحدة حيث شارك في عمليات “درع الصحراء “و”عاصفة الصحراء”. وهو خريج “جامعة إيسترن ميشيغن” التي حصل فيها على درجة الماجستير في الإدارة العامة.
وفي ولايته التشريعية الأولى طرح سانتانا عدة شاريع قوانين أهمها كان مشروعاً لجمع 50 مليون دولار سنويا للحفاظ على وظائف ضباط الشرطة ليستمروا بعملهم في شوارع في مدينة ديترويت، وقد تم إقراره ليصبح قانوناً. ومن دون هذا التشريع كان يمكن الاستغناء عن خدمات عشرات ضباط الشرطة في ديترويت مما كان سيتسبب بتدهور الحالة الامنية ويعرض الناس الى الخطر.
يذكر أن ولاية النائب في كونغرس ميشيغن تمتد لعامين فقط ولا يمكن للنائب الترشح لعضوية المجلس لأكثر من ثلاث ولايات متتالية.
وعلى المستوى الانمائي دعم سانتانا قوانين سمحت بالحفاظ على التخفيضات الضريبية على العقارات الصناعية في مدينة ديترويت وإعادة تأهيل البنايات، وتنمية القطاع الصناعي وتوفير فرص العمل.
ويعمل النائب سنتانا حاليا على تطوير مشروع قانون من شأنه توسيع المشاركة الشبابية ضمن “مشروع هولمز” لتدريب الشباب ليغطي حتى سن الـ26. والمشروع يتضمن اعطاء الفرصة لمرتكبي الجرائم غير العنيفة للمرة الأولى تجنب قضاء عقوبة طويلة بتقديم بدلا منها خدمات للمجتمع مثل تنظيف القطع الارضية الشاغرة، وهدم المنازل المهجورة وغيرها من الاعمال العامة.
يؤكد سانتانا انه، كديمقراطي، ليس خائفاً من تحدي حاكم الولاية أو زملائه من الحزب الجمهوري الذين يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب في لانسنغ، وكان معارضاً عنيداً لخفض الجمهوريون لميزانية التعليم.
وفي ختام حديثه لـ”صدى الوطن” قال سانتانا “العمل يأخذ الكثير من حياتك ويستغرق الكثير من وقتك، ولكن إذا كان قلبك في المكان المناسب، فستواصل القيام بعملك دون ملل ولا تذمر لمرات ومرات”.
لمزيد من المعلمات حول حملة سانتانا الانتخابية
يمكن التواصل عبر البريد الالكتروني التالي
santanaforrep@yahoo.com
أو زيارة الموقع التالي: www.votesantana.com
Leave a Reply