«صدى الوطن» – يترقب الأميركيون انطلاق الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية يوم الإثنين المقبل فـي ولاية أيوا حيث سيقوم الحزبيون بتسمية مرشحيهم للانتخابات. وفـيما يبدو المرشح دونالد ترامب يتجه الى فوز سهل على منافسيه الجمهوريين، يحتدم السباق على الضفة الديمقراطية بين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والسناتور اليساري بيرني ساندرز.
ترامب يغرد وحيداً
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي أن أن» تقدم ترامب على أقرب منافسيه فـي الحزب الجمهوري بفارق كبير بعد نيله ٤١ بالمئة من أصوات الناخبين الجمهوريين المحتملين على المستوى الوطني، فـيما حل السناتور عن تكساس، تيد كروز، فـي المركز الثاني بـ١٩ بالمئة من الأصوات، ثم السناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو (بالمئة). ولم يحصل حاكم فلوريدا السابق جيب بوش سوى على 5 بالمئة من المشاركين.
ورفض ترامب المشاركة فـي آخر مناظرة للجمهوريين أجرتها شبكة «فوكس» الخميس الماضي فـي ظل تزايد العداء بينه وبين الشبكة التي يملكها الملياردير اليهودي روبرت مردوخ والتي لطالما مثلت وجهة النظر الجمهورية فـي الإعلام الأميركي.
احتدام المنافسة ديمقراطياً
وعلى الضفة الديمقراطية ارتفعت حظوظ السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز (73 عاماً) على حساب كلينتون التي تسيدت السباق منذ انطلاقه.
وفـي آخر مناظرة تلفزيونية قبل الاقتراع التمهيدي للحزب دافع كل من كلينتون وساندرز وحاكم ولاية ماريلاند السابق مارتن أومالي عن مواقفهم.
وطرح ناخبون خلال المناظرة التي نظمتها شبكة «سي أن أن» فـي «جامعة دريك» بمدينة دي موين، أسئلة عدة، ودار نقاش حول أولوية تفضيل «الخبرة» (كلينتون) أم «المثالية» (ساندرز).
وانتقد ساندرز الذي أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تصاعد فرصه مقابل كلينتون، سجل المرشحة الديمقراطية الحافل بـ«الأخطاء»، مشيراً إلى أنها صوتت لصالح التدخل العسكري الأميركي فـي العراق عام 2002 عندما كانت تشغل مقعدا فـي مجلس الشيوخ.
وأقرت كلينتون بأنها ارتكبت خطأ فـي دعمها للتدخل فـي العراق، لكنها شددت على أنها تتمتع بالخبرة والحنكة السياسية وأنها المرشحة الديمقراطية الوحيدة القادرة على القيام بكل أعباء الرئاسة. وتحدثت مطولا عن تجربتها كوزيرة للخارجية (2009-2013) وعملها مع إسرائيل والفلسطينيين، وبشأن الملف النووي الإيراني.
وعاد ساندرز ليشير إلى أن أهم تصويت فـي الشؤون الخارجية شهدته الولايات المتحدة فـي تاريخها الحديث هو التصويت حول حرب العراق، وقال «أنا صوتت ضد حرب العراق»، مضيفا أن «الخبرة مهمة، لكن الحكم الجيد مهم أيضاً».
ودافع المرشح الثالث مارتن أومالي عن مواقفه السياسية وخبرته فـي قيادة ولاية ماريلاند عندما كان حاكما لها، قائلاً إن آراء ومواقف ساندرز وكلينتون تفرق الأميركيين.
وتسعى الأخيرة الى إجراء مناظرة ديمقراطية جديدة فـي ولاية نيوهامبشر، المحطة الانتخابية التالية، لكن حملة ساندرز لم توافق على الخطوة حتى صدور هذا العدد.
حظوظ ساندرز
وفـي ظل تردد الرئيس باراك أوباما فـي إعلان دعمه لأحد المرشحين الديمقراطيين، يحقق ساندرز، وهو من أصل يهودي، نسبة تأييد غير متوقعة ومتزايدة فـي استطلاعات الرأي الوطنية، وصولاً إلى ٣٨ بالمئة له مقابل ٥١ بالمئة لكلينتون قبيل المناظرة الأخيرة الأحد الماضي.
ولم تعد التوقعات قادرة على إعلان كلينتون الأوفر حظاً فـي الانتخابات الحزبية التمهيدية الأولى فـي ولايتي آيوا ونيو هامبشير الشهر المقبل، وتساوي بينها وبين ساندرز فـي الفرص، لاسيما وأن استطلاعات الرأي فـي الولايتين تشير الى تقدم ساندرز على كلينتون بنسبة 49 مقابل 45 بالمئة، وهو ما دفع أوباما الى دعوة ساندرز للقاء خاص يوم الأربعاء الماضي.
وساندرز صاحب رؤية اشتراكية، تعتبر النظم المطبّقة فـي الشمال الأوروبي، أي فـي البلاد الاسكندينافـية، والقائمة على التعاضد الاجتماعي، قدوة ومثالاً. وللتمايز عن الاشتراكيات الحزبية والشيوعية، فساندرز يصنّف نفسه ديموقراطياً اشتراكياً أو تقدمياً.
وتسبب نتائج ساندرز قدراً من الإرباك لكلينتون، التي تتصرف فـي هذا الموسم الانتخابي على أن حصولها على ترشيح الديمقراطيين «تحصيل حاصل» لاسيما مع إحجام نائب الرئيس جو بايدن عن الترشح والإشادات المتواصلة التي تتلقاها من أوباما (إقرأ أوباما هذا الأسبوع ص 16).
والرسالة التي تحاول كلينتون (68 عاماً) وفريقها تمريرها هي أن طروحاتها أكثر واقعية من أفكار ساندرز الذي وضع مهاجمة النخبة المالية فـي «وول ستريت» فـي صلب حملته الانتخابية.
كيف تجري عمليات التصويت في آيوا؟
فـي ولاية آيوا لا يمكن وصف الانتخابات بـ«التمهيدية»، إذ أن الناخبين يشاركون فـي «مجالس انتخابية» (كوكوس) هي بالمعنى الحرفـي اجتماعات للحزب. وخلافا للانتخابات التمهيدية التي تجريها جميع الولايات الاخرى تقريباً، تقع على عاتق الحزبين مهمة تنظيمها وإعلان النتائج. ومساء الاثنين المقبل، سيشارك الناخبون فـي آلاف الاجتماعات لاختيار المرشح الذين يرغبون بانتخابه فـي تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
أما أول انتخابات تمهيدية فعلية (عبر صناديق الاقتراع) فستجرى فـي ولاية نيوهامبشر بعد ثمانية أيام، ثم تليها كل الولايات الاخرى حتى حزيران (يونيو)، حيث يكون قد توصل الحزبان للمرشحين النهائيين.
فـي آيوا كما فـي العديد من الولايات الأخرى، تسجل أسماء الناخبين على اللوائح الانتخابية بصفتهم ديمقراطيين او جمهوريين او بدون انتماء. ومن اصل 3.1 ملايين نسمة هناك نحو 584 الف ناخب ديمقراطي و611 الف ناخب جمهوري و725 الفا «بدون انتماء حزبي» بحسب السلطات فـي آيوا. وبقية عدد السكان تشمل الذين تقل اعمارهم عن 18 عاماً والأجانب والسجناء.
وحدهم الجمهوريون يمكنهم التصويت فـي انتخابات الحزب الجمهوري والامر ينطبق على الديمقراطيين. لكن يمكن تسجيل الأسماء على لوائح الناخبين وتحديد الانتماء الحزبي عشية موعد التصويت.
ويقيم كل حزب مكاتب اقتراع فـي الاماكن العامة مثل المدارس والمكتبات ومراكز الجمعيات الخيرية. ويمكن ان تقام المكاتب فـي قاعات مختلفة فـي المبنى نفسه. ويمكن للجمهوريين ان يضعوا مكاتبهم فـي المكتبة فـيما يكون الديمقراطيون فـي مدرسة مجاورة.
طريقة تصويت الجمهوريين
يجتمع الناخبون الجمهوريون عند الوقت المحدد (مساء) وبعد القيام ببعض الاجراءات الشكلية، يلقي مندوبون خطاباً قصيراً للدعوة الى التصويت لمرشحهم.
ثم يجري اقتراع بالادلاء ببطاقات بشكل سري. وبعد فرز الاصوات ينقل مكتب الاقتراع النتيجة الى الحزب الذي يجمع النتائج ويعلن الشخص الذي نال اكبر عدد من الاصوات على مستوى الولاية فائزاً.
طريقة تصويت الديمقراطيين
لدى الديمقراطيين لا يجري تصويت، وطريقتهم فـي اختيار المرشح معقدة. بعد انجاز الاجراءات التنظيمية، يتجمع مناصرو كل مرشح فـي منطقة من القاعة التي يعقد فـيها الاجتماع. مناصرو هيلاري كلينتون فـي زاوية، ومؤيدو بيرني ساندرز فـي الزاوية الاخرى.
وبعد نصف ساعة من الاصطفاف، يتم إبعاد المجموعات التي تكون دون عتبة العدد المطلوب (15 بالمئة عموما من عدد الاشخاص). ويكون على هؤلاء الاشخاص حينئذ إما الانضمام الى مجموعات أخرى وإما الرحيل. وخلال هذا الاصطفاف يحاول قادة المجموعات اجتذاب مناصري مرشحين آخرين.
وفـي ختام هذه العملية، يتم إحصاء عدد أفراد المجموعات ومنحهم عدداً من المندوبين بحسب حجمهم. هؤلاء المندوبون يعينون تقنيا لحضور المؤتمر الوطني للحزب.
هل يدخل الملياردير مايكل بلومبرغ سباق الرئاسة؟
نيويورك - قالت صحيفة «نيويورك تايمز» السبت الماضي إن رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، وهو رجل أعمال أميركي من أصول يهودية شرق أوروبية، ينوي الترشح بشكل مستقل فـي السباق إلى البيت الأبيض.
وأضافت الصحيفة أن رجل الأعمال البالغ من العمر 73 عاماً، والذي يرأس إمبراطورية «بلومبرغ»، سيكون جاهزاً لضخ مليار دولار لإطلاق حملته الانتخابية.
ويرى بلومبرغ الذي كان ديمقراطياً لفترة طويلة قبل أن يترشح لرئاسة بلدية نيويورك فـي العام 2001 تحت راية الجمهوريين، أن دونالد ترامب وبيرني ساندرز سيفوزان على التوالي بترشيحات الجمهوريين والديمقراطيين، حسب ما نقلته الصحيفة.
وحدد بلومبرغ الأول من آذار (مارس) كحد أقصى لتأكيد قراره بالترشح. ويسجل لمايكل بلومبرغ أنه أعاد مناخ الأعمال فـي نيويورك بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001. كما أطلق مشاريع تجديد كبيرة فـي بعض أحياء المدينة، خصوصاً واجهات مانهاتن. وهو معروف أيضا بسياسته التي تركز على الصحة العامة، من خلال مكافحة التدخين والمشروبات الغازية أو انتشار الأسلحة.
Leave a Reply