المنامة – تصاعد التوتر في الشارع البحريني خلال الأسبوع الماضي، مع اقتراب انطلاق فعاليات سباق “فورمولا ١” في ظل تعمّق الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة بمختلف أطيافها. وبالتزامن مع حملة اعتقالات وقمع واسعة شنتها قوى الأمن خلال الأيام الأخيرة، قرر عضوان في أحد فرق سباق السيارات مغادرة البحرين بعد تعرض سيارة تابعة لفريقهما لحادث إطلاق قنبلة حارقة من قبل المتظاهرين في المنامة.
وهدد ناشطون يسعون لإطاحة النظام الملكي في البحرين بتنظيم “أيام غضب” مع بدء سباق “فورمولا ١”، في الوقت الذي يتجاهل منظمو السباق دعوات تطالب بإلغاء الحدث على غرار ما حدث في العام الماضي.
وتزايدت المخاوف بشأن سلامة المشاركين في سباق الجائزة الكبرى للسيارات “فورمولا ١” بعدما تعرض فريق “فورس انديا” المنافس لحادث إلقاء قنبلة حارقة بينما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق محتجين مناهضين للحكومة.
وذكرت لجنة حلبة البحرين أنها “تثق في قدرة السلطات المحلية على التعامل مع أي أحداث من هذا القبيل”، وأن “بوسعها التأكيد أنه يجري اتخاذ كل التدابير المطلوبة حول الحلبة لتوفير المستوى الامني المطلوب”.
وانتشرت قوات الأمن في شتى أنحاء المنامة، وتمركزت الشرطة على الجسور المختلفة التي تربط العاصمة بباقي أنحاء البلاد وحلبة الصخير الدولية لسباق السيارات حيث سيقام سباق “فورمولا ١”. وشهدت غالبية القرى المحيطة بالمنامة، خلال الأسبوع الماضي، مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين الذين يصعّدون تحركاتهم عشية بدء فعاليات السباق.
ونظمت هذه التظاهرات بدعوة من “ائتلاف شباب 14 فبراير” الذي يضم المجموعات الشبابية المعارضة للحكومة والعاملة خارج إطار المعارضة الرسمية، فيما توعد شباب الائتلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنفيذ “ثلاثة أيام غضب” خلال يومي التجارب الحرة والرسمية ويوم السباق نفسه (من الجمعة لغاية الأحد).
وبينما توافد إلى البحرين مراسلو الصحافة الرياضيون لتغطية السباق رفضت طلبات مراسلين من وكالات الأنباء غير المراسلين الرياضيين للحصول على تأشيرة دخول للمملكة.
وفي الإطار، قال تقرير صادر عن “مجموعة الازمات الدولية” أن البحرين تنزلق مرة اخرى نحو ثوران خطير من العنف، وأضاف التقرير: “تتصرّف الحكومة في المنامة كما لو أن التنفيذ الجزئي لتوصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (تقرير بسيوني)، كافية لاستعادة الهدوء، ولكن يبدو أن هناك مؤشرات عدة تدعو إلى الاعتقاد أن ذلك خطأ”.
ورأى التقرير أن “السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية في البحرين هو العودة إلى الحوار والتفاوض حول الاصلاحات السياسية الحقيقية، وفقا لما يقترحه تقرير بسيوني، حيث أظهر النظام حماسة قليلة حيال المحادثات، بسبب اعتراض أنصاره السنّة عليها وخوفاً من ان تعرّض مقترحات المعارضة امتيازاتهم للخطر”.
Leave a Reply