ديترويت – «صدى الوطن»
بعد الانتصار المفاجئ الذي حققه دونالد ترامب في ميشيغن عام ٢٠١٦، كأول مرشح جمهوري يفوز بأصوات الولاية في سباق الرئاسة الأميركية منذ ثمانينات القرن الماضي، يتطلع «حزب الفيل» إلى تحقيق مفاجأة مماثلة بالإطاحة بالسناتور الديمقراطية ديبي ستابينو التي تسعى هذا العام للاحتفاظ بمنصبها لست سنوات إضافية.
ويسيطر الديمقراطيون حالياً على مقعدي ميشيغن في مجلس الشيوخ الأميركي، الذي سيشهد انتخاب ثلث أعضائه في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، في إطار معركة وطنية شرسة للسيطرة على الأغلبية في الكونغرس.
ويتم انتخاب السناتور في مجلس الشيوخ الأميركي لمدة ست سنوات، ولكل ولاية أميركية سناتوران فقط بغض النظر عن عدد السكان.
ويحتل مقعد ميشيغن الآخر، السناتور غاري بيترز الذي تستمر ولايته حتى نهاية العام ٢٠٢١. ولا تزال حظوظ الديمقراطيون تبدو الأوفر للاحتفاظ بمقعد ستابينو، في ظل غياب الأسماء البارزة على الجانب الجمهوري من السباق.
من هم المنافسون الجمهوريون؟
مع انسحاب رئيس محكمة ميشيغن العليا السابق، القاضي روبرت يونغ، ونائب مدير حملة ترامب في ميشيغن لينا إبستين، ومرشحين آخرين محتملين بينهم المغني «كيد روك»، لم يتبق في السباق التمهيدي للجمهوريين المقرر في آب (أغسطس) القادم، سوى ثلاثة مرشحين هم: ساندي بنسلر، وجون جيمس، وبوب كار.
بنسلر، رجل أعمال ومستثمر بارز من غروس بوينت، رصد الشهر الماضي خمسة ملايين دولار من ماله الخاص للفوز بالسباق التمهيدي.
وقد أطلق مطلع الأسبوع المنصرم حملة إعلانية ضخمة ستبث على مستوى الولاية لمدة ثلاثة أسابيع بقيمة نصف مليون دولار.
وفي إعلان تلفزيوني مدته ٣٠ ثانية، تم بثه لأول مرة خلال مباراة «السوبر بول» الأحد الماضي، قدم بنسلر نفسه على أنه «عنيد من ديترويت» سيضع «ميشيغن أولاً».
وأضاء الإعلان على نشأة بنسلر في ديترويت وتاريخه في خلق الوظائف عبر صندوقه الاستثمارية، مثل شراء مصنع «كوريكس كورب» لمساحيق التنظيف بمدينة ويكسوم، وإعادته إلى الربحية بعدما كان على وشك الإفلاس.
وفي تماهٍ مع سياسات الرئيس ترامب، قال مستشار حملة بنسلر، جون يوب، إن «ساندي سيضع ميشيغن أولاً عبر إعادة التفاوض على الصفقات التجارية السيئة، وتأمين الحدود، وإنهاء مدن الملاذ للمهاجرين غير الشرعيين، وتحسين التعليم».
غير أن حملة منافسه، من فارمنغتون هيلز، العسكري السابق جون جيمس، سارعت إلى الرد على مضمون إعلان بنسلر. وقال مدير الحملة توري ساكس «إن الناخبين في ميشيغن يريدون محافظاً حقيقياً من خارج الطبقة السياسية، وليس الليبرالي ساندي بنسلر».
وذكّر ساكس بأن بنسلر (٦١ عاماً) سبق له أن ترشح لمجلس النواب الأميركي عام ١٩٩٢، وهُزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، لافتاً إلى أنه كان «مؤيداً للإجهاض ونظام صحي تُموِّله الحكومة»، وأنه أيضاً «من المؤمنين بأن الإنفاق هو الحل لمشاكل واشنطن».
وختم قائلاً إنه رغم إنفاقه «جبالاً من الأموال»، «خسر بنسلر ذلك.. ولن يفوز في هذا».
وفي المقابل، رد يوب بالتأكيد على أن «بنسلر رجل أعمال محافظ، ومناصر للحياة (ضد الإجهاض)، ومعارض لـ«أوباماكير»، وقادر على مواجهة ديبي ستابينو».
ويشار إلى أن المرشح المنسحب من السباق، القاضي الإفريقي الأميركي روبرت يونغ، أعلن دعمه لحملة جيمس التي تمكنت حتى مطلع العام من جمع حوالي ٦٩٢ ألف دولار، وفي حوزتها أقل من ٦٥٠ ألفاً.
وجيمس هو رجل أعمال وطيار سابق في الجيش أميركي تخرج من أكاديمية «وست بوينت» العسكرية عام ٢٠٠٤، وشارك في حرب العراق.
ويخوض المرشح الإفريقي الأميركي حملته كمحافظ مؤيد للحق الدستوري بحمل السلاح، وهو متزوج من أميركية بيضاء ولهما طفلان.
أما المرشح الجمهوري الثالث، بوب كار، فهو حمائي من شمال الولاية (جزيرة ماكينو)، نشط خلال مسيرته في تنمية المدن والبلدات النائية، ويدعو إلى تعزيز الزراعة وتربية المواشي وحماية الإرث التاريخي، وسبق له أن خسر الانتخابات لمجلس النواب الأميركي أمام الديمقراطي بارت ستوباك عام ١٩٩٦.
وفي سيرة كار السبعيني، أنه نشأ يتيماً وتنقل في ٢٢ داراً لرعاية الأطفال في أنحاء الولاية، ويقول في هذا الصدد «إن ميشيغن ربّته».
ستابينو تغرد وحيدة
على الضفة الديمقراطية، حتى الآن، تخوض السناتور ديبي ستابينو السباق التمهيدي من دون منافسة، في سعيها للاحتفاظ بمنصبها لولاية رابعة على التوالي بعد انتخابها لأول مرة عام ٢٠٠٠.
وأعيد انتخاب ستابينو بفارق مريح في انتخابات ٢٠٠٦ و٢٠١٢ حيث حصلت على ٥٧ بالمئة و٥٩ بالمئة من الأصوات على التوالي.
وتتمتع ستابينو بدعم مالي كبير، حيث جمعت ١.٩ مليون دولار في الربع المالي الأخير من العام ٢٠١٧، ولديها ٨ ملايين دولار في حساب حملتها، بحسب أحدث البيانات المالية المتوفرة.
ويضم مجلس الشيوخ الأميركي مئة مقعد، يسيطر الجمهوريون حالياً على ٥١ منها مقابل ٤٩ للديمقراطيين. وسيتنافس الحزبان بضراوة على المقاعد الـ٤٣ المفتوحة في الانتخابات القادمة، للسيطرة على الأغلبية، ومن ضمنها مقعد ستابينو.
ويشار إلى أن ٢٤ نيسان (أبريل) القادم هو الموعد النهائي للترشح للانتخابات التمهيدية التي ستقام في آب (أغسطس) القادم.
Leave a Reply