حسم “ديربي ديربورن” لمصلحته وتعادل مع “الايطالي”
انها مباراة الـ”ديربي”، “ديربي مدينة ديربورن” اكبر تجمع عربي – لبناني في اميركا حيث يتحدر منها ناديا “ديربورن ستارز” الذي ينضوي تحت راية النادي اللبناني الاميركي، و”سبورتنغ ميشيغن” الذي ينضوي تحت راية نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي. الحدث كبير لكثيرين من ابناء ديربورن ومن الطبيعي جدا ان يشد كل محب للرياضة الرحال الى مدينة ويكسوم لحضور الحدث المنتظر الذي ابصر النور بعد مخاض عسير وتأجيل لاكثر من مرة لاسباب مختلفة، ومن الطبيعي ان تكتسب المباراة اهمية قصوى لكل من يتعاطى الشأن الرياضي، فكان ان شحذ الفريقان الهمم تمهيدا للقاء المنتظر وتوالى التهديد والوعيد الرياضي (على سبيل المزاح) ما بين اللاعبين كل يريد ان يثبت حضوره الرياضي وريادته في ديربورن، وما بين الاداريين ايضا الذي وصل الى الدرجة القصوى قبل دقائق معدودة من اللقاء المنتظر حيث يريد “ديربورن ستارز” الفوز بالمباراة لينتقل الى المركز الثالث (حل خامسا الموسم الماضي) ويؤكد ان مشاركاته تثمر نتائج تصاعدية، في حين ان “سبورتنغ ميشيغن” يريد اثبات اهليته للانتقال الى “السيري وان” من اول مشاركة له في الدوري. وفي المقلب الآخر، في خارج الملعب، وعلى الهواتف كان الشحن غير الرياضي وغير البريء يطغى على كل ما عداه لأسباب معلومة – مجهولة ما تسبب في بعض الاوقات بالتأثير على بعض اللاعبين الذي حاولوا تشويه صورة المباراة بين الشقيقين وشاركوا فقط ليس للعب الكرة وانما لارتكاب المخالفات. كل يريد اثبات عدم صوابية قرارات المدربين السابقين والحاليين بالاستغناء عن خدماته وعدم اشراكه في المباريات، فكان ان توترت الاجواء بعض الشيء وكادت تودي بالمباراة الى ما لا تحمد عقباه وقد ساعد اداء الحكم المهتز في توتير الاجواء فانتقلت المواجهة من رياضية الى توتيرية ولكن ليس بين اللاعبين وانما بين لاعبي “ديربورن ستارز” والحكم الذي كان يطلب من اللاعب ان يشتمه حتى يتم طرده (حالة غريبة).
بالعودة الى مجريات المباراة وقبل البدء بتفاصيلها فكلمة حق يجب ان تقال ان “سبورتنغ ميشيغن” كان يستحق الفوز عن جدارة ولكن ليس بالطريقة التي ارادها الحكم والذي كاد ان يفجر فتيل مشكلة بين اللاعبين خصوصا ان هناك حساسية رياضية بين الفريقين. فقد بدأت المباراة بشكل ودي واجواء رياضية رائعة مع اداء باهت بعض الشيءمن كلا الفريقين وتصاعد الاداء ودب الحماس بين اللاعبين وهجمة هنا واخرى هناك لينهي الحكم الشوط الاول وتخلل هذا الشوط فرص قليلة جدا نتيجة الاداء الحذر من كلا الفريقين.
اما في الشوط الثاني فقد تطور الاداء بشكل لافت وبدا وكأن الفريقين كل يريد ان ينهي المباراة لمصلحته ومن رمية ركنية في الدقيقة الاولى من الشوط الثاني ترتد الكرة على مشارف المنطقة الى ذو الفقار ناصر الذي يسددها على الطاير مسجلا هدفا ولا اروع 1-0 وسط فرحة هستيرية لا توصف، وفي الدقيقة 56 يتوغل فايز دبوق داخل المنطقة وعندما ينفرد بالحارس يعرقله علي بزي داخل المنطقة بطريقة واضحة جدا ولكن الحكم يأمر بمتابعة المباراة وهنا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير والتحول في سير المباراة عندما أشهر الحكم البطاقة الحمراء بوجه ربيع مزهر مهاجم “ديربورن ستارز” لاعتراضه على عدم احتساب ضربة الجزاء. واستغل “سبورتنغ ميشيغن” النقص الحاصل في الفريق الخصم واضاف هدفين آخرين من توقيع خليل مروة في الدقيقة 79 عندما استثمر بينية في العمق من حسن قبوط لينفرد ويسجل من تحت الحارس 2-0، في حين اضاف فادي بزي الهدف الثالث بكرة عرضية من تسديدة بمواجهة المرمى في الدقيقة 86 لتصبح النتيجة 3-0. وأمام ما حصل توترت الاجواء في الملعب ما بين الحكم ولاعبي “ديربورن ستارز” تلقى حسين دبوق “فاول عنيف” بعض الشيء فما كان من حسين الا ان قال له ألا يوجد معك بطاقات صفراء فما كان من الحكم الا ان اشهر البطاقة الحمراء بوجهه، وتوالت البطاقات الحمراء وحصل عليها خضر عيسى. وامام هذا التوتير المعلن تابع الحكم النسج على نفس المنوال وطلب من فايز دبوق ان يشتمه ليحصل على الاحمر وهذا ما حصل. وامام هذا الوضع المتوتر طلب عباس ابو خضر من لاعبيه الوقوع ارضا لتنتفي قانونية المباراة، وفعلا اطلق الحكم صافرة نهاية المباراة قبل انتهاء وقتها الاصلي بفوز “سبورتنغ ميشيغن” 3-0. وخيرا فعل المدرب عباس ابو خضر بهذا الاجراء لانه لو اضيفت دقيقة واحدة لكان حصل المحظور خصوصا بعد التعصيب غير المبرر من الحكم والاستفزازات المتواصلة. وبعد المباراة قام اللاعبون والمدربون بالمعانقة والتهنئة للفريق الفائز وكانت اللقطة اجمل ما في المباراة، وفي دردشة خاصة مع الحكم عن الاسباب التي اوجبت اعطاء البطاقات الحمراء أشار الى ان ربيع مزهر كان يصرخ كثيرا في حين رفض التعليق على باقي البطاقات.
سبورتنغ ميشيغن – آي إي سي أس
انها مباراة ليّ الاذرع ومن يكسب النزال فيها لا يربح بالنقاط وانما بالضربة القاضية كون الفائز فيها يكسب المركز الثاني المؤهل للدرجة الاولى في حين ان “سبورتنغ” لديه الافضلية على غريمه كون التعادل يكفيه، في حين ان لا بديل عن الفوز للفريق الايطالي اذا ما اراد التأهل فالاول يملك 35 نقطة في حين الآخر لديه 33 نقطة فقط.
وإلى ملعب سان مارينو معقل الفريق الايطالي شد فريق “سبورتنغ مشيغن” الرحال الثلاثاء الماضي ليقابل فريق المنطقة وكله امل ان يعود ولو بنقطة واحدة تنقله الى مصاف الدرجة الاولى هذه النقطة التي كانت دونها صعوبات جمة أولها حلول شهر الصيام اعاده الله على الجالية والعرب والمسلمين بالخير والبركة، وثانيها ان الفريق الايطالي صعب المراس على ارضه وهو لم يتعادل مطلقا وغالبا ما كان هذا الملعب مقبرة لكل زائر ولكن كان سبورتنغ ميشيغن ليس كأي زائر. فقد آزره جمهور لا بأس به شاهد المباراة واقفا وتحت المطر الذي هطل بغزارة طيلة شوطي المباراة، اضافة الى انه كان متسلحا بالعزيمة والاصرار على العودة بالفوز وليس بنقطة التعادل وهو فاجأ خصمه بالضغط عليه وافشل خطته من اول المباراة ومنعه من فرض سيطرته على وسط الملعب فلعب المدرب ماجد صعب بتشكيلة تموضعت في وسط الملعب كونه على دراية بقوة الفريق الايطالي في الوسط. ومن احدى غزوات “سبورتنغ” يسجل خليل مروة (هداف البطولة بالتساوي مع الكلداني سيمون-18 هدفا) كرة ولا اروع عندما يرفع عرضية خادعة تخدع الحارس وتتهادى في الزاوية البعيدة عن الحارس في الدقيقة 31 لينتهي الشوط الاول بتقدم “سبورتنغ” لعبا ونتيجة.
اما في الشوط الثاني فقد ضغط الفريق المضيف وحاول من عدة جهات التوغل داخل المنطقة وكانت له عدة محاولات ابطل مفعولها قاسم بزي، ومع اندفاعهم للهجوم فتحت مساحات كبيرة في خط دفاع الخصم لم يستطع نور فوعاني ولا فادي بزي من استثمار اي من تلك الهجمات التي لاحت لهم وكان لعامل الصيام وشهر رمضان الاثر المباشر في تدني اللياقة البدنية وعطاء اللاعبين. وبعد عدة محاولات اثمرت احداها عن هدف التعادل الذي اتى في الدقيقة 85 لينعش آمال الطليان بالفوز ولكن صمود الفريق الديربورني امام هجمات الطليان الى ان باغتتهم صافرة الحكم لتعلن نهاية المباراة والدوري بنقطة لكل منهما وهذه النقطة التي نقلت “سبورتنغ ميشيغن” الى “السيري وان” كوصيف البطل؛ الفريق الكلداني “كالديين روكتس”. وترقبوا في العدد المقبل تقريرا مفصلا عن الفريقين وإحصائيات البطولة.
Leave a Reply