“سبورتنغ ميشيغن” – “بورت هيورن”
للمباراة الثالثة على التوالي و”سبورتنغ ميشيغن” يعاني الامرين من التغييرات وسوء التقدير الذي يلازمه نتيجة نسيان او تناسي ان “مملكة تدمر” لكرة القدم لا يستطيع ان يتربع على عرشها الا من يمتلك زمام المبادرة في خط الوسط ولا يبدو في الافق ان هناك حلولا لهذه المشكلة التي اصبحت قاب قوسين او ادنى من ان تمسي مستعصية مع ان الحلول الناجعة موجودة ولكن على خطوط الملعب. ومرة اخرى يدفع “سبورتنغ ميشيغن” ثمن اهماله قيمة هذا الخط واهميته لما يمثله من عمق هجومي ودفاعي بالوقت نفسه. فبعد بداية مقبولة نسبيا نتيجة عودة الدرة اللبنانية خليل مروة الى خط الهجوم والذي تحامل على اصابته وسجل هدفا واهدى آخرا واراحه المدرب في الشوط الثاني، بدا وكأن وقود خط الوسط قد نفذ مع بداية هذا الشوط ودون ان ينتبه احدا لهذه المشكلة او يحرك لها ساكنا فاستسلم الفريق اللبنانيلقوة خط وسط فريق “بورت هيورن” الذي طرق المرمى اللبناني من كل الجهات وخصوصا لجهة الظهير الايمن اللبناني علي بزي ووصلوا الى مرمى قاسم بزي من اقصر الطرق. وكلمة حق تقال لو ان لاعبي الوسط اللبناني قاموا بواجبهم الدفاعي بشكل معقول خصوصا بعد تقدمهم بنتيجة 3-0 لما كان للفريق المضيف ان يحلم بالوصول الى حافة منطقة الجزاء.
وبانت الثغرة واضحة في الناحية اليمنى للوسط اللبناني والتي اثقلت كاهل علي بزي الذي كان عليه ان يتقدم لسد تلك الثغرة الواضحة ولكن وداعة شاغلها وعدم تعاونه وانتهاء صلاحيته البدنية كانت العامل الاول لمرور مهاجمي الفريق الخصم. كل هذا حصل وعلى مرأى من الجميع ودون ان يحرك احد ساكنا. وفي وقت كان الجميع ينتظر احد التبديلات بسد تلك الثغرة وإذ بالتغييرات تكون في مركز قلب الدفاع الذي كان يبلي البلاء الحسن فيه شاغله حسن بيضون ولم يبق الامر كذلك وانما جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير باعادة علي صبرا الى قلب الدفاع وافراغ خط الوسط نهائيا من ابرز شاغليه. ولو ان وجود علي صبرا كان ضرورة قصوى بتواجده في قلب الدفاع ووجود صاحب البنية الجسدية الهائلة حسن بيضون امامه، فلو كان الامر كذلك من الاساس لكان الفريق خرج بالفوز الذي ينتظره الجميع ودون اي عناء يذكر .
بالعودة الى مجريات المباراة التي اقيمت في بورت هيورن فقد بدأت بجس نبض من هنا وهناك مع افضلية للفريق المضيف الذي لم يستفد من عدة فرص للتسجيل اضافة الى تألق لافت كالعادة للحارس قاسم بزي وبعكس مجريات المباراة تمكن الرائع علي صبرا من تمرير كرة هدية الى المتألق خليل مروة الذي قبل الهدية ورد بأحسن منهامسجلا هدف المباراة الاول في الدقيقة 23. وبعد الهدف حاول الفريق اللبناني استغلال الارتباك في صفوف المضيف عبر تسديدات علي صبرا وقبله فادي بزي الذي اصاب العارضة اضافة الى الضربة الحرة لعلي صبرا ايضا والتي صدتها العارضة. ومن هجمة منسقة أخرى يتألق خليل مروة على جهة اليسار ويتوغل في عمق المنطقة ويمرر بالعرض رائعة الى فادي بزي الذي لم يجد صعوبة في ايداعها الشباك مسجلا الهدف اللبناني الثاني في الدقيقة الاخيرة من عمر الشوط الاول.
الشوط الثاني بدأه “سبورتنغ ميشيغن” بطريقة مثالية ولكن لدقيقة واحدة عبر سلسلة تمريرات رائعة انتهت عند فادي بزي الذي توجها بهدف ثالث من بين قدمي الحارس معلنا الهدف الثالث ولكن بنالتي خيالية احتسبس على حسن بيضون الذي قطع الكرة من امام المهاجم جعلت من “بورت هيورن” يسجل هدفه الاول في الدقيقة 50 ويحيي الامل بعودة ميمونة الى اجواء المباراة في حين انها كانت صدمة سلبية على الفريق اللبناني الذي لم يستطع ان يخرج منها او يخرجه مدربه منها ايضا واستمر اللعب سجالا مع افضلية للمضيف الذي سجل هدفه الثاني 3-2 في الدقيقة 62. وكالعادة من الجهة المشكلة بعد سوء تغطية دفاعية وتحمُّل علي بزي للعبء الكبير نتيجة فراغ المنطقة الوسطى امامه.
وفي وقت كان الجميع بانتظار تغييرات جذرية لمحاولة رأب الصدع الذي تسبب به خط الوسط للمحافظة على التقدم الصعب كان المضيفون يصولون ويجولون في ارجاء الملعب وتحديدا من ناحية اليمين الاوسط ولا من يستطيع ان يتفوه بكلمة واحدة خصوصا بعد تعليمات المدرب للحضور بعدم موافقته على سماع اي كلام او تعليق على سير المباراة او اداء اللاعبين، وكان ايضا يلوح في الافق الهدف الثالث للمضيفين الى ان أتت الدقيقة 40 لتعلن عن ضياع لبناني دفاعي يستغله المهاجم البورت هيورني ويسجل الهدف الثالث 3-3 في الدقيقة 85 وسط فرحة جنونية وفيما تبقى من وقت المباراة كانت المباراة سجالا بين الفريقين واضاع ذو الفقار ناصر وفادي بزي هدفين مؤكدين في حين نجا المرمى اللبناني من عدة اهداف محققة لتنتهي المباراة بتعادل مخذل لـ”سبورتنغ ميشيغن” الذي فقد نقطتين ثمينتين في رحلة نيل اللقب في مشاركته الاولى.
“ديربورن ستارز” – “روميو بولدغز”
شد فريق “ديربورن ستارز” الرحال الى معقل الفريق المنافس الذي استضافه على ملعبه في بروس تاونشيب على الميل ٣٣، وفاز عليه في عقر داره بنتيجة 4-2. فبعد سلسلة النتائج المخيبة للامال للفريق الذي لم يحصد سوى نقطة يتيمة في اخر اربع مباريات والتي تسببت بالابتعاد عن اللقب فكان لا بد من الحلول السريعة لاعادة الروح للفريق. ووضع المدرب عباس ابو خضر نصب عينيه واللاعبين خيار الفوز الذي يعطي الزخم للعودة والمنافسة على المركز الثاني الذي تلوح بوادر الحصول عليه في الافق رغم صعوبة المهمة.
دخل فريق “ديربورن ستارز” اللقاء وبجعبته 20 نقطة في حين ان فريق “روميو بولدغز” يملك 13 نقطة مع افضلية هجومية ودفاعية للفريق الديربورني، وبناء عليه اتجهت كل الترجيحات الى فوز الفريق اللبناني، علما بان الفريق ما زال يعاني الغيابات والاصابات، فغاب عن هذا اللقاء بالاضافة الى قائد الفريق قاسم محمد كل من محمد بعلبكي ونادر حيدر وخضر عيسى فيما شهد عودة بلال حسين الذي اعطت عودته زخما قويا للفريق وتدعيما لخط الدفاع الذي عانى في الفترة السابقة اضافة الى مواكبته للهجوم فشارك في اول نصف ساعة من اللقاء على الجهة اليمنى فكانت توغلاته تسبب الازعاج للفريق المضيف واستطاع الضغط على الفريق الخصم من الجهة اليمنى للملعب وفرض حظر تقدم لمهاجمي الفريق المضيف ومول اكثر من كر خطيرة الى المهاجمين بالاضافة الى توغلات حسين دبوق على الجهة المقابلة فكانا يشكلان عمقا هجوميا للفريق اللبناني. وكان لخروج حسين دبوق بعد نصف ساعة من بداية اللقاء وتغيير مراكز اللاعبين الاثر الكبير في تراجع الاداء العام للفريق فتسببت الاخطاء الدفاعية بالهدفين الذين دخلا مرمى الفريق اللبناني.بالعودة الى مجريات المباراة دخل الفريق اللبناني المباراة ولا يوجد لديخ خيارا آخرا غير الفوز بأية طريقة كانت وفرض نفسه واداءه في النصف الساعة الاولى فسيطر على نصف الملعب وكانت لتوغلات بلال حسين وحسين دبوق الدور الاساسي في ايصال الكرات الى مرمى الخصم، واستطاع الفريق الحصول على اربع فرص خطيرة في العشر دقائق الاولى من المباراة. ولكن سوء الحظ وقف في وجه المهاجمين وبالمقابل كانت هناك بعض الازعاجات للفريق المضيف التي تسببت بخطورة على المرمى اللبناني بسببالاخطاء الدفاعية وكسر المهاجمين لمصيدة التسلل، وانتظر الفريق اللبناني حتى الدقيقة 40 ليفتتح التسجيل عن طريق ربيع مزهر والذي وقع بقدمه اول الاهداف لفريقه في المباراة فقد وصلت الكرة اليه على مشارف منطقة الجزاء ليسددها قوية بعيدة عن متناول الحارس مسجلا الهدف الاول 1-0، وبعدها بخمس دقائق فقط يتلقى نفس اللاعب كرة مماثلة فيسددها مرة اخرى بعيدة عن الحارس مسجلا الهدف الثاني لفريقه 2-0 ولينتهي بعدها الشوط الاول بتقدم ديربورن ستارز بهدفين دون مقابل.
وكانت تعليمات المدرب عباس ابو خضر بين الشوطين تحث على تسجيل اكبر عدد ممكن من الاهداف والى الاعتماد على الكرات القصيرة لاختراق دفاع الخصم وكان لتواضع اداء الحكم في المباراة السبب الابرز لعدم زيادة الغلة اللبنانية حيث قام باحتساب ضربة جزاء على حارس “ديربورن ستارز” دان الذي قطع الكرة بيديه بشكل طبيعي رغم انه لم يلمس احدا ولكن الحكم المساعد صحح قرار الحكم الرئيسي بعد مشاورات جانبية فيما بينهما، وفي هذا الشوط (الثاني) اهدر نور فوعاني داخل منطقة الجزاء كرة خالصة سددها من فوق الحارس ولكن المدافع قطع الكرة من على خط المرمى ليرد بعدها فريق “روميو بولدغز” في الدقيقة 59 بكرة طولية تمر عن جميع المدافعين لتصل الى المهاجم الذي سددها على يسار الحارس دان معلنا عن هدف تقليص الفارق 2-1، ولم ينتظر “ديربورن ستارز” طويلاً حتى يعيد الفارق الى هدفين وتحديدا عند الدقيقة 61 يمرر هاورن الكرة الى ربيع مزهر ليسددها على يسار الحارس مسجلا الهدف الثالث له ولفريقه في المباراة 3-1 ويرد “روميو بولدغز” في الدقيقة 65 مجددا بهدف تقليص الفارق وبعد خطأ دفاعي لتصبح النتيجة 3-2 لتدخل المباراة في سبات عميق يوقظها منه محمود حيدر في الدقيقة 80 عندما يستلم الكرة على مشارف منطقة الجزاء ويسدد كرة صاروخية في سقف المرمى مسجلا الهدف الرابع لفريقه 4-2. وبعد هذا الهدف لم تشهد المباراة اي فرصة تذكر لينتهي اللقاء بفوز “ديربورن ستارز” باربعة اهداف مقابل هدفين لفريق “روميو بولدغز”.
Leave a Reply