اجتماع بين المدير والأهالي وفعاليات يمنية لتوضيح الملابسات ومنع الشائعات”
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
كانت الصدفة وحدها هي ما جمع بين حدثين أثارا اهتمام وقلق الأميركيين بفاصل أسبوع واحد. أحدهما تمثل بمحاولة تفجير طائرة “نورث وست” فوق مدينة ديترويت وهو الحدث الذي احتل صدارة اهتمام وسائل الإعلام الأميركية والعالمية.
لكن أجهزة الإعلام الأميركية وجدت ما يكفي من الوقت وسط عاصفة المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأميركية، لتسليط الضوء على حادثة وقعت في ثانوية “أدسيل فورد” في غرب مدينة ديربورن كان “أبطالها” تسعة من الطلاب العرب اليمنيين الأميركيين تتراوح أعمارهم بين 15-16 سنة.
وفي تفاصيل الحادثة كما نقلتها إدارة الثانوية والإدارة العامة لمدارس ديربورن أن هؤلاء الطلاب ظهروا في صبيحة يوم الاثنين الماضي في الحرم المدرسي وهم يرتدون سترات رياضية حملت على واجهتها اسم الثانوية ورقم السنة الدراسية (201١) وعلى ظهورها ألقاب لهؤلاء الطلاب إلى جانب شعار الثانوية (الطائر الرعدي) والرقم 11 على شكل برجين لهما “نوافذ”.
إلى هنا تبدو “الحادثة” عادية. لكن ما أثار الانتباه والقلق لدى أفراد الجسمين الإداري والطلابي في الثانوية هو تلك العبارة التي ارتأى الطلاب المعنيون بالحادثة طبعها تحت الرقم (11) وتقول حرفيا: “ليس بإمكانكم إسقاطنا”، مما فسر بأنه إشارة مباشرة إلى مأساة اعتداءات الحادي عشر من أيلول، وأثار بالتالي غضب بقية الطلاب وأفراد الهيئة التعليمية والإدارية.
إدارة المدرسة ممثلة بالمدير العربي الأميركي حسان جعفر سارعت إلى استدعاء الطلاب وإجراء التحقيق معهم حول الدوافع وراء هذا السلوك المستغرب، وقامت بإرغام الطلاب على التخلي عن تلك السترات وتأنيبهم، بعدما تبين لها أن الطلاب المراهقين أقدموا على هذا العمل الطائش بدافع من الرغبة في جذب الانتباه، فوقعوا في خطأ لم يقدروا عواقبه وتداعياته بالنسبة لزملائهم الآخرين ومدرسيهم في الثانوية.
وأصدر مدير الثانوية حسان جعفر بيانا توضيحيا حول الحادثة ضمنه الإجراءات القانونية التي اتخذتها الإدارة بعد استشارة محامي القطاع المدرسي.
وأوضح البيان أنه “بعد التحدث إلى الطلاب (المعنيين) بدا واضحا أنهم لم يكونوا يضمرون أية نوايا مؤذية وأن المسألة برمتها نجمت عن محاولة بائسة ومقيتة لجذب الانتباه إلى أنفسهم”. وشدد البيان على “حرص إدارة الثانوية على سلامة جميع الطلاب والموظفين والتي تبقى على الدوام أولويتنا الأساسية في المدرسة”.
واعتبر مدير الاتصالات في القطاع المدرسي ديفيد موستينون أن إقدام الطلاب على تصميم السترات بإيحاءات ترتبط بكارثة 11 أيلول أثار عدم ارتياح زملائهم. غير أنه أضاف إن إدارة المدرسة لا تملك مبررات اتخاذ إجراءات إضافية بحقهم، وبعدما أعربوا عن اعتذارهم عن هذا السلوك.
وحظيت الحادثة بردة فعل قوية من جانب الجالية العربية اليمنية التي ينتمي إليها الطلاب. والتقى حوالي 200 شخص في مدرسة “سالاينا” غداة الحادثة وناقشوا مع مدير الثانوية حسان جعفر ومدير عام المدارس برايان وستون وبحضور فعاليات من الجالية اليمنية، على مدى ساعتين التداعيات التي خلفتها الحادثة.
وهدف الاجتماع إلى شرح ملابسات الحادثة والعمل على منع الشائعات حولها من الانتشار. وأعرب أهالي الطلبة المعنيين عن سخطهم من إقدام أبنائهم على هذا السلوك وعبروا عن قلقهم من الحادثة وتصميمهم على منع تكرار أية حوادث مماثلة في المستقبل.
Leave a Reply