النائبة الديمقراطية دخّنت السيجار وأنكرته
يبدو واضحاً بما لا يحتمل أي مجال للشك أو الريبة بأن النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغن في الكونغرس الأميركي، هايلي ستيفنز، لا تراهن على الناخبين ومصالحهم بقدر ما تعوّل على دعم الجماعات المؤيدة لإسرائيل، وفي مقدمتها لجنة العمل السياسي للشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك)، في حملتها الانتخابية المستجدة لخلافة السناتور الحالي عن ميشيغن في مجلس الشيوخ الأميركي، غاري بيترز.
وفي إطار جهودها لإرضاء اللوبي الإسرائيلي، لم تتورع ستيفنز عن نشر الأكاذيب ضد معارضي دولة الاحتلال وخاصة من امتنعوا عن دعمها سياسياً، بمن فيهم ناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني، الذي استهدفته النائبة الديمقراطية في مقابلة إعلامية أجرتها مع صحيفة «جويش إنسايدر» في شباط (فبراير) الفائت.
ومما لا شك فيه أن أموال أنصار دولة الاحتلال في الولايات المتحدة قد عادت بنتائج مجزية على النائبة ستيفنز، فقد تم انتخابها لأربع دورات متتالية لتمثيل ميشيغن في مجلس النواب الأميركي، وتميزت حملاتها السابقة بجمع تبرعات طائلة مقارنة بمنافسيها، سواء كانوا من المرشحين الديمقراطيين خلال جولات التصفية الحزبية، أو من المرشحين الجمهوريين في الجولات النهائية.
ستيفنز التي أعلنت الأسبوع الفائت عن ترشحها لخوض انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ميشيغن عام 2026، تعرف جيداً «كلمة السر» التي تستقطب الجماعات المؤيدة لإسرائيل، ولذلك تستبق حملاتها الانتخابية دائماً بإعادة التأكيد على تأييدها الصريح للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب دعمها المطلق للسياسات القمعية تحت عنوان مكافحة معاداة السامية.
وفي هذا السياق، دأبت ستيفنز على مغازلة اليهود الأميركيين من خلال التعبير عن دعمها الثابت لإسرائيل وانتقادها المستمر لما تسميه صعود معاداة السامية في الولايات المتحدة. وفي مقابلتها مع صحيفة «جويش إنسايدر» أكدت النائبة عن مقاطعة أوكلاند بأن الحزب الديمقراطي لايزال محافظاً على دعمه التقليدي للدولة العبرية، منتقدة زيارة حاكمة الولاية غريتشن ويتمر إلى دولة الإمارات العربية العام الماضي مع وفد من فعاليات عربية أميركية، كان بينهم ناشر «صدى الوطن» السبلاني.
تصريحات ستيفنز في المقابلة آنفة الذكر لم تتوقف عند الغزل المفضوح بالمجتمعات اليهودية الأميركية دون غيرها، وإنما وصلت إلى حد إطلاق الأكاذيب المضللة، حيث عبّرت عن صدمتها من زيارة الحاكمة إلى الإمارات برفقة السبلاني تحديداً كونه يمجد بطولات المقاومة اللبنانية، ويصف «ضحايا حزب الله اللبناني بالأبطال والشهداء»، على حد تعبيرها.
وادعت ستيفنز كذباً بأنها لم تقابل السبلاني مطلقاً، وأنها لا تنوي اللقاء به أو الانخراط في أية علاقة معه، قائلة: «لا يمكنني التساهل أو التغاضي مع هذا النوع من العلاقات، إذ لا ينبغي لرجل ناضج أن يطالب اليهود بالعودة إلى بولندا»، مضيفة: «ليس لدي وقت لمثل هذه الأشياء في حياتي، ولا أنوي القيام بأي رحلات إلى الخارج مع السبلاني ضمن مهمات حكومية».
وذكّرت ستيفنز بأنها غالباً ما تكون من أوائل من يصدرون بيانات ضد معاداة السامية، معتبرة بأنه من المهم أن يعبر السياسيون عن مواقفهم ضد العنف وكراهية اليهود. ورغم تأكيدها على أهمية إدانة هذه الظواهر، أشارت إلى أن بعض السياسيين ربما يترددون في اتخاذ مواقف حازمة في هذا الشأن، «بسبب أولويات أو قلة تدريب»، في نقد مبطن للحاكمة ويتمر.
من جانبه، علق السبلاني على تصريحات ستيفنز بالقول في بيان: «من المهم أن يعلم الجميع بأن تصريحات ستيفنز لصحيفة «جويش إنسايدر» «تجافي الحقيقة جملة وتفصيلاً»، نافياً صحة التصريح الذي نسبته إليه النائبة الديمقراطية، بالقول «لم أقل طيلة مسيرتي المهنية والسياسية بأنه يجب على اليهود أن يعودوا إلى بولندا»، مؤكداً بأنها ادعاءاتها «باطلة تماماً».
وجدد السبلاني تمسكه بدعم نضال الفلسطينيين من أجل العدالة والتحرر من نير الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، مستدركاً بالتأكيد على أن ذلك لا يعني تأييده أو تبريره لأي شكل من أشكال التطهير العرقي، «وهو ما ترتكبه إسرائيل يومياً ضد الفلسطينيين في غزة».
وقال السبلاني: “إن تصريحات ستيفنز ضدي ليست سوى كذبة أخرى تُضاف إلى سلسلة من الهجمات الممنهجة التي تهدف إلى وصفي زوراً وبهتاناً بمعاداة السامية وكراهية اليهود، ومن الأفضل لها أن تعتمد في تصريحاتها على الوقائع لا على التلفيق»، مفنداً أكاذيبها التي تضمنت تنكرها للمعرفة الشخصية بينهما.
وأردف السبلاني: «لقد زعمت ستيفنز في المقابلة نفسها أنها لم تلتقِ بي قط. وهذه أيضاً كذبة أخرى، إذ كنا قد التقينا بالفعل وتناولنا الطعام معاً في مطعم «لابيتا» في مدينة ديربورن، بحضور عدد من الضيوف. ليس ذلك فحسب، بل أنها استمتعت بتدخين سيجار كوبي من ضيافتي خلال ذلك اللقاء».
وعزا السبلاني تنكر ستيفنز للقاءاتها معه باستياءها من رفضه لدعمها في سباق مجلس النواب الأميركي بولاية ميشيغن في عام 2022، حيث فضّل حينذاك دعم منافسها أندي ليفي، والذي هو بالمناسبة «يهودي أميركي، وشخص محترم وموظف حكومي قدير»، على حد تعبير ناشر «صدى الوطن»، الذي ختم بالقول إن عدم نيل الدعم السياسي من شخص ما، لا يبرر نشر الأكاذيب ضده.
«صدى الوطن»
Leave a Reply