سامر حجازي – «صدى الوطن»
لو قام سائحٌ ما برحلة سريعة فـي أي وقت من النهار أو أي يوم من أيام الأسبوع الى محل «تيم هورتون» الذي افتتح حديثاً بالقرب من محطة السكك الحديد فـي مدينة ديربورن على شارع «ميشيغن أفنيو»، لافترض أنه المكان الوحيد الذي تُباع فـيه انواع القهوة و«الدوناتس» فـي محيط المنطقة القريب بسبب صف العربات والمركبات الدائر ٣٦٠ درجة وراء المحل سعياً إلى خدمة الطلب من خلال قيادة السيارة «درايف ثرو»، عدا عن الزبائن الجالسين فـي الداخل وخارج المحل.
ولكن هذا الافتراض هو أبعد ما يكون عن الحقيقة. فالمحل الجديد فـي ديربورن هو الموقع السابع الناجح
لـ«تيم هورتون» فـي المدينة. ولكن الجدير ذكره هنا هو مدى سرعة مبادرة الشركة لافتتاح محلات إضافـية جديدة فـي المنطقة.
«تيم هورتون»، هي الشركة التي تأسست فـي عام ١٩٦٤ فـي أونتاريو، كندا، تسلقت بسرعة عالم الضيافة لتصبح من أكبر سلسلة مطاعم الخدمة السريعة. ووفقا لأحدث الإحصائيات، هناك ٣٦٦٥ محلاً فـي كندا، فـي حين يوجد ٨٦٩ موقعاً فـي الولايات المتحدة
فـي السنوات الأخيرة بدأت سلسلة محلات القهوة و«الدوناتس» تكتسب زخماً كبيراً فـي منطقة جنوب شرقي ميشيغن، وتقريباً تم إلزام جميع المطاعم لأصحاب الامتياز من رجال الأعمال، إكمال برنامج مدته سبعة أسابيع فـي «جامعة تيم هورتون» فـي أونتاريو.
فـي مختلف الأسواق، وفـي اغلب الأحيان تم عقد شراكة بين «تيم هورتون» وسلاسل المطاعم الخفـيفة الرئيسة مثل «وينديز» و«غولدستون كريمري»، لتقديم أكثر من منتج واحد للزبائن تحت سقف واحد.
فـي ديربورن، هيمنة «تيم هورتون« فـي عالم القهوة و«الدوناتس» أمر لا يقبل الجدل. ففـي العامين الماضيين، تضاعف عدد محلات «تيم هورتون» فـي المدينة، بعد أنْ كان افتتاح محلات شركة القهوة الكندية يتم بشكل متقطع فـي أقاصي المدينة.
وتشمل أحدث المحلات تلك الواقعة على شوارع «فورد» وشرق «وايومنغ» و«وورن» و«وايومنغ» و«ميشيغن أفنيو» قرب شارع «غولي» على الجانب الغربي من المدينة.
وعلى بعد أقل من ميل إلى الشرق من محل القهوة على «ميشيغن أفنيو»، تأسس أول محل لـ«تيم هورتون» فـي ديربورن ولا يزال يعمل الى اليوم بل ومزدهر كثيراً. وكلا المحلان مملوكان معاً من قبل شانون وسكوت سوريان. وكان هذا المحل هو الأول لـ«تيم هورتون» والوحيد فـي ديربورن لسنوات عديدة وافتتح فـي عام ٢٠٠٢.
وسوريان زوجان، يشغلان ما مجموعه ستة محلات لـ«تيم هورتون» فـي ديربورن وديربورن هايتس وملفـينديل. ويملكان «تيم هورتون» على طريق غرينفـيلد، قرب شارع روتاندا، ويضم أيضاً مطعماً لـ«وينديز» يديره مالك منفصل.
وافتتح سوريان مؤخراً محلين جديدين فـي ديربورن هايتس، واحد على زاوية شارعي وورن وتلغراف والثاني فـي الطرف الجنوبي من المدينة، على شارع تلغراف، بين ميشيغن أفنيو وفان بورن رود.
وفـي هذا الصدد قالت شانون فـي حديثٍ مع «صدى الوطن» إنها استثمرت جيداً فـي محلات «تيم هورتون» بسبب والدتها التي كانت تملك وتشغل المحل الأصلي الواقع على ميشيغن أفنيو فـي ديربورن.
«أنا اعتقد أن «تيم هورتون» يقدم منتجات رائعة وأن هناك فكرة عظيمة لدى الشركة تتلخص بأن جميع أصحاب محلات «تيم هورتون» الذين أعرفهم هم مشاركون ومساهمون فـي حياة المجتمعات التي يخدمونها»، كما
ذكرت شانون سوريان مضيفةً «كجزء من كوننا أصحاب محلات امتياز فـي سلسلة مقاهي «تيم هورتون»
يعني مشاركتنا بفعالية فـي المجتمع. أنا نفسي خريجة مدارس ديربورن العامة ومن المهم لنا أن نكون جزءاً من هذا المجتمع».
بالنسبة للعرب الأميركيين القاطنين فـي ديربورن وديربورن هايتس، أصبح تعدد المحلات التي تبيع قهوة «تيم هورتون» يعني رحلة سريعة إلى إحداها من اجل إشباع سريع لرغبة الكافـيين.
وقال هيثم (توم) فقيه، صاحب امتياز محل «تيم هورتون» و«غولدستون» على شارع فورد غرب شارع وايومنغ، إن قهوة «تيم هورتون» أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الثقافة المحلية فـي السنوات الأخيرة. جودة القهوة هي التي حولته من زبون متذوق مخلص للقهوة الى صاحب امتياز محل للشركة.
وأضاف فقيه فـي حديث مع «صدى الوطن»، ان السبب على ما اعتقد هو نوعية وجرأة وطعم القهوة التي تشبه ذكريات طعم القهوة التي كان الشخص يرتشفها فـي الوطن الأم. فابناء الجاليات اللبنانية والعربية مولعون بالقهوة القوية والغنية. وسكان ديربورن يقدِّرون اخذ قسط من الراحة وتلقي الجودة. انها جزء من حياتهم اليومية الآن، وبدلاً من صنع القهوة فـي منازلهم يأتون الى «تيم هورتون».
وقال فقيه انه منذ افتتاح متجره فـي كانون الأول (ديسمبر) الماضي «لم تكن هناك لحظة واحدة مملة. فالزبائن يتزاحمون بشكل يومي». و«الدرايف ثرو» عنده يمكن أن يستوعب ما يصل إلى ٢٠ سيارة فـي وقت واحد، ولكن موظفـيه قادرون على خدمة ما يصل إلى ١٢٥ سيارة فـي الساعة بنفس الجودة والدقة.
وتعزو سوريان الجزء الأكبر للإقبال الكاسح على «تيم هورتون» للبيئة والمناخ اللذين يوفرهما المحل حيث تضم معظم هذه المحلات مناطق جلوس واسعة مع خدمة الإنترنيت اللاسلكية المجانية «واي فاي»، مما يجعل من كل ذلك مكانا مناسباً ومريحاً لطلاب الجامعات فـي كلية هنري فورد وجامعة ميشيغن-ديربورن القريبتين، والذين قد يحتاجون إلى مكان لتمضية الوقت خارج الحرم الجامعي وفـي الوقت نفسه التمتع بالقهوة مع سندويش أو «دوناتس» أو شطيرة.
وأردفت «اعتقد انه مزيج من المواد الغذائية والبيئة المتوفرة فـي المواقع، ونحن نشجع الزبائن ليأتوا ويقضوا وقتاً طويلاً معنا ونحث الضيوف على ارتياد المكان للاستراحة والجلوس مع أصدقائهم. ان المحل مزيج من النوعية الجيدة والسعر المناسب عدا عن ان الناس لا يشعرون ان عليهم ان يهرعوا للمغادرة».
وفـي حين أن سلاسل محلات القهوة المتنافسة، مثل «ستارباكس» و«دانكن ودونتس» وغيرها، تبدو أكثر هيمنة فـي المناطق المدينة الكبرى الأخرى فـي جميع أنحاء البلاد، لكن بالتأكيد لا يبدو أن هذا هو واقع الحال فـي ديربورن.
ولأن سلسلة محلات القهوة تأسست فـي كندا، فإنَّ الشركة انتقلت بسلاسة لمنطقة مترو ديترويت. وهناك سبب آخر فـي هيمنتها هنا يعود إلى اكتسابها سمعة إيجابية داخل الجالية، على عكس «ستارباكس».
فـي السنوات الأخيرة، انقسم العرب الاميركيون حول كيفـية التعامل مع «ستارباكس»، وترافق مع جدل حاد حول علاقة الشركة المالية مع إسرائيل، رغم نفـي ادارة «ستارباكس» ذلك عدة مرات.
ومع ذلك، يتردد البعض فـي شراء منتجات «ستارباكس» وارتياد محلاتها، ومع عدم وجود محلات لـ«دانكن دوناتس» فـي ديربورن وديربورن هايتس، بدأت محلات «تيم هورتون» بالظهور التدريجي والانتشار، لانها ربما تحتوي على كوب القهوة «الصحيح سياسياً» والسهل الوصول اليه فـي الديربورنيين. كما ان محلات الشركة الكندية الأصل هي أيضاً أكثر استجابة لتعددية زبائنها والتي، بنظر البعض، يفتقر اليها منافسوها من عمالقة شركات القهوة.
وفـي هذا الصدد تقول سوريان إن محلاتها تستجيب تماماً لاحتياجات الزبائن. على سبيل المثال، فإنها تزيد من عدد الموظفـين خلال ساعات منتصف الليل طيلة شهر رمضان المبارك عندما يتوافد المسلمون الصائمون الى المحل الذي يفتح ٢٤ ساعة خلال الشهر الفضيل للحصول على جرعاتهم من الكافـيين قبل شروق الشمس.
وقال فقيه إن المكتب الإقليمي للشركة يسهل حاجات أصحاب الامتياز وقاعدة الزبائن المتنوعة التي يمثلونها. وأضاف «انهم يقومون بدراسة المجتمعات ويعملون مع أصحاب المحلات لاستيعاب الناس وتقديم الخدمات المناسبة. كما انهم ملتزمون بالانتاج الجيد ويعملون معنا للتأكد من تقديم افضل الخدمات لزبائننا. والمحلات الأكثر ربحاً بالنسبة لهم هي تلك الموجودة فـي ديربورن».
وختم فقيه بالقول إنه يسعى لتوسيع
استثماره وشراكته مع «تيم هورتون» من خلال التخطيط لفتح المزيد من المحلات فـي المستقبل، وعينه على خارج منطقة ديربورن.
Leave a Reply