حداد: نتعاون مع شرطة المدن الأخرى.. والقبض على المهاجمين مسألة وقت
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع الاقتصادية صعوبة، تتزايد جرائم السرقة والسطو المسلح بشكل ملحوظ، حتى في مدينة ديربورن التي لطالما اعتبرت مدينة آمنة بالمقارنة مع جارتها مدينة ديترويت وبقية المدن الأخرى في المنطقة.
فقد شهد الأسبوع الماضي تعرض محطتي وقود في ديربورن للسطو المسلح، حيث قام خمسة مسلحين باقتحام محطة “موبيل” القريبة من تقاطع شارعي ميشيغن وأوكمان، حوالي الساعة الثامنة، من صباح يوم الأحد الماضي.
وروى عامل المحطة توم شعلان لـ”صدى الوطن” تفاصيل الحادثة بالقول: “في الساعة 7:45 هاجمني ثلاثة أشخاص يرتدون الأقنعة، وقام أحدهم بإطلاق النار على الزجاج من أجل تخويفي، ثم طلبوا مني إعطاءهم مفاتيح الخزانة من أجل أن يسلبوا الأموال التي فيها، ولكن المفاتيح فعلا لم تكن بحوزتي”.
وأضاف: “حاولوا اقتلاع الخزانة من مكانها ولكنها كانت مثبتة بشكل قوي، وأدركوا أن محاولتهم باءت بالفشل فلاذوا بالفرار بسرعة احترافية، إذ أن كامل العملية لم تستغرق أكثر من دقيقتين”.
وأشار إلى أنهم كانوا خمسة أشخاص، ثلاثة منهم دخلوا إلى المحطة بينما بقي الاثنان الآخران ينتظران في السيارة، وقال: “بعد هربهم قمت بالضغط على جرس الإنذار.. وبالفعل لم يستغرق الأمر أكثر من دقيقتين حتى وصول دورية الشرطة، وبعدها قام المحققون برفع البصمات وإجراء التحقيقات الازمة”.
وأفاد شعلان إلى أن المهاجمين كانوا على الأغلب من الأميركيين السود، وقال “كانت لهجتهم تدل على ذلك بشكل واضح”.
قاموا باقتلاع الخزانة
وقبل ذلك بيومين، تعرضت محطة “بي <ـي” الواقعة قريبا من تقاطع شارعي فورد وميللر إلى اقتحام من قبل ثلاثة أشخاص مسلحين ومقنعين. وسرد مدير المحطة عبدالرحمن القاضي تفاصيل ما جرى في تلك الليلة قائلا: “بعد الساعة العاشرة من مساء يوم الجمعة الماضي، تفاجأت بوجود سيارة تسلط أضواءها القوية على المحطة، وعندما كنت أقوم باستطلاع الأمر عبر النظر من خلال الزجاج، تفاجأت بوجود شخص يصوب بندقيته نحوي من الخارج ويشير إلي بعدم التحرك. لم يستغرق الأمر إلا ثواني معدودات، كانوا سريعين ومحترفين، ولذلك لم أتمكن من الضغط على جرس الإنذار… ثم دخل اثنان منهما وألقياني أرضا ووضع أحدهم فوهة البندقية على رأسي وهو يطالبني بإعطاء مفاتيح الخزانة”.
قلت له: “المفاتيح ليست معي”. فقال رفيقه غاضبا: “إذا لم يعطك المفاتيح.. إطلق النار عليه”. فرد صاحب البندقية: “لم نأت إلى هنا لنقتل.. لقد جئنا من أجل المال”!
وتابع القاضي: “المفاتيح لم تكن بحوزتي فعلا.. لذلك قاموا باقتلاع الخزانة التي تحوي مبلغا يقدر بين 30 و35 ألف دولار، كما قاموا بسرقة الأموال الموجودة في صندوقي المحاسبة، إضافة إلى حوالي 15 كرتونة دخان، وبعدها لاذوا بالفرار”.
وأشار القاضي إلى أن وصول دورية الشرطية كان سريعا ولم يستغرق أكثر 40 ثانية، ولكن المهاجمين كانوا قد هربوا. وقال: “قام المحققون برفع البصمات وإجراء التحقيقات وقد استغرق ذلك حوالي الخمس ساعات”.
وتجدر الإشارة إلى أن كلتا المحطتين غير مجهزة بالزجاج الواقي من الرصاص.
الشرطة تصل بسرعة خاطفة
وفي اتصال مع رئيس شرطة ديربورن رونالد حداد أكد أنه سيتم في القريب العاجل القبض على هؤلاء المهاجمين وتقديهم للعدالة، وقال: “إننا نعتقد أن المجموعة نفسها هي التي قامت بمهاجمة المحطتين”. وأضاف: “نحن نعمل مع دوائر الشرطة في المدن الأخرى.. ونقوم الآن بتفحص شرائط الفيديو والصور الملتقطة لكي نحصل على أكبر قدر من المعلومات”.
وشدد حداد على أن مسألة القبض على هؤلاء المهاجمين “هي مسألة وقت لا أكثر”.
وتجدر الإشارة إلى العاملين اللذين تعرضا للهجوم أكدا أن استجابة الشرطة كانت سريعة جدا، حيث أشار القاضي إلى أن وصولهم استغرق حوالي الـ40 ثانية، بينما قال شعلان أن وصول الدورية استغرق حوالي الدقيقة ونصف الدقيقة.
مقارنة مع ديترويت
ويجدر التذكير إلى أن رجال أعمال ومالكي محطات وقود من العرب الأميركيين كانوا قد عقدوا أكثر من اجتماع مع مسؤولي مدينة ديترويت، بدعوة من لجنة “تراي كاونتي بزنس”، من أجل بحث أفضل السبل لحماية المصالح التجارية والعاملين فيها، على خلفية بطء استجابة رجال الشرطة لاستغاثات العمال الذين تتم مهاجمة المحطات التي يعملون فيها، حيث تتأخر استجابة الشرطة في أكثر الأحيان إلى عدة ساعات، الأمر الذي لا يعاني منه أصحاب المحطات في ديربورن.
وأشار نائب مدير الأمن في مقاطعة وين سامر جعفر إلى أن الآونة الأخيرة شهدت حوالي ثمانية عمليات سطو، لجأ فيها المهاجمون الذين يحملون أسلحة متطورة إلى استخدام سيارات كبيرة وقاموا باقتلاع ماكينات سحب الأموال “أي تي أم” كما قاموا بسرقة صناديق المحاسبة.
جهود لحماية الأعمال
وعبر جعفر عن مخاوفه من أن تنتهي مثل تلك العمليات بمقتل أحد العاملين لا سيما وأن بعض المحطات غير مجهزة بالزجاج الواقي من الرصاص، وقال: “إنه من الملح إيجاد حل وقائي وعملي لعمليات السطو”.
وقال إن اجتماعا مماثلا سيعقد خلال الأسبوعين المقبلين وسوف يحضره مسؤولون من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وإدارة الأمن الداخلي إضافة إلى مسؤولين من وكالات ودوائر محلية لمتابعة هذه المواضيع، وأكد أن محافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو سيفعل ما بوسعه لحماية أبناء المقاطعة.
من ناحيته، قال رجل الأعمال شاكر عون الذي قام مع بعض رجال الأعمال الآخرين بتأسيس “لجنة تراي كاونتي للأعمال” للاهتمام ومتابعة مثل هذه المسائل: “لا يفاجئني أن يصل المهاجمون إلى مدينة ديربورن أو إلى المدن الأخرى فالأوضاع الاقتصادية متدهورة وضاغطة.. ولكننا سنبذل كل الجهود من أجل تلافي ذلك، وسوف نطلب مساعدة جميع الجهات الأمنية بمن في ذلك مسؤولي إدارة الأمن الداخلي.. لأن هذه العمليات لا تؤثر على الأعمال والمصالح الاقتصاية فقط ولكنها تؤثر على كامل مجتمعنا”.
وفي السياق، دعا حداد العاملين في محطات الوقود وجميع الأعمال الأخرى إلى أخذ الحيطة والحذر، وقال: “إذا رأيتم أي شخص يدخل أماكن عملكم ولا يقوم بشراء أي شيء، انتبهوا.. فقد يكون ذلك الشخص مستكشفا لأعضاء مجموعته.. هذه إشارة عليكم ألا تهملوها.. مع تأكيدنا ألا تقوموا بالمواجهة المسلحة مهما كانت الظروف”.
لمزيد من المعلومات ولمن لديه معلومات عن المهاجمين يمكن الاتصال مع شرطة ديربورن على الرقم: 313.943.3012
Leave a Reply