ديربورن
في أولى رحلاتها خارج العاصمة الأميركية منذ تعيينها في أواسط حزيران (يونيو) المنصرم، قامت السفيرة اللبنانية لدى الولايات المتحدة، ندى حمادة معوض، يوم الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بزيارة تفقدية للجالية اللبنانية المنتشرة بولاية ميشيغن، حيث التقت بالعديد من الفعاليات الاغترابية في مدن ديربورن وكلينتون تاونشيب وبرمنغهام وفنتون.
الزيارة التي جاءت بدعوة من قنصلية لبنان العامة بديترويت، وقوبلت بترحاب لافت من المغتربين اللبنانيين في منطقة ديربورن، تندرج ضمن جولات مرتقبة تشمل عدداً من الولايات الأميركية التي تحتضن جاليات لبنانية كبيرة بهدف تعزيز التواصل مع الانتشار اللبناني، والتأكيد على الدور الوطني للانتشار في دعم لبنان على الصعد السياسية والثقافية والاقتصادية.
وفي الإطار، أقامت منظمة LAHC (النادي اللبناني الأميركي سابقاً) حفل استقبال لأول لبنانية تتقلد منصب السفير اللبناني لدى واشنطن، بحضور القنصل العام اللبناني الجديد في ديترويت ابراهيم شرارة ونخبة من الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية التي عبّرت عن امتنانها لمبادرة السفيرة.
وفي مستهل اللقاء، رحب ناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني بالسفيرة معوض، مشيداً بما وصفه «المبادرة التي تعيد وصل ما انقطع بين الدبلوماسية اللبنانية في واشنطن والجاليات اللبنانية الفاعلة في الولايات المتحدة»، ومستعرضاً الدور الريادي للجالية اللبنانية في ميشيغن وإسهاماتها الاقتصادية والثقافية والإعلامية.
وسلط السبلاني الضوء على المكانة المتميزة والدور المتنامي للجالية اللبنانية في منطقة ديترويت، وفي عموم ولاية ميشيغن، مشيراً إلى أنّها باتت تشكّل أحد الأعمدة الرئيسية في الحياة العامة سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي.
وقال السبلاني: «هنا ديربورن، صناعة لبنانية بامتياز، قوة اقتصادية وسياسية وانتخابية تتنامى بامتياز»، مستدركاً بالإشارة إلى أن الحضور اللبناني كان محدوداً جداً عندما قام بتأسيس صحيفة «صدى الوطن» عام 1984، ولكن بعد مرور عدة عقود، «تحولنا من مشكلة انتخابية إلى نجاح باهر ليس فقط في المدن ذات الكثافة العربية، وإنما في عموم مقاطعة وين التي تضم زهاء مليوني نسمة، والتي بات «نائب المحافظ فيها لبناني اسمه أسعد طرفة، ومدير الأمن فيها لبناني اسمه سامر جعفر، ونائب الشريف فيها لبناني اسمه مايك جعفر».
واستعرض السبلاني أسماء العديد من اللبنانيين الذين يتبوأون مناصب حكومية وقضائية رفيعة مثل القاضية مريم سعد بزي التي أصبحت عضواً في محكمة الاستئناف بالولاية فضلاً عن عشرات القضاة في محاكم المقاطعات والمدن، إلى جانب النائب في مجلس نواب الولاية العباس فرحات، ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي ورئيس مجلس المدينة مو بيضون، ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود ورئيس مجلس المدينة مايك سرعيني، وغيرهم.
وأردف مخاطباً السفيرة الضيفة: «نحن قوة انتخابية مهمة في ولاية متأرجحة، ننظم أنفسنا ونعد العدة لمعارك انتخابية قادمة ومفصلية في الولاية وعلى مستوى الولايات المتحدة، لذلك حري بنا أن نعرف بأن ديربورن ليست فقط مدينة للأسواق العربية بل إنها عاصمة العرب الأميركيين عن حق».
من جهته، دعا رئيس محكمة ديربورن القاضي سالم سلامة، السفيرة معوّض إلى تكثيف تواصلها مع دوائر القرار في العاصمة الأميركية، «لدعم لبنان ومساعدته في إعادة إعمار ما خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية على عديد المناطق اللبنانية خلال العام المنصرم»، مؤكداً بأن «صوت لبنان في واشنطن يجب أن يبقى قوياً وفاعلاً».
القنصل العام الجديد إبراهيم شرارة، ألقى كذلك كلمة استهلها بطلب الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في مجزرة بنت جبيل الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال مع والدهم وأحد أقربائهم، معرباً عن استيائه العميق لمواصلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ومؤكداً على «دور الجالية في منطقة ديترويت في دعم وطنها الأم بالأفعال.. لا بالأقوال».
وقال شرارة: «وصلت إلى هذه الولاية منذ عشرة أيام، على وقع مأساة خضّت الجالية اللبنانيّة في مدينة ديربورن، بجريمة سقط ضحيّتها ثلاثة أطفال ووالدهم من آل شرارة في جنوب لبنان، لهم امتداد وسط هذه الجالية»، مضيفاً: «عشرة أيام، مرّت كأنّها لحظات، لكثرة ما غمرني أهلنا هنا من محبّة واحتضان، ولكثرة ما رأيت فيها من طاقات مُبدِعة ونجاحات باهرة وعقول نيّرة وشخصيات استثنائيّة».
وأكد شرارة بأن الجالية اللبنانية في ميشيغن «تُعد نموذجاً فريداً في التنوّع والوحدة معاً»، مثنياً على مؤسساتها ومساجدها وكنائسها التي «تعكس وجه لبنان الحقيقي بتعدديته وتكاتفه»، ومعرباً عن أمله في «تعزيز التنسيق والتعاون المستمر بين السفارة والقنصلية لما فيه خير الوطن والمغتربين».
السفيرة معوض، شكرت في كلمتها، اللبنانيين الأميركيين على حرارة الاستقبال خلال الزيارة التي وصفتها بأنها «رائعة بكل المقاييس»، مؤكدة بأن المغتربين اللبنانيين في الولايات المتحدة هم «السفراء الحقيقيون للبنان في العالم». وقالت: «الجالية اللبنانية في ميشيغن مميزة بحق، إنها تتسم بالدفء والكرم والترحاب، وإنني أشعر بفخر كبير لتمثيل لبنان أمام هذا المجتمع النابض بالحياة».
وأضافت بأن جولتها تمثل بداية لمسار جديد من الانفتاح والتواصل مع المغتربين في كافة أنحاء أميركا، وقالت: «لبنان يستمدّ قوته من طاقاته المنتشرة حول العالم، وأنتم وجهه المشرق في الولايات المتحدة»، مشددة على أن وحدة الجاليات اللبنانية تشكل ركيزة أساسية في دعم مسيرة لبنان نحو الاستقرار والازدهار.
كذلك، قامت معوض في اليوم نفسه، الأربعاء 3 أكتوبر، بزيارة أبرشية مار شربل المارونية في بلدة كلينتون تاونشيب، حيث ألقت –بحضور نخبة من الفعاليات اللبنانية وراعي الأبرشية الأب ألفرد بدوي– كلمة عبّرت فيها عن صلابة ووحدة اللبنانيين في الخارج، رغم الانقسامات الداخلية بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدة على دورهم في بناء وازدهار الوطن الأم.
وقالت معوض: «لقد حان الوقت لكي نوجه التميز والنجاح الذي نتصف به نحو وطننا للمساعدة في خلق الفرص وترسيخ الازدهار الاقتصادي وللعمل لكي يكون لدينا في لبنان حلم لبناني، على شاكلة الحلم الأميركي في الولايات المتحدة».
Leave a Reply