السلطات الفدرالية توصي بحقنة معزِّزة لمن يعانون من ضعف جهاز المناعة .. وتجيزها للجميع ابتداء من 20 سبتمبر
واشنطن، ديترويت
بعد يوم واحد من فتح باب التطعيم بجرعة ثالثة من لقاحي «فايزر» و«موديرنا»، للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، سمحت السلطات الفدرالية، الأربعاء الماضي، لجميع الأميركيين الذين تلقوا اللقاحين المضادَين لفيروس كورونا، بتلقي حقنة ثالثة معزِّزة بعد مرور ثمانية أشهر من الجرعة الثانية، وذلك اعتباراً من 20 أيلول (سبتمبر) المقبل.
وفي بيان، قال مسؤولون فدراليون كبار، بينهم مديرة مراكز السيطرة على الأمراض (سي دي سي)، روتشيل والينسكي، والقائمة بأعمال وكالة الأدوية والأغذية الأميركية (أف دي أي)، جانيت وودكوك، إن البيانات المتاحة تُظهر بوضوح أن الحماية من فيروس كورونا «تبدأ بالانخفاض بمرور الوقت بعد أول جرعتين من اللقاح، لاسيما مع هيمنة المتحورة دلتا».
وتابع البيان «بدأنا نرى أدلة على انخفاض الحماية ضد المرض بأعراضه الخفيفة والمتوسطة»، مؤكداً أن «هناك حاجة إلى جرعة معززة لزيادة الحماية التي يوفرها اللقاح إلى أقصى حد وإطالة أمدها».
وبناء على أحدث التوصيات الفدرالية، باشرت عدة مدن ومقاطعات في ميشيغن، على رأسها ديترويت، بتقديم الجرعة الثالثة من «فايزر» و«موديرنا» للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة بسبب حالات صحية حددتها «سي دي سي»
لكن عملياً، أصبح بإمكان جميع سكان الولاية المطعمين باللقاحين، الحصول على الجرعة المعززة، دون الحاجة إلى إثبات حالة مرضية تستوجب الحصول عليها، بسبب عدم اعتماد أية آلية عملية للتمييز بين الحالات في المراكز الصحية.
وفي السياق، قال رئيس بلدية ديترويت، مايك داغن، إن المدينة ستقدم الجرعة الثالثة من لقاحي «فايزر» و«موديرنا» عبر مراكزها الطبية، ومن ضمنها مركز «تي سي أف» في «الداونتاون»، مطالباً السكان بالالتزام بالتوصيات الصحية، لأن المدينة لن تكون مسؤولة عن تحديد أهليتهم للحصول على الحقنة المعززة.
وأوضح داغن في مؤتمر صحفي، الإثنين الماضي، قائلاً: «إذا اتصلت بنا وقلت إن جهاز المناعة لديك ضعيف وإنك تريد الجرعة الثالثة، فسوف نحجز لك تلك الجرعة، ولن يطلب منك أحدٌ زجاجة الدواء أو رسالة من طبيبك» لإثبات الحالة الصحية.
وأضاف: «لسنا هنا لاتخاذ القرار الصحي بالنيابة عنك»، ناصحاً الأشخاص المترددين حيال هذه المسألة باستشارة طبيبهم الخاص.
ولفت داغن إلى أن شركة «فايزر» أجرت دراسة أظهرت أن فعالية اللقاح تنخفض إلى نسبة 84 بالمئة بعد ستة أشهر من أخذه، لافتاً إلى أنها قد تنخفض أكثر مع مرور الأشهر.
وبالفعل باشر مركز «تي سي أف»، يوم الثلاثاء الماضي، بتقديم الجرعة المعززة ضد كورونا بموجب مواعيد مسبقة، حيث تتوفر لديه حالياً أكثر من 30 ألف جرعة إضافية من اللقاحين، وذلك قبل يوم واحد من قرار السلطات الفدرالية بإتاحة الجرعة الثالثة لجميع المطعمين بلقاحي «فايزر» و«موديرنا» ابتداء من 20 سبتمبر المقبل.
ويشار إلى أن 41 بالمئة فقط من سكان المدينة البالغين قد تلقوا حتى الآن جرعة واحدة على الأقل من لقاحات كورونا، وهي نسبة أدنى بكثير من المعدل المطلوب عند 70 بالمئة.
أما في مقاطعة واشطنو، حيث تحققت نسبة 70 بالمئة، فسوف تتاح الجرعة الثالثة للأفراد بمجرد حضورهم شخصياً وتوقيع إقرار بأنهم يعانون من إحدى الحالات الصحية التي حددتها السلطات الفدرالية، دون الحاجة إلى إثبات ذلك.
ومن المتوقع أن تعلن مقاطعات أخرى، عن خطط مماثلة لتوزيع الجرعة الثالثة من لقاحي «فايزر» و«موديرنا».
شروط الجرعة الثالثة
قال الجراح العام الأميركي، الدكتور فيفك مورثي، إنه ليست هناك حاجة حالياً إلى الجرعات المعززة للقاح «كوفيد–19» لعامة سكان الولايات المتحدة، «لكن الإدارة تتحقق من البيانات يومياً، وهي ستكون جاهزة في حال تغير ذلك».
وكانت مديرة «سي دي سي»، روشيل والينسكي، قد قالت في بيان: «في الوقت الذي ترتفع فيه إصابات متغير «دلتا»، فإن منح جرعة إضافية لبعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة يمكن أن يساعد في منع حالات الإصابة الخطيرة والتي تهدد حياة هذه الفئة من السكان» المقدر حجمها بحوالي 3 بالمئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة.
وتضمنت قائمة الحالات الصحية المستوجبة للجرعة الثالثة من لقاحي «فايزر» و«موديرنا»: زرع الأعضاء، فيروس نقص المناعة البشرية، والعلاج المستمر من مرض السرطان، بينما لم تشمل القائمة حالات صحية أخرى أكثر عرضة لمخاطر وباء كورونا، مثل أمراض القلب أو مرض السكري.
وكانت «سي دي سي» قد أعلنت أن قرار منح الجرعة المعززة من لقاح كورونا لا ينطبق على لقاح شركة «جونسون آند جونسون»، بسبب عدم كفاية البيانات الحالية، وهو نفس القرار الذي أعلنته لجنة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أي).
وتتيح توجيهات «سي دي سي» الجرعة المعززة من لقاحي «فايزر» و«موديرنا» للحالات التالية:
– من يتلقون علاجاً مستمراً من الأورام السرطانية أو سرطان الدم.
– من أجريت لهم عمليات زرع أعضاء ويتناولون أدوية لتثبيط جهاز المناعة.
– من خضعوا لعملية زرع خلايا جذعية خلال العامين الماضيين أو كانوا يتناولون أدوية مثبطة لجهاز المناعة.
– من يعانون من نقص المناعة الأولية المعتدل أو الشديد (مثل متلازمة دي جورج، متلازمة ويسكوت–ألدريتش).
– المصابين بعدوى نقص المناعة البشرية HIV المتقدمة أو غير المعالجة.
– من يخضعون لعلاج مستمر بجرعات عالية من الهرمونات المنشطة أو الأدوية الأخرى التي قد تثبط الاستجابة المناعية.
Leave a Reply