ديترويت – شهدت عديد المدن في منطقة ديترويت الكبرى وعموم ولاية ميشيغن اصطفاف طوابير طويلة من المواطنين أمام المكاتب المختصة لتقديم طلبات للحصول على تراخيص بحمل السلاح، حسب تحقيق أجرته صحيفة «ديترويت نيوز». ويأتي هذا الإقبال الواسع على اقتناء السلاح وسط مخاوف الأميركيين من فرض قوانين جديدة تكبح حرية حمل السلاح المكفولة بالتعديل الثاني من الدستور الأميركي. وذلك في اعقاب حادثة اطلاق النار التي شهدتها احدى المدارس في كونيتيكت مؤخرا وراح ضحيتها 20 طفلاِ وستة بالغين.
وأوضح تقرير الصحيفة ان طلبات ترخيص حمل السلاح تضاعفت في كانون الثاني (يناير) الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام 2012 في العديد من المقاطعات، فيما شهدت متاجر بيع الاسلحة ومراكز التدريب على الرماية ازدهاراً ملحوظاً.
وقالت الصحيفة أن المكتب المختص في مقاطعة أوكلاند تلقى 2112 طلباً الشهر الماضي مقارنة بـ994 طلباً في نفس الفترة من السنة الماضية، وبذلك يصل عدد المرخص لهم بحمل السلاح في مقاطعة أوكلاند في العام 2013 الى 49377 شخصاً، أي ما نسبته 4 من كل 100 مواطن.
أما في مقر مقاطعة ماكومب وصل الطابور مطلع الأسبوع الماضي الى الأروقة المؤدية الى محكمة المقاطعة واستمر يومياً حتى الساعات الاخيرة من الدوام. وقال مسؤولون في المقاطعة إن عدد الطلبات في 16 من الشهر الماضي وصل حداً غير مسبوق، وهو ضعف العدد الذي تستقبله المقاطعة يوميا، وقال لين براون من مكتب المقاطعة ان عدد الطلبات وصل الى 1464 طلباً الشهر الماضي مقارنة بـ784 في نفس الشهر من السنة الماضية. وأكد شريف المقاطعة انطوني ويكرشام إن إدارته عينت هيئة لفحص المتقدمين لطلب تراخيص السلاح، وقال ان المتقدمين كان عليهم الانتظار لساعتين لأخذ البصمات.
ومن جانبه قال شريف مقاطعة أوكلاند مايك مكابي ان مكتبه اكتظ بالمتقدمين لاخذ البصمات، وهو اجراء معمول به في منح تراخيص حمل الاسلحة. ويذكر أن هيئة رخص السلاح في المقاطعات تضم ممثلين من مكتب الشريف والادعاء وشرطة الولاية، وهذه الهيئة بيدها الموافقة على الطلبات او رفضها بناء على عدة عناصر اهمها الحالة العقلية والصحية والسجل الجنائي للمتقدم، لكن القليل من الطلبات يتم رفضها، حيث تم رفض 4 طلبات فقط في ماكومب الشهر الماضي، في مقابل 9 من اصل 831 طلبا قدمت في مقاطعة جينسي بحسب مدعي عام المقاطعة ديفيد لايتون الذي يعتبر هذا الاقبال الشديد مرتبط بمجزرة مدرسة نيوتاون وخشية الناس من تشديد قوانين السلاح.
حتى المقاطعات ذات الندرة السكانية مثل مقاطعة غراتشيت (شمال لانسنغ) شهدت زيادة في عدد المتقدمين حيث وصل عدد المسموح لهم بحمل السلاح في 2013 الى 1192 شخصاً رغم ان عدد سكان المقاطعة 42 ألف نسمة.
الاستثناء الوحيد كان مقاطعة وين حيث اكد المسؤولون انها لم تشهد ارتفاعا في عدد المتقدمين مقارنة بالشهور المماثلة في السنة الماضية، وقالت المتحدثة باسم مكتب المقاطعة، جينا سواني، ان الاعداد ارتفعت قليلا في شهري كانون الثاني وشباط بسبب تلقي الناس للمرتجعات الضريبية. ورغم ذلك تبقى مقاطعة وين هي الاعلى في عدد الحاصلين على تراخيص حمل السلاح باعتبارها ذات أعلى كثافة سكانية في ميشيغن (1,8 مليون نسمة) ويبلغ عدد الحاصلين على رخص السلاح 70134 شخصاً.
وعلى مستوى الولاية وصل عدد تراخيص حمل السلاح في 2 كانون الثاني من هذا العام الى 355,585 رخصة حوالي ٢٠٠ ألف منها جديدة، إضافة الى 87,740 رخصة منتهية أو مسحوبة أو مرفوضة.
Leave a Reply