خاص «صدى الوطن»
يخوض المرشح العربي الأميركي سالم (سام) سلامة في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل الانتخابات العامة للفوز بمنصب قاض في محكمة ديربورن، ليكون بذلك أول قاض عربي فيها.
أربعة أسابيع تفصل سلامة عن الإستحقاق الذي يعول فيه على حماسة الناخبين لتكرار إنجاز الإنتخابات التمهيدية التي أجريت في آب (أغسطس) الماضي، وأفضت الى تصدره السباق متفوقاً على القاضي الحالي ريتشارد وايغونيك، ومقصياً المرشحة كانديس آبات التي حلت ثالثة في جولة التصفيات.
وجاء إنجاز سلامة الأول من نوعه عربياً في المدينة، مدعوماً بماكينة إنتخابية ناشطة ودعم واسع من الجالية، حيث سجلت نسبة إقبال الناخبين العرب في المدينة ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بانتخابات سابقة.
وقد تمكن سلامة في السباق التمهيدي من التفوق على منافسه وايغونيك بفارق 800 صوت في حين تفوق على آبات بفارق 1746 صوتاً، وقد جاءت النتيجة على الشكل التالي: سلامة 5344 صوتاً، وايغونيك 4504 أصوات، وآبات 3598 صوتاً، ليدخل سلامة بذلك المرحلة النهائية من السباق بثقة عالية.
«صدى الوطن» تفقدت خلال الأسبوع الماضي حملة سلامة والتقت به في مكتبه في ديربورن حيث يتابع عن كثب مجريات السباق ونشاطات ماكينته الإنتخابية.
سلامة كان منهمكاً في مكتبه بالجهود الرامية لدفع الناخبين من أبناء الجالية العربية إلى التصويت المبكر لاسيما مع تزامن موعد الإنتخاب وموسم الحج ما يعني غياب سفر الكثير من ناخبي المدينة المسلمين.
ويشدد سلامة على ضرورة التصويت المبكر المتاح لكل من لا يمكنه التواجد في المدينة في يوم الإنتخاب. وقد بدأت بلدية ديربورن بتلقي أصوات الإقتراع الغيابي مع انتهاء عملية مهلة تسجيل الناخبين يوم الثلاثاء الماضي، التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
وحسب قانون الإنتخاب لا توجد أي شروط أو قيود للاقتراع المبكر لمن يفوق سنهم الـ60 عاماً.
وأشار سلامة «نحن نركز على حث الناخبين على التصويت المبكر لسببين. الأول، هو حصد أكبر قدر ممكن من الأصوات مبكراً من أجل تفادي الظروف الطارئة التي قد يتعرض لها الناخبون في يوم الإنتخاب ما قد يفقدنا العديد من الأصوات. أما السبب الثاني فهو لتفادي الناخبين عجقة الإنتخابات الحافلة بالعديد من السباقات، الأمر الذي سيجعل عملية التصويت بطيئة» بسبب طول لوائح الإقتراع المؤلفة من ورقتين.
ويبدي سلامة، الذي يتمتع بخبرة ٢٧ عاماً في المجال القانوني، ثقة عالية بإمكانية الفوز واعتلاء كرسي العدالة في محكمة ديربورن، حيث يرى أنه المرشح الأوفر حظاً حسب استطلاعات الرأي والمعطيات المتوفرة»، ولكن تبقى الإنتخابات، حسب قوله، ربح وخسارة.
معنويات سلامة المرتفعة لا يعكرها سوى التخوف من إحجام الناخب العربي عن التصويت في يوم الإنتخاب، حيث يعتقد أن السباق قد يحسم بفارق ٢٠٠ أو ٣٠٠ صوت، وأي تلكؤ من الناخبين العرب سيترجم انخفاضاً في حظوظه بالفوز.
يعيد سلامة التأكيد على ضرورة التصويت، ويقول بعض أبناء جاليتنا يظنون أن أصواتهم لا تقدم ولا تؤخر.. ولكن الإنتخاب واجب يترتب عليهم جميعا من أجل تحصيل وحماية حقوقهم المدنية والسياسية.. ولا تنسوا أن المعركة متقاربة وقد تكون عشرات الأصوات فاصلة في نتيجتها النهائية». ولذلك يشدد سلامة على ضرورة الإنتخاب المبكر للراغبين بأدء فريضة الحج هذا العام، «فأصواتهم ستكون ذات أهمية كبيرة».
وقد بدأت تحضيرات حملة سلامة الإنتخابية في نيسان (أبريل) الماضي من خلال عدة نشاطات قام بها المتطوعون في الحملة الذين تواصلوا مع الناخبين شخصياً وزاروا منازلهم لحثهم على تسجيل أصواتهم. وتحافظ الحملة على تواصلها مع الناخبين المسجلين عن طريق البريد والهاتف.
ولكن سلامة وحملته لا يعولان فقط على مجهود المتطوعين «فالنجاح يحتاج الى تعاون المؤيدين ومساهمتهم في بث الدعوة الى الانتخاب.. فإذا لدينا ألف مناصر ودعا كل منهم 10 آخرين من أقربائه وأصدقائه للانتخاب فالمحصلة ستكون 10000 ناخب!».
والجدير بالذكر أن حوالي ١٨ ألف ناخب عربي مسجل للاقتراع في مدينة ديربورن وفي حال كانت نسبة الإقبال العربي مرتفعة فحظوظ سلامة، الذي يلقى أيضاً دعماً من قيادات غير عربية في المدينة، ستكون هي الأوفر بمواجهة وايغونيك.
وتنسق حملة سلامة جهودها مع «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) التي أعلنت الأسبوع الماضي عن دعمها للمحامي العربي، وكذلك مع «اللجنة اليمنية الأميركية للعمل السياسي» (وايباك). مع العلم أن أقلام الإقتراع في منطقة ديكس ذات الثقل الإنتخابي اليمني سجلت أدنى مستويات الإقبال في الجولة التمهيدية، ولكن من المتوقع أن ترتفع النسبة في انتخابات تشرين الثاني والتي ستكون من ضمنها انتخابات الرئاسة الأميركية.
ويخوض سلامة السباق بمواجهة القاضي الحالي وايغونيك بصفته مرشحاً يتمتع بكفاءة عالية لاحتلال هذا المنصب. ويصوب سلامة سهامه على حالة التشرذم الداخلي في محكمة ديربورن التي تحولت الى «ثلاث محاكم»، في إشارة منه الى غياب التنسيق بين القضاة الثلاثة فيها. وهو وضع يؤدي الى خلق الحساسيات بين موظفي المحكمة ويعرقل سير العدالة، حسب ما قال سلامة في ندوة انتخابية عقدتها «أيباك» بحضور وايغونيك.
كما أعلن سلامة عن تعهده بالتبرع بخمسة بالمئة من راتبه، في حال فوزه في الإنتخابات، لمصلحة محكمة الأحداث التي تعتبر جزءاً من المحكمة الرئيسية في المدينة والتي تعاني من نقص التمويل والمهددة بالإغلاق وقال «واجبنا أن نحمي اليافعين ونمنحهم فرصة إيصال أصواتهم والدفاع عن أنفسهم في مدينتهم»، ويضيف «نقدّر أن الشباب والصبايا في فترة المراهقة يُمكن أن ينجروا الى مخالفة القوانين بسبب قلة الحكمة، وهذا يتطلب منا معالجة صحية لقضاياهم.. وإذا تُم إغلاق هذه المحكمة، سوف نضطر لإرسالهم إلى المحكمة في ديترويت، وهذا سيتطلب جهداً ومشقة أكثر منهم ومن ذويهم، ناهيك عن الفارق في كيفية التعاطي بين المحكمتين بحكم أن محكمة ديربورن أدرى بما يدور في محيط أبنائها وأكثر قدرة على التعاطي الإيجابي معهم».
ينشط حالياً في حملة سلامة الانتخابية حوالي 75 متطوعاً من الشبان والشابات المتحمسين، ومن بين هؤلاء تقول جنان صغير «أنا مندفعة ومتحمسة لمساعدة سلامة والتاريخ سوف يسجل إننا ساهمنا في نجاح أول قاض عربي بعد فوزه في سباق محكمة ديريورن».
أما ريني الهادي التي يتركز عملها التطوعي على زيارة المنازل وحث الناخبين على التسجيل والإقتراع فتعتبر أن نجاح سلامة في الإنتخابات يمثل جزءاً من طموحاتها وأحلامها، وتؤكد «يجب أن ينتخبه الجميع».
ولا تزال حملة سلامة تستقبل من المتطوعين. وللمساهمة ومزيد من المعلومات يمكن الاتصال بمكتبه على الرقم 313.945.5100 أو بمنسقة الحملة ملاك على الرقم 313.443.0404
Leave a Reply