ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
سلوى فواز، واحدة من أربعة مرشحين يتنافسون على ثلاثة مقاعد مفتوحة في مجلس «كريستوود» التربوي في مدينة ديربورن هايتس، وفي حال فوزها في انتخابات السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، ستكون ثاني عضو عربي أميركي في مجلس المنطقة التعليمية التي يشكل فيها الطلاب العرب حوالي 70 بالمئة.
ويشار إلى أن ناديا بزي –التي انتخبت في العام ٢٠١٦– هي العضو العربي الوحيد حالياً في المجلس الذي يتألف من سبعة أعضاء ويشرف على خمسة مدارس عامة في وسط وشمال ديربورن هايتس بينها ثانوية كريستوود.
وتتنافس فواز في نوفمبر القادم مع كل من دونا أنسينك، ولين سينيا، وكفين سواف.
وقال الناشط حسن بزي، رئيس منظمة الجالية في ديربورن هايتس «فواز ستشكل إضافة جيدة إلى هذا المجلس»، مؤكداً رغبته في رؤية المزيد من مشاركة الآباء في العملية التربوية، «فهذا أكثر ما نفتقر إليه اليوم».
من جانبها، قالت فواز لـ«صدى الوطن» إن الدافع الرئيسي وراء ترشحها، هو الحفاظ على أمن وسلامة طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة في المنطقة.
وأضافت «أريد أن أوفّر فريق أمني أكثر خبرة ومهارة يرتدي أفراده زياً رسمياً، خاصة في المدرسة الثانوية»، لافتة الانتباه إلى أنه «الآن عندما تدخل المدرسة لا ترى عنصر أمن. ولا يطلبون منك حتى الهوية عندما تطلب استلام طفلك».
وأضافت أنها تعرف هذا من خلال تجربتها الخاصة، وذلك عندما أخذت طفلها لأول مرة قبل انتهاء الدوام لزيارة الطبيب، حيث لم يسألها أحد عن هويتها رغم أن قدمها لم تطأ المدرسة قبل ذلك، بسبب تولي زوجها مسؤولية تسجيل ابنهما والتعامل مع الإدارة.
وأوضحت: «لم يطلبوا مني حتى الحصول على رخصة قيادة أو أي شيء آخر».
ولفتت فواز إلى أن الأمن في ثانوية كريستوود الثانوية غير منظم، لاسيما عندما يحصل شجار بين الطلاب، حيث يتم استدعاء الشرطة في بعض الأحيان، في حين يضطر المعلمون والطلاب أحياناً للتدخل لفضّ العراك بأنفسهم، بسبب غياب حراس الأمن، مشيرة إلى أنهم «أحياناً يتصرفون كمتفرجين أكثر مما لو كانوا حراس أمن».
قضايا ملحة
قضية أخرى تضعها فواز على رأس برنامجها الانتخابي هي حجم الفصول الدراسية، متسائلة عن مدى فعالية أي معلمة في فصل ابتدائي من 35 طالباً!
ولفتت إلى أن الهدف الرئيسي للمعلمة سيكون على الأرجح «الحفاظ على السيطرة.. فكيف لنا أن نتوقع منها أن تعلم أطفالنا بالفعل؟».
كذلك ستتناول فواز في حال انتخابها، مشاكل الميزانية.
وفي هذا الصدد تقول «نظرت إلى الأرقام وهي مروعة» ، قالت: «على سبيل المثال لدينا 1.5 مليون دولار تذهب إلى مدرسة ديفاين تشايلد». «إنها الآن مدرسة خاصة، فلماذا تستمر المنطقة التعليمية بتمويلها؟».
وأكدت فواز أن الناس سيتعجبون من بعض الرواتب، مشيرة إلى أن مدير مدرسة متوسطة يقبض أكثر من ٢٠٠ ألف دولار سنوياً، «فيما أحد لم يشاهد المشرفة العامة على مدارس كريستوود منذ حزيران (يونيو) الماضي!».
وأضافت فواز: «هذه المسألة بالتحديد دفعتني للترشح.. فذلك يعني أنها لا تقدم تقارير عملها بينما تحصل على الراتب مقابل لا شيء».
وأشارت المرشحة اللبنانية الأصل، إلى أنه بعد الضغوط التي مارستها على المجلس التربوي، تقرر تعيين شخص آخر للقيام بمهامها بالوكالة أثناء غيابها.
وقالت فواز إنها سحبت أطفالها من مدارس كريستوود وسجّلتهم في مدرسة «وايز أكاديمي»، موضحة بأنها أقدمت على هذه الخطوة لأنها شعرت أنهم في خطر. وقالت «لا أعتقد أن الأمن كافٍ ولا أعتقد أن التعليم كما ينبغي أن يكون»، مشيرة إلى أنها تدفع أموالاً طائلة لتعليم أطفالها في «وايز» وبإمكانها ألا تحرك ساكناً من أجل بقية الطلاب في ديربورن هايتس، لكنها اختارت الترشح لعضوية المجلس التربوي من أجل المساعدة في تحقيق التغيير.
وقالت: «ربما، في وقت ما، قد أعيد أولادي وأجعل المدارس أفضل للأطفال الذين لا يستطيعون تركها».
مشاكل مريبة
وفي سياق آخر، قالت فواز إن مجلس كريستوود التربوي يجب أن يكون أكثر تنوعاً بما يعكس النسيج الطلابي في المنطقة التعليمية.
وأردفت: «لقد لاحظت أنه في كل مرة يتم تعيين شخص ما، يكونون قوقازيين، وليس لدي أية مشكلة مع ذلك، باستثناء أنني لا أرى أي أبناء أقليات يجري توظيفهم أو حتى النظر في طلباتهم».
كذلك لفتت فواز إلى عراقيل توضع أمام المرشحين العرب لعضوية المجلس، ولكنها تمكنت من تجاوزها بسبب إصرارها وتمكنها من توفير جميع الأوراق المطلوبة.
من جانبه، كشف أحمد فواز، لـ«صدى الوطن» أنه فور أن أعلنت زوجته ترشحها، استقالت ابنة المشرفة العامة من وظيفتها في مركز للرعاية النهارية تابع للمنطقة التعليمية، و«قد اكتشفنا أنها كانت تكسب نحو 101 ألف دولار سنوياً».
وأضاف: «المدير الرياضي يكسب ١١٥ ألفاً، وهو شخص تم طرده من منطقة تعليمية أخرى بتهمة اختلاس المال».
وأشار فواز إلى أن مخصصات منطقة كريستوود التعليمية من حكومة ولاية ميشيغن بلغت 1.3 مليون دولار، «لم يستفد منها الطلاب سوى بـ٥٠ ألف دولار فيما ذهب الباقي للإدارة»، لافتاً إلى وجود صعوبة شديدة في تتبع الأرقام بسبب عدم وجود سجلات دقيقة لها.
وفي هذا الإطار، قالت سلوى فواز: «عندما تراجع الميزانية، سترى أن الولاية بحاجة إلى التدخل والتدقيق نظراً لوجود الكثير من الأشياء المريبة».
وتجدر الإشارة إلى أن «صدى الوطن» لم تتمكن من التحقق من هذه المزاعم عبر مصدر مستقل، كما لم يتم تأكيدها من قبل الإدارة.
انخراط الأهالي
وفقاً لبزي الذي يدعم ترشيح فواز، فإن المشكلة الأكبر أمام تحسين منطقة كريتسوود التعليمية تكمن في إحجام الأهالي عن الانخراط في العملية التربوية ما لم تكن هناك مشكلة.
وقال: «هذه هي القضية المحورية»، مؤكداً أن أعضاء المنظمة الأهلية سيبذلون أقصى ما في وسعهم لإيصال عضو عربي ثان إلى المجلس.
وقال: «نحن نأمل كأهل وكمجتمع أن تأتي سلوى بجدول أعمال قوي يساعد المجتمع على المضي قدماً نحو مستقبل أفضل لأطفالنا».
ووفقاً لمصدر في إدارة كريستوود طلب عدم الكشف عن هويته، «استجابت فواز لجميع الأسئلة التي تم إرسالها على عكس مرشحين آخرين».
وأضاف المصدر لـ«صدى الوطن» بأن «فواز ستكون إضافة جيدة إلى المجلس التربوي». «إنها متعلمة جيداً ولديها مهارات إدارية جيدة بالإضافة إلى خبرة إشرافية».
وفواز حاصلة على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال والإدارة من «كلية والش». وقد عملت في مناصب إدارية في شركة فورد للسيارات خلال العشرين سنة الماضية. كما قامت بمجموعة متنوعة من الأعمال الاجتماعية التطوعية
Leave a Reply