التوافق السياسي يعجل الاستحقاق الرئاسي.. ومن دونه الازمة مفتوحةوولش يمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية توصل اليها كوشنير بين بري والحريري
انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان متوقفة على الاتفاق السياسي، ومن دونه فانها ستبقى تؤجل من جلسة الى اخرى، وهذا ما بات يعرفه الموفدون الدوليون والعرب، وهم على علم بحقيقة الازمة التي سبقت الاستحقاق الرئاسي، وعمرها يعود الى نحو عامين، منذ اعتكاف وزراء «امل» و«حزب الله» في كانون الاول عام 2005، وبعد اشهر قليلة على تشكيل هذه الحكومة، التي تبين انها فاقدة التوازن داخلها، وان الثلث الضامن غائب لصالح الاكثرية في الحكومة التي تتحكم بقرارات الحكومة.فالازمة لا تتعلق برئاسة الجمهورية، بل بالحكومة التي باتت وفق الدستور هي السلطة الاجرائية التي تحكم البلاد، وفق ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني التي اقرت في الطائف، كاصلاح سياسي وبالتالي فان الازمة ستبقى مستعصية، اذا لم يقبل فريق السلطة بالشراكة الفعلية مع المعارضة من ضمن توزيع مقاعد الحكومة نسبياً وفق تمثيل الكتل النيابية، والذي يرفض تسليم القرار الى حلفاء سوريا وايران وفق ما يقول اقطاب الموالاة الذين يخشون حصول انقلاب مضاد على انجازات «ثورة الارز» وفق تعبيرهم، وكما يؤكد المسوؤلون في الادارة الاميركية، الذين طلبوا من حلفائهم اللبنانيين ان يمتنعوا عن تقديم تنازلات في الحكومة، لانها الاساس وليست رئاسة الجمهورية، بعد تجربة عزل الرئيس اميل لحود، واستمرار حكومة السنيورة في عقد جلساتها الدورية واصدار القرارات بالرغم من فقدانها شرعيتها لان طائفة اساسية خرج ممثلوها الاساسيون منها وهم وزراء «امل» و«حزب الله».فبعد ان توصلت المساعي الفرنسية التي قام بها وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، موفداً من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الى وثيقة سياسية بين الموالاة والمعارضة من خلال محادثات وحوارات بين كل من الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري تتضمن الاتفاق على حكومة وحدة وطنية توزع فيها المقاعد بنسبة 55 بالمئة للسلطة، و45 بالمئة للمعارضة، وتكون المقاعد السيادية مناصفة بينهما، وان لا تحتسب حصة رئيس الجمهورية الجديد من الطرفين اذا قرر ان يتمثل في الحكومة بوزراء محسوبين عليه، وان يعتمد القضاء دائرة انتخابية، وكاد كوشنير ان يعلن الاتفاق الذي كان سيترجم في جلسة الانتخاب في 14 كانون الأول، ولكن الحريري تراجع عنه ، واصدر بياناً عنيفاً عبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي اشار الى ان الرئيس بري فقد اهليته كرئيس للمجلس، مما رفع من وتيرة التشنج السياسي عبر التراشق الاعلامي بين نواب من «تيار المستقبل» ونواب من «امل»، بعد ان فوضت المعارضة العماد ميشال عون كمفاوض باسمها مع من تسميه الموالاة، وكان ذلك ايذاناً بقطع الحوار بين بري والحريري الذي تتهمه المعارضة بانه كان يتنكر للاتفاقات والالتزامات التي كان يتم التفاهم عليها معه، وهذا ما حصل منذ اتفاق الرياض، الى الجلسات السبع بينه وبين رئيس المجلس في عين التينة، الى اللقاءات الاخيرة التي عالجت الاستحقاق الرئاسي، وكان من ضمنها اللقاء الذي رعاه كوشنير وتم خلاله التوافق على عناوين سياسية لاخراج الاستحقاق الرئاسي من الجمود، والذي يبدو ان رئيس كتلة المستقبل وحلفاءه قرروا عدم تقديم اي تنازل، بعد ان وافق على حكومة وحدة وطنية يكون للمعارضة الثلث الضامن، وهذه هي العقدة الاساسية التي تحول دون الوصول لحل الازمة السياسية والرئاسية والدستورية المتفاقمة منذ اكثر من عام، وقد تستمر الى مرحلة غير محددة، وهي في المدى المنظور محددة في شهر اذار المقبل الموعد الجديد للدورة العادية لمجلس النواب، ويذهب بعض القوى السياسية للحديث عن ان الازمة مفتوحة، ولا احد يعرف الحلول التي يمكن ان يتوصل اليها الافرقاء اللبنانيون بمساعدة خارجية.
النائب سعد الحريري مستقبلا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ديفيد وولش في قريطم في بيروت |
Leave a Reply