واشنطن – وجد بحث أميركي حديث أن أثاث غرفة المعيشة التي يقضي فيها أفراد العائلة معظم الوقت قد يحوي مواداً كيميائية سامة قد تتسبب في مشاكل صحية من بينها نقص حجم المواليد الجدد.
وقام البحث العلمي المنشور في «دورية العلوم البيئية والتقنية» على قياس كم المواد الكيميائية السامة المثبطة للحرائق واللهب التي تدخل في صناعة الأثاث. ووجدوا أن 80 بالمئة من الوسائد والأرائك المصنوعة من الأسفنج تحتوي على أحد تلك المركبات الكيماوية السامة، التي قد نجدها كذلك في مقاعد السيارات وأي منتج آخر تدخل رغوة الـ«بولي يوريثان» في صناعته، كما أنه مستخدم أيضاً في صناعة السجاد والإلكترونيات. ويربط الباحثون تلك المواد الكيميائية وعدد من المشاكل الصحية منها مشاكل الإنجاب وانخفاض وزن المواليد، بجانب مشاكل النمو الجسدي والعصبي لدى الأطفال، كما ربطته أبحاث سابقة بعدم التوازن في الهرمونات وربما الإصابة بالسرطان.
ومن جانبه، أكد «المجلس الكيميائي الأميركي» على أهمية تلك الموائد الكيميائية، قائلاً في بيان إن «مثبطات اللهب وسيلة فعالة لتلبية معايير الأمن والسلامة من الحرائق، صممت لمنع الحرائق، وفي حال اشتعالها، تبطئ من انتشارها بما يوفر وقتاً للإفلات».
وربطت الدراسة العلمية بين المواد التي يتم إضافتها على المفروشات المنزلية، كالمقاعد والستائر والسجاد، لتحول دون سرعة اشتعالها، وبين الإصابة بأمراض عديدة، في مقدمتها مرض السرطان، والتشوه الهرموني لدى الأفراد. كما بينت الدراسة أن الباحثين، بعد تفحصهم للمفروشات في عدد من المنازل بالولايات المتحدة، ومن خلال تحليل الهواء داخل هذه المنازل، تمكنوا من ربط وجود نوع واحد على الأقل من الغازات السامة الصادرة عن هذه المفروشات في 85 بالمئة من المنازل.
وكشفت الدراسة أن من بين هذه الغازات السامة الصادرة عن المفروشات، غاز «ثنائي الفينيل متعدد التأثير» (بولي كلورينايتد إنفلونس)، والذي يسبب تسمم الكبد والغدة الدرقية بالإضافة إلى التسبب بمشاكل بالجهاز العصبي، بحسب ما ذكرته «وكالة حماية البيئة الأميركية» (إيـ<ـا)، حيث تم منع استخدامه في العام 2004 في عمليات تصنيع المفروشات. ووجد الباحثون آثاراً لغازات سامة أخرى مثل «دي دي تي» و«تريس» اللذين لهما علاقة على البناء الهرموني عند الأفراد، وخصوصا عند الأطفال وتم منعهما أيضا قبل أعوام عديدة.
ونقل التقرير على لسان أحد الباحثين، روبين دودسون «ما يثير القلق أن العديد من هذه الغازات لها صلات بأمراض كالسرطان والتشوه الوظيفي للهرمونات، الأمر الذي من الضروري الالتفات إليه».
Leave a Reply