المقاومة تسجل انتصاراً جديداً استكمالاً لإنتصارها فـي صيف 2006
قبل عامين، اسرت المقاومة جنديين اسرائيليين عند الحدود مع الكيان الصهيوني في خراج بلدة عيتا الشعب، وخرج الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، يعلن عن العملية وما حققته من نجاح، ويقترح على العدو الاسرائيلي مفاوضات غير مباشرة وعبر وسيط، كما حصل في مفاوضات سابقة، من اجل اطلاق سراح الجنديين مقابل الاسرى اللبنانيين وفي طليعتهم عميدهم سمير القنطار الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ العام 1979، اثر قيامه بعملية فدائية نفذتها مجموعة الشهيدة دلال المغربي في مستعمرة نهاريا وسقط فيها شهداء من المجموعة واصيب سمير واسر بعد ان تمكن من قتل مستوطنين بينهم استاذ جامعي وبعض افراد عائلته.
لم يقبل رئيس حكومة العدو ايهود اولمرت شروط المقاومة، وشن بعد ساعات على كلام السيد نصرالله عدوانه على لبنان، متذرعاً بعملية الاسر وانه سيعيد الاسيرين دون شروط، بعد ان يقضي على المقاومة وسلاحها، فتقوم الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة بإستلام الاسيرين وتسلمهما لاسرائيل مقابل وقف اطلاق نار.
هكذا بدأ العدو حربه على لبنان والذي كان اتخذ القرار بشنها قبل اشهر من عملية اسر الجنديين، لأسباب تتعلق بسلاح المقاومة وتنفيذ قرار مجلس الامن 1559 ، الذي عجزت الحكومة اللبنانية عن تطبيقه بالحوار مع المقاومة، فأصدرت الادارة الاميركية اوامرها الى اولمرت وفريقه العسكري لشن الحرب التي تم تقدير قادة العدو وعلى رأسهم رئيس الاركان دان حالوتس انها لن تمتد الى اكثر من ثلاثة ايام كحد اقصى، فتستسلم المقاومة وقادتها، ويتم سجنهم، ونزع السلاح.
فشل العدوان، وبقي الاسيران مع المقاومة، وصدر تقرير لجنة «فينوغراد» الاسرائيلية يحمل اولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس مسؤولية وقوع الحرب والنتائج المدمرة التي ترتبت عنها، لجهة الهزيمة التي لحقت بأكبر جيش في المنطقة بمواجهة منظمة عسكرية تعد الافاً من المقاتلين، الى انهيار الثقة بالمؤسسة العسكرية، وفقدان الصدقية بالقيادة السياسية وحصول عمليات استقالة واقالة وتنحية داخلها اضافة الى الخسائر المادية والنفسية التي تكبدها جيش العدو والمستوطنين اليهود، واضطرارهم الى الهروب والنزوح والبقاء في الملاجئ مدة 33 يوماً.
لم يسمع اولمرت كلام السيد نصرالله جيداً، بأنه لو جاء العالم كله، لن يستطيع الافراج عن الجنديين الاسيرين، كما لم تتلق قيادات اسرائيلية سابقة ايضاً، ما حذر منه الامين العام لـ«حزب الله»، من ان عدم اطلاق سمير القنطار، سيكون مكلفاً للعدو، وقد اعلن بوضوح انه ستتم عملية اسر، اذا لم تنجح المفاوضات في الافراج عن القنطار ورفاقه وجثامين الشهداء، وقال السيد نصرالله بصراحة كاملة، اثناء عملية التبادل التي تمت في كانون الثاني عام 2004 وخرج بموجبها 463 اسيرا لبنانيا مقابل ثلاث جثث لجنود اسرائيليين ومدني اسرائيلي، وكان يجدد دائماً تحذيره من ان الوقت لن يكون لصالح الدولة العبرية اذا لم تسرع في الافراج عن اقدم سجين لديها، وقد نبه الى ذلك قبل اشهر من عملية الاسر، ان صبر المقاومة قد نفذ، وان العدو لا يفهم الا لغة القوة، وكان يوم 12 تموز، يوماً مميزاً حيث نجحت مجموعة للمقاومة من اسر الجنديين من داخل آليتهم العسكرية التي تم تدميرها.
اشتعلت الحرب وتوقفت بقرار من مجلس الامن حمل الرقم 1701، وتضمن اطلاق الاسرى واتصل الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان برئيس الحكومة فؤاد السنيورة طالباً تسلم الجنديين من المقاومة، لكن «حزب الله» رفض العرض وهو سبق له وخاض المفاوضات من خارج الاطار الرسمي، حرصاً على سريتها ونجاحها، وقد تمكن من ذلك في مراحل عديدة، خرج بموجبها آلاف الاسرى اللبنانيين والعرب.
وهذا ما حصل في المفاوضات التي خاضتها قيادة المقاومة لاطلاق سراح الاسرى وفي مقدمهم سمير القنطار، حيث رضخت اسرائيل الى الافراج عنه، بعد ان كانت تربط ذلك بمعلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان عام 1985، وجاءت النتيجة سلبية، وابلغت المقاومة المفاوضين انها ليس لديها معلومات حوله.
ومع الضغط الذي تعرض له اولمرت من اهل الجنديين الاسيرين، رضخ لشروط المقاومة وقرر الافراج عن الاسرى، وبذلك يكون وقع في هزيمة جديدة في لبنان، بعد فشله العسكري، وقد اعلنت قيادات العدو، ان «حزب الله» حقق انتصاراً جديداً على الدولة العبرية التي ستواجه نفس المصير في مفاوضاتها غير المباشرة مع حركة حماس في غزة للافراج عن الجندي جلعاد شاليت.
Leave a Reply