بعد فتح تحقيق حول تعليقات مشينة أدلى بها أمام مراسلة صحفية
لانسنغ – تقدمت السناتور الديمقراطية في مجلس شيوخ ولاية ميشيغن مالوري ماكمورو –الثلاثاء الماضي– بادعاء جديد بالتحرش الجنسي ضد زميلها في المجلس، السناتور الجمهوري بيتر لوسيدو، الذي يواجه بالفعل، تحقيقات حول تعليقات وجهها لمراسلة صحفية في مبنى الكابيتول بالعاصمة لانسنغ، يوم 14 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وقالت السناتور مكمورو، التي تمثل مدينة رويال أوك، إن لوسيدو جعلها تشعر بعدم الارتياح والحرج الشديد أثناء مشاركتها في جولة توجيهية لأعضاء مجلس الشيوخ الجدد في أروقة مبنى الكابيتول، بعد فترة وجيزة من انتخابها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018.
وقالت مكمورو إنها توجهت نحو لوسيدو، لتقديم نفسها، فصافحها السناتور الجمهوري بإحدى يديه ووضع الأخرى على أسفل ظهرها محركاً أنامله على خصرها وأعلى مؤخرتها، على حد وصفها لمجلة «كراين بزنس» الديترويتية.
وأضافت مكمورو أن لوسيدو سألها من أين أتت وعلى من فازت في الانتخابات، فأجابته بأنها من رويال أوك وهزمت السناتور الجمهوري السابق مارتن نولنبرغ.
وقالت: «في تلك اللحظة، كان لا يزال يضع يده على أسفل ظهري، وكان ينظر إليّ من الأعلى إلى الأسفل ثم رفع حاجبيه قائلاً: «أستطيع أن أرى السبب»، في إشارة إلى حسن مظهرها.
وتابعت: «في تلك اللحظة، هبط قلبي»، مؤكدةً أنها أحسّت بالإهانة والضيق لشعورها بأنها مجرد «قطعة من اللحم» في نظر لوسيدو، الذي كان يقصد بأنها فازت بالسباق الانتخابي المحتدم بسبب جمالها، على حد تعبيرها.
بدوره، نفى لوسيدو، اتهامات مكمورو جملة وتفصيلاً. وقال في رسالة لصحيفة «ديترويت فري برس»: «أنفي بشكل قاطع هذا الادعاء الذي أعتقد أنه غير صحيح تماماً وأنه مدفوع سياسياً».
ويعتبر لوسيدو من المشرعين الجمهوريين البارزين في ميشيغن، حيث كان نائباً عن بلدة شيلبي تاونشيب في مجلس نواب الولاية قبل انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ عام 2018.
وقالت أمبر مكّان، المتحدثة باسم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السناتور مايك شيركي، إن المجلس بصدد تعيين محامٍ مستقل للمساعدة بالتحقيق في المزاعم ضد لوسيدو.
وأضافت أن «أي ادعاء من هذا النوع يجب أن يؤخذ على محمل الجد»، مؤكدة أن زعيم الأغلبية حريص تماماً على إجراء تحقيق كامل حول الاتهامات التي طالت لوسيدو.
المراسلة الصحفية
وكان مجلس الشيوخ قد أطلق في منتصف الشهر الجاري، تحقيقاً حول لوسيدو بعد تقدم موقع إخباري (ميشيغن أدفانس) بشكوى ضد السناتور الجمهوري على خلفية حوار جرى بينه وبين إحدى المراسلات.
وبحسب «ميشيغن أدفانس»، كانت المراسلة السابقة أليسون دوناهو، تسعى للحصول على تصريح من لوسيدو خارج قاعة مجلس الشيوخ في 14 الجاري، حيث كان السناتور الجمهوري محاطاً بوفد من طلاب مدرسته الثانوية «دي لا سال» الكاثوليكية في مدينة وورن.
فقال لها لوسيدو متسائلاً: «لقد سمعت بمدرسة «دي لا سال»، أليس كذلك؟»، فردت عليه بالنفي، ليجيبها قائلاً: «إنها مدرسة للصبيان فقط.. ربما عليك أن تقضي بعض الوقت، سوف تستمتعين كثيراً مع هؤلاء الشبان، أو يمكن أن يستمتعوا هم كثيراً معك».
وأفاد الموقع الأخباري بأن تعليق لوسيدو أثار نوبة ضحك بين الطلاب.
وفي حين لم ينف لوسيدو الحادثة، إلا أنه أكد أن تعليقاته أُخرجت من سياقها.
في المقابل، قالت السناتور مكمورو، إن ما جرى للمراسلة الصحفية دفعها للكشف عن حادثة تحرش لوسيدو بها.
وأشارت إلى أنها أخبرت زوجها بما فعله زميلها الجمهوري في ذلك الوقت، لكنها لم تذهب أبعد من ذلك، لأنها شعرت أن الحادثة «بسيطة نسبياً على مقياس التحرش الجنسي»، وأن الشكوى قد تحدّ من فعاليتها كسناتور جديدة في مجلس شيوخ الولاية.
لكن مكمورو قالت إن حادثة المراسلة دوناهو، جعلتها تشعر ببعض الذنب لسكوتها عما جرى لها قبل أكثر من سنة، مشيرة إلى أنها لو تقدمت بشكوى حينها ما كان لوسيدو ليتطاول على المراسلة الشابة أو غيرها.
وأعربت مكمورو عن أملها في أن تظهر شكواها أن «سلوك السناتور لوسيدو لم يكن تصرفاً عرضياً أو سوء تفاهم مع المراسلة أليسون دوناهو، بل هو نمط من السلوك يهدف إلى تحطيم المرأة في مكان العمل وإساءة استخدام موقع السلطة».
ورداً على تعليق لوسيدو القائل بأن شكواها ذات دوافع سياسية، قالت مكمورو إن الأمر «لا يحتاج إلى حسابات معقدة»، مؤكدة أن لا مصلحة شخصية لها في القضية، بل إنها قد تدفع ثمناً سياسياً باهظاً لأنها تمثل دائرة انتخابية يسيطر عليها الجمهوريون منذ زمن بعيد.
وأضافت «هذه مخاطرة… ولكن إذا تمكنت من جعل هذا المكان أفضل للعمل، فسوف أنام بشكل أفضل خلال الليل».
Leave a Reply