ديترويت – خاص “صدى الوطن”
يعتبر حاكم ولاية ميشيغن الجمهوري ريك سنايدر نفسه من أكثر الحكام الجمهوريين مناصرة للهجرة والمهاجرين في البلاد، في الوقت الذي يكافح فيه حكام ولايات أخرى مثل أريزونا وآلاباما وساوث كارولاينا لتنقية ولاياتهم من المهاجرين غير الشرعيين.
وقد خصص سنايدر، منذ توليه سدة الحاكمية، عدة وكالات للترحيب بالمهاجرين المهرة والأكفاء في ميشيغن، الولاية الوحيدة التي تناقص عدد سكانها بحسب إحصاءات العام 2010، ويؤكد سنايدر أن هذا النوع من المهاجرين هو “أمر ضروري لإعادة بناء ميشيغن”.
وقال سنايدر في مقابلة خلال معرض ديترويت الدولي للسيارات في قاعة “مركز هوبو” في وسط المدينة: “إنهم (المهاجرون) لا يأخذون الوظائف، بل يخلقونها”.
وسنايدر (53 عاما) يطالب كونغرس الولاية بتسهيل دخول المهاجرين من أصحاب الشهادات العالية، في المجالات العلمية والتكنولوجية خاصة، والسماح لهم بالعمل في الولايات المتحدة. وهو بهذا يتمايز عن حزبه (الجمهوري) المنخرط بجدال حول مسائل ترحيل المهاجرين وتحصين الحدود المكسيكية الأميركية التي يتسلل المهاجرون غير الشرعيين عبرها.
ووصف نيك شولز، العامل في معهد “أميركان أنتربرايز” للسياسة العامة والبحوث في واشنطن، موقف سنايدر بـ”المفاجأة السارة” وقال إنه لا يعرف حكاما آخرين يدفعون علنا بهذا الاتجاه. وأضاف “إنها مسألة صعبة وقاسية بالنسبة للجمهوريين، ولكن في النهاية عليك أن تجد أحدا يقوم بهذا العمل”.
أرسلوا لنا العلماء
ونوه شولز إلى أن احتضان المهاجرين المهرة هو موقف سائد لدى الجمهوريين بمن فيهم المرشحون الرئاسيون أمثال ميت رومني ونيوت غينغريتش وريك سانتوروم، ولكن هؤلاء المرشحين وقفوا ضد المقيمين غير الشرعيين ولم يقدموا الشيء الكثير لموضوع الهجرة.
سنايدر يقول إن المهاجر يجب أن يحصل على بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد) إذا أطلق أعمالا برأس مال قدره 500 ألف دولار وخلق خمسة وظائف، فيما المطلوب حاليا للحصول على بطاقة الإقامة الدائمة مليون دولار وخلق عشرة وظائف، أو استثمار 500 ألف دولار في المناطق التي تعاني من الكساد.
ويطالب سنايدر الكونغرس بتخفيض الحد الأدنى المقدر بـ20 ألف دولار سنويا بالنسبة لأصحاب الشهادات العالية المتخرجين من الجامعات الأميركية والحاصلين في الوقت نفسه على تأشيرات عمل، ورفع الدخل السنوي إلى 65 ألف دولار بالنسبة لغيرهم.
دراسات ومؤشرات
وتوصلت دراسة مشتركة أجراها معهد “أميركان أنتربرايز” وشبكة “الشراكة من أجل اقتصاد أميركي جديد” أن التحالف بين رؤساء البلديات في ولاية نيويورك ورجال الأعمال استوعب المهاجرين من اصحاب الشهادات العالية المتخرجين من الجامعات الأميركية أكثر من الأميركيين.
وقالت الدراسة إن هذا الأمر ينطلي على المهاجرين العاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ولكنها استنتجت أن كل 100 عامل أجنبي (غير أميركي) يساهمون بخلق 262 وظيفة للأميركيين. واضاف الدراسة التي نشرت الشهر الماضي أن الهجرة ليس لها أي تأثير سلبي على توظيف الأميركيين.
وتجادل الناطقة باسم “الاتحاد من أجل إصلاح (نظام) الهجرة الأميركي” في واشنطن إرا ميهلمان بأن ذلك “غير صحيح”، وتقول إن الكثيرين من الأميركيين أصحاب الشهادات العلمية والتكنولوجية يبحثون عن وظائف أخرى في غير مجالاتهم لأن الأجانب تسببوا بتخفيض الحد الأدنى من الأجور في هذه القطاعات.
وبالعودة إلى سنايدر، الذي عبر عن سعادته في أن يكون في الخط الأمامي في موضوع الهجرة، فقد قال “إن ميشيغن يمكن أن تكون الرائدة في هذا المجال”.
Leave a Reply