لانسنغ – تصاعدت فـي الفترة الأخيرة أصوات رسمية أميركية مطالبة باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين وإعادة توطينهم فـي الولايات المتحدة، وفـي السياق ذاته، أعلن حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر، الثلاثاء الماضي، أنّ حكومته تبحث مع الحكومة الفدرالية فـي إمكانية إعادة توطين المزيد من اللاجئين السوريين فـي ولاية ميشيغن خلال الأشهر والسنوات القادمة.
وجاءت تصريحات سنايدر بعد اجتماعه مع اللجنة الاستشارية لشؤون الجاليات الشرق أوسطية فـي ميشيغن، والتي أسسها الحاكم الجمهوري فـي وقت سابق من هذا العام. وقال سنايدر لأعضاء اللجنة إن «نقاشاً جيداً» قد بدأ مع الحكومة الفدرالية لفهم آلية استقبال اللاجئين، وتحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه ميشيغن فـي هذه المسألة، لافتاً الى أن الأمور لا تزال فـي «مرحلة الاستكشاف».
وأضاف الحاكم الجمهوري فـي حديث للصحفـيين بعد الاجتماع، بأن أبرز العقبات التي تعترض إعادة توطين اللاجئين السوريين هي طول المدة التي تستغرقها الدراسات الأمنية والتي تتراوح بين 18 و24 شهراً.
وكانت صحيفة «ديترويت نيوز» قد نشرت فـي عددها الصادر فـي 21 من الشهر الجاري قصة أسرة سورية استغرقت دراسة تاريخها الأمني أكثر من 19 شهراً قبل أن يسمح لها بمغادرة تركيا الى الولايات المتحدة وإعادة توطينها فـي ديترويت.
وقد لاقت دعوات استقبال اللاجئين فـي ميشيغن صدى طيبا لدى عموم العرب الأميركيين، وبشكل خاص السوريين الذين لهم أقارب مازالوا يعانون من مرارة الحرب فـي سوريا أو قسوة ظروف اللجوء فـي دول الجوار.
ورحب الناشط السوري الأميركي آيب منفاخ بالتطورات الجديدة وأثنى على الجهود التي يبذلها الحاكم سنايدر، بالقول «هناك الكثير من السوريين الموهوبين يمكن الاستفادة من استقدامهم وقبول لجوئهم فـي أميركا».
وتتأثر إعادة توطين اللاجئين السوريين فـي الولايات المتحدة بعدة عوامل، من بينها إمكانيات الوكالات المختصة بهذا الشأن وطبيعة المجتمعات التي سيُوطن فـيها القادمون الجدد الذين سيؤخذ بعين الاعتبار فـيما إذا كان لهم أقارب يعيشون فـي المنطقة، إضافة إلى توزع التجمعات السورية (أو العربية) التي ستساهم فـي تسهيل التعامل مع بعض الحالات الخاصة، لاسيما لناحية الاستفادة من المتحدثين باللغة العربية.
وتضم منطقة مترو ديترويت رابع أكبر تجمع للسوريين الأميركيين بعد لوس أنجلوس ونيويورك وشيكاغو، حيث يقطن أكثر من 3000 سوري فـي ولاية ميشيغن، بحسب البيانات الفدرالية.
وخلال العام الجاري أعيد توطين مئة لاجىء سوري فـي منطقة ديترويت التي تنتظر قدوم المزيد منهم خلال الأشهر القادمة، لاسيما مع قرار الحكومة الأميركية الأخير باستقبال عشرة آلاف لاجىء سوري خلال السنة المالية الجديدة التي بدأت الخميس الماضي.
وكان سنايدر قد دعا -فـي العام الماضي- الحكومة الفدرالية الى إصدار آلاف تأشيرات العمل (فـيزا) للمهنيين الأجانب الراغبين فـي العمل والعيش فـي ديترويت من أجل أعمار المدينة، ويبدو أن اللاجئين السوريين قد يكونوا ضالة الحاكم الجمهوري المعروف بتأييده لدور المهاجرين فـي النهوض باقتصاد الولاية.
وفـي السياق، قدمت رئيسة «المجلس العربي والكلداني» (أي سي سي) هيفاء فاخوري عرضا إلى الوكالات الحكومية والمحلية بتطوير منطقة الميل السابع فـي ديترويت (بين شارعي وودورد وجون آر) من أجل إعادة تأهليها لاستقبال السوريين الجدد.
وقامت الولاية خلال السنة الماضية بإعادة توطين حوالي 4000 لاجىء أكثر من نصفهم من العراقيين، بحسب «مكتب إعادة توطين اللاجئين الأميركي»، الذي حدد حصة ميشيغن بـ4200 لاجىء سنوياً من أصل 70 ألفاً من مختلف دول العالم.
لكن مع إعلان إدارة الرئيس باراك أوباما بداية هذا الشهر- التزامها بقبول 10 آلاف لاجىء سوري على الأقل خلال السنة القادمة، ورفع السقف الفدرالي الى 85 ألف لاجىء فـي العام 2016 وصولاً الى 100 ألف فـي 2017، من المرجح أن تشهد حصة ميشيغن تعديلاً بالرفع فـي ظل الجهود التي يبذلها سنايدر فـي هذا الإطار.
وغالباً ما يرد سنايدر على الخطاب المعادي لاستقبال الأجانب، بأن المهاجرين يقومون بخلق الوظائف فـي ولاية ميشيغن بنسبة تفوق ضعف الوظائف التي يوفرها الأميركيون المولودون فـي الولايات المتحدة، ما يسقط مقولة أن «الأجانب يأتون الى بلادنا ويستولون على الوظائف».
Leave a Reply