سنايدر يتصدّى لتحديات فلنت ومدارس ديترويت العامة بموازنة منضبطة

محمد‭ ‬الرموني‭ – ‬‮«‬صدى‭ ‬الوطن‮»‬

تقدم الحاكم ريك سنايدر، يوم الأربعاء الماضي، بمقترح ميزانية ميشيغن للعام المالي ٢٠١٦-٢٠١٧، بقيمة إجمالية بلغت ٥٥ مليار دولار، من ضمنها مئات ملايين الدولارات المخصصة لإغاثة مدينة فلنت وإصلاح مدارس ديترويت العامة المهددة بالإفلاس. وقال الحاكم الجمهوري فـي معرض طرحه للموازنة أمام المشرعين فـي لانسنغ، إن ميشيغن تواجه «تحديين فريدين» من نوعهما فـي فلنت وديترويت، و«ما يتطلب إهتماما فورياً فـي ميزانية الولاية». وكان سنايدر يتحدث فـي مبنى الكابيتول بينما إحتشد عدد من المتظاهرين خارج قاعة المجلس وهم يهتفون منددين بحكومة سنايدر وسط اتهامات  لها بالتخاذل فـي معالجة أزمة مياه الشرب فـي فلنت قبل تفاقمها.

وتبلغ الموازنة المقترحة، التي لاتزال بحاجة الى موافقة مجلسي النواب والشيوخ فـي لانسنغ، 54.9 مليار دولار من ضمنها 195.4 مليون دولار لفلنت و72 مليون دولار سنوياً على مدى 10 سنوات القادمة لإصلاح مدارس ديترويت العامة. وأضاف سنايدر «عملنا على وضع حل لمعالجة الطرق والجسور المتهالكة فـي الولاية العام الماضي، الآن يجب علينا حل أزمة المياه فـي فلنت ومواجهة التحديات فـي مدارس ديترويت العامة»، واللافت أن هاتين الأزمتين حصلتا أو تفاقمتا إبان كانت بلدية فلنت ومنطقة ديترويت التعليمية تحت إشراف مدير طوارىء معيّن من قبل الحاكم.

والى جانب التحديين المفاجئين، وضع سنايدر أولويات فـي الموازنة تتمثل بتعزيز النمو الإقتصادي، وزيادة تمويل التعليم، وتحسين السلامة العامة، مع التحلي بـ«المسؤولية المالية» بحيث تكون الموازنة مضبوطة لتفادي الوقوع بالعجز.

اقتصاد الولاية يتحسن 

وأبرز سنايدر فـي كلمته أمام أعضاء لجنة الموازنة، إستمرار بوادر التحسن فـي إقتصاد ميشيغن عموماً مع إضافة أكثر من 440 ألف وظيفة جديدة فـي القطاع الخاص منذ توليه منصبه فـي عام 2011، الى جانب ارتفاع أسعار المنازل وإنخفاض مطرد فـي معدل البطالة. 

ووصف سنايدر خطته للموازنة بأنها تعتمد على اتباع «نهج متوازن» بين التصدي للتحديات المفاجئة من جهة، ومن جهة أخرى الاستمرار فـي سداد المستحقات وتوفـير المال للمستقبل والاستثمارات فـي القطاعات الحيوية.

وكان لافتاً فـي مقترح ميزانية سنايدر لهذا العام، أنها خلت من تخصيص أي مبلغ لصندوق الاحتياط المالي للولاية، المعروف اسم «صندوق الأيام الماطرة» والذي يصل رصيده حالياً الى 611 مليون دولار، بينما كان 2.2 مليون حين تولى سنايدر مهام منصبه.

فلنت

ميزانية سنايدر حملت رسالة واضحة بأنه «لا يجب على سكان فلنت الإعتماد على مصافـي المياه والمياه المعبأة فـي زجاجات فقط لشرب كوب من الماء أو طهي وجبة آمنة»، وأن سنايدر حريص على أن تتوفر المياه الصالحة للشرب فـي المدينة بأسرع وقت ممكن حيث تم تخصيص مبلغ 195 مليون دولار ستنفق من خلال عدة دوائر فـي الولاية لتوفـير المساعدة الفورية وطويلة الأجل لسكان المدينة، حيث سيتم تزويد سكان فلنت بالاحتياجات الملحة مثل المياه المعبأة فـي زجاجات، وأجهزة تنقية المياه، إضافة الى الإستثمار فـي الإحتياجات على المدى الطويل مثل توفـير المتخصصين والموظفـين، بما فـي ذلك الممرضون وأخصائيو الأمراض الوبائية. وتدعم الميزانية توفـير الرعاية الصحية للأطفال، وتمويل الإختبارات والدراسات، والإستمرار فـي معالجة الأطفال المصابين بتلوث الرصاص. 

وتتوزع أموال إغاثة فلنت على الشكل التالي:

– تخصيص 30 مليون دولار لتوزيعها على أهالي فلنت كتعويضات عن ثمن فواتير المياه الملوثة التي دفعوها إعتباراً من  نيسان (أبريل) الماضي.

– 37 مليون دولار لتوفـير مياه الشرب الصالحة.

– 15 مليوناً لتوفـير الطعام والغذاء للمصابين بتلوث الرصاص.

– 63 مليوناً لتحسين الوضع البدني والإجتماعي والتعليمي ورفاه الأطفال وغيرهم من سكان فلنت.

– 50 مليوناً لوضعها فـي صندوق إحتياطي لتغطية النفقات المستقبلية التي لم تحدد بعد.

فـي الأثناء إحتشد بضع عشرات المحتجين خارج المبنى وهم يرتدون قمصانا كتب عليها «حياة سكان فلنت تهم» ويهتفون: «أصلحوا الأنابيب»، «لا مياه ..لا سلام»، «هذا غير كاف».. فـي إشارة الى المبالغ التي خصصت للمدينة.

وقال لورنزو أفري (32 عاماً) من فلنت «سوف أستمر فـي المجيء الى لانسنغ حتى يتم إقصاء سنايدر من منصبه»، وقال رئيس الحزب الديمقراطي فـي ميشيغن براندون ديلون «الميزانية لا تحتوي على التزام جاد لإستبدال أنابيب الرصاص التي تسمم الأطفال والأسر فـي فلنت»، غير أنه من المتوقع أن تخصص الولاية عشرات ملايين الدولارات من ضمن الميزانية الحالية لإصلاح شبكة أنابيب المياه فـي المدينة خلال الأسابيع القادمة.

الالتزام بإنقاذ مدارس ديترويت

وتضمنت الميزانية المقترحة، خطة سنايدر لإصلاح مدارس ديترويت العامة عبر تخصيص 720 مليون دولار، بينها 200 مليون دولار للبدء بتطبيق خطة فصل المنطقة التعليمية الى كيانين- وهو ما اعتبر سنايدر كفـيلاً بوضع المنطقة التعليمية على أسس مالية قوية وستساعد على ضمان تلقي الأطفال لتعليم جيد يضعهم على الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً»، واقترح سنايدر تخصيص ٧٢ مليون دولار من ميزانية العام القادم لمدارس ديترويت على أن يتم توفـيرها من صندوق تسوية قضية التبغ.

وهو مقترح لا يلقى تأييد جميع الجمهوريين الذين يسيطرون على الأغلبية فـي مجلسي النواب والشيوخ.

مزيد من الإنفاق على التعليم

واقترح سنايدر زيادة التمويل لمدارس الولاية (من صفوف الحضانة ولغاية الصف ١٢ ثانوي) بـ١٥٠ مليون دولار (زيادة تتراوح بين 60 و120 دولار للطالب الواحد). كما تشمل الميزانية إنفاق 15 مليون دولار لدعم التدريب المهني والتقني، و2.1 مليوناً للإستثمار فـي برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لمساندة الطلاب فـي المتابعة لهذه المجالات.

وتضمنت الميزانية مطالبة المشرعين بضخ مبلغ إضافـي قدره 61.2 مليون دولار لتمويل الجامعات الحكومية فـي ميشيغن، لاستعادة مستوى التمويل الحكومي الذي كان قائماً قبل تولي سنايدر منصب الحاكم فـي ٢٠١١. 

وتضمنت الميزانية السماح للجامعات برفع أقساطها بنسبة 4.8 بالمئة مقارنة بـ3.2 بالمئة السنة الماضية، على أن تحرم الجامعات التي تتخطى أقساطها هذا السقف من الدعم الحكومي، مثلما فعلت جامعة «إيسترن ميشيغن» و«جامعة أوكلاند» السنة الماضية. كما تضمنت الميزانية زيادة تموبل الكليات العامة بنسبة 2.9 بالمئة.

الصحة والبلديات والشرطة

وفـي شأن تمويل البلديات، تضمنت الميزانية زيادة 3.9 بالمئة فـي تقاسم العائدات مع البلديات ليصل المبلغ الى 781.5 مليون دولار ستوزع على مدن وقرى وبلدات الولاية. 

كما رُفعت ميزانية شرطة ميشيغن بمبلغ 9.5 مليون دولار لدعم أكاديمية الشرطة المتوقع لها تخريج دفعة جديدة من 85 مجنداً. وودعت الميزانية أيضاً الى تخصيص 8.5 مليون دولار لدعم مدرسة شرطية أخرى تعمل على تخريج 350 من حراس السجون، حيث يتجه العديد من الحراس الحاليين الى التقاعد قريباً. 

وبلغت الميزانية الإجمالية لدائرة السجون فـي ميشيغن 2 مليار دولار، دون تغيير عن العام الماضي، رغم تطبيق بعض الاقتطاعات مثل خصخصة خدمة الطعام فـي السجون. 

وفـي مجال الصحة والخدمات الإجتماعية إقترح سنايدر تخصيص 25.6 مليون دولار لبرنامج صحة الأسنان لمن هم دون سن 21 عاما ليصل عدد المستفـيدين الى 827 ألف شخص على مستوى الولاية.

أضواء‭ ‬على‭ ‬ميزانية ‭ ‬2016-2017:

– 54.9 مليار دولار حجم الموازنة 75 بالمئة منها للتعليم والصحة والخدمات الإجتماعية.

– 195.4 مليون دولار للتعامل مع أزمة فلنت.

– 72 مليون دولار سنوياً على مدى 10 سنوات لتسديد ديون مدارس ديترويت العامة.

– 12.1 مليار دولار للتعليم فـي مقابل 11.8 فـي الميزانية السابقة.

– 1.5 مليون دولار لتوسيع تواجد شرطة الولاية فـي أربع مدن رئيسية ديترويت، فلنت، بونتياك، ساغينو، لتشمل بنتون هاربر، هامترامك، هاربر وودز، هايلاند بارك، إنكستر، ماسكيغون هايتس.

– 25.6 مليون دولار لتوسيع قاعدة المستفـيدين من برنامج صحة الأسنان فـي 83 مقاطعة.

– 6.1 مليون دولار لبرنامج توفـير الملابس للعائلات الفقيرة، حيث ترفع مخصصات العائلة الواحدة من 140 الى 200 دولار سنوياً.

– 7.6 مليون دولار لتعزيز مكتب الطب النفسي الشرعي.

– 165 مليون دولار لإنشاء صندوق على مستوى الولاية لمساعدة المدن فـي تحسين البنية التحتية لأنابيب المياه وضمان عدم تلوثها بالرصاص.

– 533 مليون دولار من عائدات ضريبة البنزين ورسوم السيارات ستنفق على إصلاح الطرق.

– صفر دولارات، ستذهب الى صندوق «الأيام الماطرة» الإحتياطي.